ثمة مقولات أشبه بالعناوين، أصبحت ماركة مسجلة لبعض الفرق، يستخدمها العشاق حتى في حياتهم اليومية، وتعاملاتهم وأحاديثهم وحتى نغزاتهم وتهكمهم. الحكاية بدأت منذ ما يقارب ربع قرن، عندما أطلق الإعلامي الشهير عثمان العمير مقولته الشهيرة (هلاليون وأشربوا من ماء البحر)، وهي العبارة التي اتخذها الهلاليون شعارا لهم في حركاتهم وسكناتهم. الرد لم يتأخر طويلا، وجاء هذه المرة من رمز النصر الراحل عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) فأطلق عبارته الشهيرة (النصر بمن حضر). هاتان المقولتان أصبحتا خالدتين ومتداولتين إلى يومنا هذا، ولا زالتا تلقى رواجا كبيرا من عشاق القمر والشمس. وقبل عصر الانفتاح الإعلامي على مصراعيه، ومع مطلع الألفية الجديدة أطلق النصراويون مقولة (العالمية صعبة قوية)، لإغاظة جماهير الغريم الهلال، وهي تعبر عن حكاية تواجد النصر في بطولة أندية العالم وهي البطولة التي لم يشارك فيها الهلال حتى الآن، وقد استخدمها عشاق النصر كثيرا في السنوات العجاف التي مرت عليهم (محليا)، فكلما حقق الهلال بطولة محلية رددوا (العالمية صعبة قوية). الزعيم عنوان شهير رمى به الهلاليون في ساحة معركة الألقاب، ونجحوا بدرجة امتياز في تثبيته ليس فقط محلياً، بل حتى على المستوى الآسيوي، وكان يواجه لقب العالمي بامتياز. الاتحاديون دخلوا على الخط باللقب الجديد (المونديالي)، لكن إعلامه وجماهيره لم يروجوا ويسوقوا له بالشكل المطلوب، فأصبح ضعيف التداول وافتقر إلى الاستمرار حتى في المطبوعات المحسوبة على العميد. أما لقب الملكي فدخل في جدلية واسعة من قبل أنصار الأهلي والهلال، وكل منهما يحاول أن يسجله في ذاكرة الجماهير لصالحه، وحتى الآن اللقب معلق بينهما. ومع موجة الانفتاح الإعلامي عبر الصغير المكير (تويتر) جاءت المقولة الشهيرة (متصدر لا تكلمني)، وهي التي ملأت الأسماع وتخطت الحدود، وتصدرت الصحف والفضائيات والشبكات العنكبوتية، والاختلاف هذه المرة في المقولة الشهيرة أن مطلقها هلالي الهوى والميول والحب والتشجيع، وقد أهداها لعشاق النصر على طبق من ذهب. فصول الحكاية مستمرة، والجميع يبحث عن الجديد، والنتائج هي التي تحدد ماهية العبارات الجديدة. ورغم ما حققته عبارة متصدر من سمعة لفارس نجد، إلا أن رئيس النصر يرفضها، ويقول سنرددها بطل لا تكلمني. كرة المقولات النارية في الساحة، فمن يضحك أخيرا، هو من سيؤرخها. مقالة للكاتب عيسى الجوكم عن جريدة اليوم
مشاركة :