كتب- سميح الكايد: ثمن سعادة السفير قبلان أبي صعب، سفير الجمهورية الإكوادورية لدى الدوحة السياسة القطرية القائمة على التوازن والشفافية والحكمة لافتا إلى أن هذا النهج المتميز لدى القيادة القطرية جعل قطر في صدارة الخريطة العالمية ودولة ذات احترام وتقدير إقليمي ودولي وعزز من طبيعة علاقاتها مع مختلف دول العالم ومن ضمنها جمهورية الإكوادور التي تولي اهتماما كبيرا بعلاقاتها المتميزة مع قطر على الصعد السياسية والاقتصادية وغيرهما. وأكد على تميز العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين وتماثل مواقفهما السياسية بشكل كبير إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية. جاء ذلك في حديثه بمناسبة الاحتفال بالذكرى 206 لاستقلال بلاده الذي نظمته سفارة بلاده مساء الاثنين بفندق سان ريجس وسط حضور رفيع المستوى تقدمه كل من سعادة السيد عبدالله صالح مبارك الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية وسعادة السيد أحمد بن عامر محمد الحميدي وزير البيئة وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وسعادة الشيخ حسن بن خالد آل ثاني السكرتير الخاص لسمو الأمير لشؤون العائلة وسعادة اللواء الركن الشيخ ثاني بن قاسم آل ثاني نائب رئيس الأركان للقوات المسلحة القطرية وسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير المراسم في وزارة الخارجية وسعادة السفير إبراهيم علي عميد السلك الدبلوماسي إضافة إلى حضور كبير ومكثف من قبل الإعلاميين ورجال الأعمال والمواطنين وأبناء الجالية الإكوادورية في قطر، وحضور من مختلف الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في قطر حيث أحيت فرقة وحدة موسيقى القوات المسلحة القطرية بقيادة الملازم أول ناصر الملا الحفل وعزفت النشيدين الوطنيين القطري والإكوادوري. كما أتحفت الحضور بعزف قطع موسيقية مختلفة، وبشكل خاص إكوادورية ولاتينية. وقال السفير أبي صعب يشرفني أن أحييكم وأرحب بكم فردا فردا، أصدقاء أحباء أجلاء، في هذه الأمسية المتألقة بحضوركم، لتشاركونا الاحتفال بالذكرى المائتين وستة أعوام، لاستقلال جمهورية الإكوادور. فلكم جميعا أيها السادة كل التقدير والامتنان والوفاء من الشعب الإكوادوري حيث دوت منذ مائتين وست سنوات أوَّل صرخة حرية في بقاع أمريكا اللاتينية في الإكوادور، مطالبة بحرية شعب واستقلال وطن. شعب آمن بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، لا يتساهل ولا يلين، كيف لا، والحق مقدّس وللوطن نكهة خاصة، وللأرض قدسية طاهرة، وللشعب عناده وتشبُّثه بأرضه وتراثه. وفي هذا السياق قال: اسمحوا لي أن أنحني إجلالاً لذكرى هؤلاء الشرفاء، الذين قضوا على مذبح الوطنية، هؤلاء الشهداء من النساء والرجال، الذين رووا بدمائهم الذكية تراب الوطن، ليس عشقاً بالموت بل حبّاً بأسمى ما في الوجود من قيم، حبا بالحياة الحرة الكريمة. وقال: يشرفني أن أنقل لكم تحيات خمسة عشر مليون إكوادوري، وما يحملونه من مودة وتقدير لدولة قطر ولشعبها الطيّب، الذي بقدرات وحكمة ورؤى قياداته، وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ودون أن ننسى الأعمال الجبّارة لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سارت دولة قطر الصديقة، نحو النمو والتقدم والازدهار، ووُضِعَت على خريطة الحضارة والعمران العالمية. وأضاف قائلا إنه بالرغم من أنه لم يمض على افتتاح سفارة الإكوادور في الدوحة ما يقارب الثلاث سنوات، حتى كثرت بين البلدين اللقاءات، وتوقيع الاتفاقيات، ودراسة المشاريع، وتبادل الزيارات على أرفع المستويات، والتي كان من أهمها زيارة فخامة الرئيس رفاييل كوريا رئيس جمهورية الإكوادور إلى دولة قطر، في أواخر سنة ٢٠١٤م، هذه الزيارة التي وطدت أواصر العلاقة بين الدولتين وفعَّلت الاستثمارات والمشاريع والتبادل التجاري بين البلدين. وأوضح بالقول: على صعيد القطاع العام فإن أهم هذه المشاريع هو مشروع مالي بقيمة ملياري دولار أمريكي بين وزارة المالية في دولة قطر ووزارة المالية في جمهورية الإكوادور، والذي سيتم تنفيذه على عدة مراحل أولها بقيمة 500 مليون دولار أمريكي خلال هذا العام. أما على صعيد القطاع الخاص فإن هذه المشاريع شملت القطاعين السياحي والنفطي موضحا بالقول: في القطاع السياحي فإن المفاوضات والمحادثات بين