قدم زعيم المعارضة العمالية البريطانية، جيريمي كوربن، أمس الأحد، اعتذاره عن الهزيمة التاريخية التي لحقت بحزبه في الانتخابات التشريعية، بمواجهة المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون، من غير أن يبدد ذلك الانتقادات التي يواجهها، وسط تساؤلات عن كيفية النهوض بعد هذه الصفعة. وكتب كوربن في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة «صنداي ميرور»، بعد أسوأ نتيجة يسجلها حزبه منذ 1935 بفوزه ب203 مقاعد فقط من أصل 650 في مجلس العموم مقارنة ب262 سابقاً: «آسف لأننا لم نكن بالمستوى المطلوب، وأتحمل مسؤولية ذلك». وأكد الناشط النقابي السابق الذي يترأس حزب العمال منذ العام 2015، أن حزبه سيستخلص «العبر من هذه الهزيمة»، واعداً ب«الاستماع إلى الناخبين التقليديين لحزب العمال الذين خسرناهم في المناطق العمالية خلال هذه الضربة القوية». ودُعي كوربن إلى التنحي بعد هذه النكسة، وواجه انتقادات أخدت عليه تبنيه نهجاً يسارياً، وعجزه عن التصدي لمسألة معاداة السامية في صفوف الحزب، والتباس موقفه بشأن مسألة «بريكست»، ما أدى إلى ابتعاد الناخبين عنه. غير أن الزعيم العمالي الذي أعيد انتخابه للمرة العاشرة في دائرة أيلينجتون في لندن، دافع في اليوم السابق عن برنامجه، مؤكداً أنه «يعتز» به. وكتب في صحيفة «جارديان» أمس الأول، «في ما يتعلق بالتقشف، والفوارق الاجتماعية، ووضع المناخ الداهم، انتصرنا وكنا نقود النقاش»، مضيفاً، «ليس هناك أي شك في الأمر، مقترحاتنا شعبية. السؤال المطروح هو بالأحرى: كيف يمكننا في المستقبل أن ننجح حيث فشلنا الآن؟». لكن بعض النواب العماليين يرون أن الهزيمة ناجمة عن شخص زعيمهم، وقالت النائبة ليسا ناندي أمس ل«بي بي سي»: «هذا صحيح بالتأكيد». وبعدما أعلن كوربن أنه لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة من غير أن يتنحى في الوقت الحاضر، قام بمراجعة لأدائه مقدماً اعتذاراته، ومعدداً الأخطاء التي ارتكبها.( ا ف ب)