هم نفس الأصوات والأشخاص الذين كانوا ينفخون في (النار الطائفية) بين أبناء الشعب البحريني منذ عقدين من الزمان، وكانت ذروتها في مؤامرة فبراير 2011.. هم ذاتهم الذين أفزعهم جدا ذلك التلاحم الشعبي الوطني البحريني بين الشيعة والسنة احتفالا بفوز المنتخب البحريني بكأس بطولة الخليج الرائع والجميل في رياضة كرة القدم. حقا لقد أفزعهم جدا هذا التلاحم الشعبي بين أفراد وعائلات الطائفتين الكريمتين في البحرين، وراحوا يبحثون عن تفاهات اللغو والسخرية من الهبات المالية التي حصل عليها لاعبو المنتخب البحريني لكرة القدم من شخصيات في العائلة المالكة الكريمة والشركات والبنوك والمصانع ويصورونها على أنها (تسول مالي) للاعبين! والكل يعرف أن هذه المبادرات في التبرعات المالية ليست محصورة على البحرين، بل هي موجودة كظاهرة إيجابية تحتفي بالرياضيين في كل دول مجلس التعاون الخليجي.. بل هي أيضا ظاهرة موجودة في معظم الدول الأوروبية، وهناك شركات تجارية وصناعية كثيرة في الدول الأوروبية وأمريكا واليابان وأستراليا تقوم برعاية فرق رياضية أو أندية كرة القدم. إذن الذين سخروا من التبرعات المالية من أجل اللاعبين البحرينيين ليس قصدهم فزعة لنصرة اللاعبين.. كلا.. بل مضمون كلامهم التحريضي هو بث بذور الطائفية البغيضة بين أفراد المجتمع البحريني من جديد. لاحظوا أنهم اختاروا مناسبة احتفالات البحرين بالعيد الوطني للمساس بالوحدة الوطنية، وهم يدركون أن جلالة الملك المفدى حفظه الله قد استقبل اللاعبين في مختلف الرياضات، وليس فقط المنتخب الوطني البحريني لكرة القدم، وشكرهم على جهودهم الرياضية، ونتائجهم المشرفة التي رفعت اسم وعلم (مملكة البحرين) عاليا خفاقا في عواصم العالم.. لكن الأصوات النشاز يغيظها التلاحم الوطني بين (القيادة السياسية) والشعب، ويواصلون رمي الجمرات تحت أقدام كل صوت يرفض الطائفية البغيضة في البحرين. لكن المواطنين (شيعة وسنة) تعلموا كثيرا من دروس الماضي، وصاروا يعرفون خلفيات كل صوت نشاز وتحريضي يريد جرهم للعودة إلى الطائفية والفوضى والعنف والإهاب الذي شهدته البحرين قبل سنوات قليلة. لنحتفل معا بالعيد الوطني وننشر الأعلام والرياحين في كل مدينة وقرية.. وليشرب المرجفون من ماء البحر.
مشاركة :