رغم دخوله اللقاء بغياب أربعة عناصر أساسية من العناصر التي شاركت في مواجهتي نهائي القارة أمام أوراوا الياباني، ورغم الإجهاد الذي بدا على لاعبيه الدوليين الذين تنقلوا في شهر واحد بين طشقند وطوكيو والدوحة مرتين؛ إلا أن الهلال بزغ في ظهوره العالمي الأول في كأس العالم للأندية في قطر، واستطاع أن يتجاوز مواجهته الأولى أمام بطل أفريقيا الترجي، وخطف الأنظار بمستواه قبل أن يخطف النتيجة بهدف الأسد الفرنسي غوميز، وتمكن من أن يهزم خصمه التونسي، وأن يهزم معه السفاح التشيلي روبرتو توبار صاحب السمعة التحكيمية السيئة والعلاقة الوثيقة مع الإيقافات والمراهنات التي تسببت في إيقافه في بلده تشيلي عام 2012. الغيابات وغياب الانسجام بين أفراد الفريق وإهدار الفرص المحققة من كارلوس إدواردو وعمر خربين كادت أن تحرج الزعيم العالمي في أول المشوار، لكن الهلال ظهر في سماء الدوحة ليواصل الخصوم والمتربصون صيامهم عن الفرح والشماتة التي أشغلهم بها الزعيم عن مشاكل أنديتهم، وليواصل الهلاليون الأفراح والليالي الملاح التي عودهم عليها هذا النادي العريق الذي أسسه شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد ليكون دائمًا الأول والأكبر، وليفرح عشاقه أكثر وأكثر. طموح الهلاليين لا حدود له، والمشاركة الشرفية في كأس العالم أو الاكتفاء بالحصول على شهادة مشاركة أو جائزة اللعب النظيف لم يكن طموحهم أبدًا، بل المشاركة المشرفة والذهاب إلى أبعد مما يتوقع الجميع، وإن كنت مشجعًا للهلال فلن تتردد أبدًا في ترديد سؤالك الطموح: لم لا؟. ما أعرفه جيدًا بعيدًا عما يمكن أن يحققه الهلال في البطولة وما يمكن أن يفعله أمام فلامنجو البرازيلي وأمام مدربه السابق خورخي خيسوس مساء غدٍ الثلاثاء أنَّ عشاق الزعيم لا يشبعون ولا يكتفون من الإنجازات والبطولات، والأكيد أنَّهم لن يكتفوا بتحقيق دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة ولا التأهل لكأس العالم للمرة الثانية، ولن يتغنوا بالمشاركة في البطولة العالمية عشرين سنة قادمة، بل سيواصلون البحث عن كل بطولة يشاركون بها وكل لقب يجدونه أمامهم وكل ذهب يمكن أن يحصلوا عليه ابتداءً من عودة الفريق إلى الرياض، وهذا ما يميز الهلال والهلاليين عن غيرهم. ألف مبارك للهلال ولعشاق زعيم أكبر القارات، ومزيدًا من الانتصارات والأفراح التي لا تنقطع بإذن الله عن سماء الأزرق، أدام الله أفراحكم، وأدام الأحزان والخذلان لكل من ترقب عثرة الفارس الأزرق، ولكل من خذله الترجي كما خذله أوراوا، فمع الهلال لا يكفي أوراوا، ولا يكفي (الترجي). قصف ** من الرياض إلى طوكيو إلى الدوحة أكد الهلال زعامته الآسيوية وتميزه مانحًا الفرحة تلو الفرحة لعشاقه، والحسرة تلو الحسرة لكارهيه الذين تأكدَّ لهم مجدَّدًا أنَّ من راقب الهلال.. مات (ضغطًا). ** في مواجهة الترجي جدَّد البيروفي أندريه كاريلو والفرنسي بافيتيمبي غوميز تميزهما وتفوقهما، وأكدا قيمة اللاعب الأجنبي الذي يصنع الفارق لفريقه، بينما يحتاج بعض الأجانب إلى تقديم ما هو أكبر لتأكيد أحقيتهم في المشاركة في صفوف الزعيم. ** مع انتهاء مواجهة الترجي بدأ البحث عن قمصان فلامنجو البرازيلي.