كثير من الناس يتأففون ويتضايقون حين يعاكسهم الحظ في تحقيق مآربهم فيلعنون الظروف التي لم تساعدهم في مسعاهم، ويلومون ذواتهم لأنهم اختاروا هذه الطريق ولم يفضلوا تلك وبذلك يقضون حياتهم متبرمين ومتأسفين نادمين، وناظرين للكون نظرة سوداء قاتمة، غير مستحضرين قول الشاعر إيليا أبي ماضي: قال السماء كئيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السما قال الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما إن التفاؤل في الحياة يضخ دماء جديدة في النفس البشرية ويدفعها إلى الإقبال على الوجود بابتسامة وديعة وقلب مفعم بالأمل. إنه يدفع بالإنسان إلى تكرار المحاولة عند كل إخفاق وفشل فيصقل همته ويبرد عزيمته لأن الإخفاق والفشل في أمور الحياة من طبيعة الإنسان فلا نزيد الطين بلة بالتشاؤم والتجهم والتقزز والغضب، فهو يزيد المرء تراجعاً واضمحلالاً، فلنقبل على الحياة بوجه بشوش ضاحك، ولنتسلح بروح رياضية فنرضى بالإخفاق كما نصفق ونبتهج للنجاح، ونعيد الكرة مرات عدة، فعسى أن يكون في الإلحاح نجاحنا، أولاً يحب الله العبد الملحاح؟ ولتكن البسمة طافحة على أفواهنا أينما رحلنا وارتحلنا لأن البسمة الصادقة عنوان النجاح ومطية الفوز والفلاح، ولندع التشاؤم والتجهم والغضب لأن الله تعالى يقول في محكم كتابه (لوكنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). انظر أخي إلى الكون، وتأمل الوردة التي تفتّحت وكأنها فم جميل يبتسم لك، تمعن في الحدائق الغناء والعصافير المنشدة لأعذب الألحان لتخلص أن الله تعالى خلقها لتشاركك فرحتك وتفاؤلك. لا تقطب جبينك، فما أروعك حين تبتسم وأروع ما فيك بشاشتك وطلاقة محياك. أحب الكون فهو فيض من الله تعالى كما يقول الفارابي، وكل فيض يبشر بالخير والفرح والأمل
مشاركة :