جمهورية الإكوادور وشركة CDCI،. متقدمة جداً بشأن تنفيذ مشروعين سياحيين في عاصمة الإكوادور، مدينة كيتو، المشروع الأول بقيمة 700 مليون دولار أميركي، والثاني بقيمة 1500 مليون دولار أمريكي تقريبا في حقل النفط، لافتا هنا إلى أن شركة GENTE OIL، وهي شركة مملوكة من قبل مجموعة قطرية، تستثمر اليوم في الإكوادور بما لا يقل عن 200 مليون دولار. وقال إن نمو الاقتصاد الإكوادوري بنسبة تتجاوز معدل النمو في دول أمريكا اللاتينية، والاستقرار السياسي الذي يعيشه الإكوادور مع وصول فخامة الرئيس رافايل كوريا إلى سدة الرئاسة هما العاملان الأساسيان اللذان دفعا بالكثير من رجال الأعمال من مختلف دول العالم إلى البحث عن فرص الاستثمار في الإكوادور. وفي معرض تركيزه على واقع العلاقات القطرية الإكوادورية قال السفير أبي صعب إن علاقات دولة قطر مع الإكوادور تحمل مؤشرات سارة ويأتي في مقدمتها الاقتراب من موعد الإعلان الرسمي عن إنجاز مشروع مالي بين الدوحة وكيتو، والذي لا يعد متفردا من نوعه بين البلدين فحسب، بل إنه الأول من نوعه بين دولة لاتينية وأخرى عربية، فضلا عن مساهمات للمستثمرين القطريين في مشروعات سياحية بالمشاركة مع الجانب الإكوادوري، لإحياء التراث التاريخي لعاصمة الإكوادوريين، هذا بجانب فعاليات ثقافية، واستقبال الموانئ القطرية لسفينة السلام خلال أكتوبر المقبل. وقال سعادة السفير قبلان أبي صعب، إن الاحتفال بذكرى استقلال الإكوادور لهذا العام اليوم، ذو نكهة خاصة، حيث إن العلاقات بين بلاده ودولة قطر، تزداد عمقا، وتتسع آفاقها بوتيرة متزايدة، باتجاه توقيع عدد من الاتفاقيات، والقيام بمشاريع ثنائية مشتركة، والتي ستظهر إلى النور في القريب العاجل. وأوضح أنه من بين هذه المشاريع المهمة، مشروع اتفاق مالي بين حكومة الإكوادور وبنك قطر الدولي، برعاية وزارة المالية القطرية، ستظهر نتائجه قريباً جداً، حيث وصلت المشاورات والمباحثات بشأنه إلى مرحلة متقدمة، وأنه دون الدخول في تفاصيله، حتى يتم التوقيع عليه: إن هذا المشروع المالي سوف يكون الأول من نوعه وفريداً مشيراً إلى أن هذه المشاريع قائمة على أساس المصلحة المشتركة والمتبادلة .. وأشار إلى أن من بين ثمار زيارة الرئيس الإكوادوري للدوحة، اللقاء بمجموعة كبيرة من رجال الأعمال القطريين، ما ساهم في تشجيع العديد من الشركات القطرية للتوجه إلى الإكوادور موضحا أن الأيام المقبلة ستشهد قيام إحدى هذه الشركات المهمة، بالتوقيع على اتفاق مع الدولة الإكوادورية للقيام بمشروع سياحي ضخم جدا، بمئات الملايين من الدولارات في العاصمة الإكوادورية، ضمن مشروعين سيتم تنفيذهما في كيتو، أحدهما السوق القديم التاريخي. وفيها من التراث العربي، الإسباني، وغيرهما، وبالتالي تحويل هذه المناطق إلى مقاصد ومزارات سياحية، وأسواق تنشيط اقتصادي بامتياز إضافة إلى إقامة مشروع آخر على غرار اللؤلؤة في قطر، الذي سيتم تقسيمه إلى منطقة سياحية، وأخرى سكنية، وثالثة تجارية، وأما الرابعة فهي مركز مالي. وفي هذا السياق تطرق سعادة السفير إلى اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين البلدين الصديقين لافتا هنا إلى اتفاقية التعاون في المجال القانوني، واتفاقية خدمات النقل الجوي، واتفاقية في مجال التعاون السياحي، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الإعلامي، ومذكرة للتفاهم بين المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة خارجية دولة قطر ومدرسة "خوسيه بيارالاتا" للشؤون الخارجية التابعة لجمهورية الإكوادور، ومذكرة تفاهم في مجال التعدين، ومذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة قطر ومركز "برو إكوادور" ومذكرة تفاهم في مجال الاستثمار بين شركة قطر القابضة ووزارة التنسيق الاستراتيجي للقطاع الخاص في إكوادور. وأعرب في الختام عن أمله أن يشهد في القريب العاجل إنجازا لمشروع جسر النقل، خاصة الجوي بين الدوحة وكيتو، وأن تبدأ رحلات الخطوط القطرية إلى الإكوادور على غرار الخطوط العالمية الأخرى للإسهام في تعزيز السياحة والاستثمار بين البلدين الصديقين خاصة بعد أن بدأت المنتجات الإكوادورية، مثل الورد، والمانجو، والموز، والشيكولاتة، تأخذ مكانتها، وتنافس بقوة داخل الأسواق القطرية لافتا إلى أن أبواب الإكوادور مفتوحة أمام القطريين للاستثمار.
مشاركة :