هنية يراهن على الدوحة لإبرام اتفاق تهدئة مطولة مع إسرائيل

  • 12/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاثنين، بعد وصوله في وقت سابق إلى الدوحة قادما من تركيا، وسط ترجيحات بأن يكون اتفاق التهدئة الذي تسعى إليه حماس مع إسرائيل، قد أخذ الحيز الأكبر في النقاشات، إلى جانب ملف إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية. وبدأ هنية في 8 ديسمبر الجاري، جولة خارجية هي الأولى له منذ توليه رئاسة حماس في مايو 2017 بتركيا عبر مصر، وستكون له زيارات أخرى عدة ضمن جولته تشمل ماليزيا ولبنان، وتتوقع أنباء عن إمكانية القيام بزيارة لإيران. وقالت حركة حماس، الاثنين، إن أمير قطر تميم بن حمد استقبل في الديوان الأميري بالدوحة، رئيس المكتب السياسي والوفد المرافق له الذي قدم له شرحا مطولا “حول آخر التطورات السياسية، وعلى رأسها قضية القدس، والاستيطان، وعن اللاجئين، والمخاطر المحدقة بالقضية ومحاولات تصفيتها سياسا”. وناقش وفد الحركة تطورات “ملف الانتخابات الفلسطينية، ومتطلبات نجاحها، وصولا إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية الرسمية على قاعدة الشراكة وأسس الديمقراطية” واستقبلت قطر الشهر الماضي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وسط حديث عن ترتيبات ترعاها الدوحة بشأن إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية وما سيليها، من تقاسم للمناصب بين فتح وحماس تستثني بالضرورة الجناح الإصلاحي لفتح الذي يقوده محمد دحلان. وأفضت زيارة عباس لقطر إلى تقديم حماس موافقتها الرسمية والمكتوبة على المشاركة في الانتخابات، بعد فترة من التردد بانتظار الحصول على جملة من التعهدات. وعقدت آخر انتخابات رئاسية فلسطينية عام 2005، فيما أجريت آخر انتخابات تشريعية في 2006. وتعمل قطر منذ سنوات على تثبيت نفسها رقما في المعادلة الفلسطينية، مراهنة على علاقتها الوثيقة مع حماس وأيضا مع إسرائيل. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن زيارة هنية للدوحة بعد أنقرة، تأتي في إطار البحث عن دعم إقليمي جديد من الدول الراعية لتنظيمات الإسلام السياسي في المنطقة بما يضمن تثبيت أركان حماس في قطاع غزة عقب تحولات متتابعة قد تفضي إلى هدنة طويلة المدى مع إسرائيل، بما يعزز من فرص تطبيق صفقة القرن على أرض الواقع، ومن ثم انفصال غزة عن الضفة الغربية. وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن هنية سيشارك في مؤتمر يحمل عنوان “دور التنمية في تحقيق السيادة”، الذي تستضيفه ماليزيا الخميس المقبل، وأن وجوده في هذا الاجتماع سيكون بغية الاتفاق على رؤية واحدة من قبل الدول التي تصفها حماس بـ”الصديقة” للتعامل مع ملفات الانتخابات والمصالحة والتهدئة مع إسرائيل. ويشارك رؤساء ماليزيا وباكستان وتركيا وإندونيسيا، وأمير قطر، في اجتماع غير اعتيادي دعا إليه رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد في 23 نوفمبر الماضي، بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين الذين يمثلون 52 دولة. وقال مهاتير محمد، وقت الإعلان عن الاجتماع، إنه سيكون الخطوة الأولى نحو إيجاد حلول لأمراض العالم الإسلامي، وطلب الدعم الدولي لهذه الجهود والوقوف إلى جانبهم لتحقيق الغرض المنشود. واعتبر الرقب، أن هذه القمة بمثابة “اجتماع موسع للتنظيم الدولي للإخوان، لكن تحت مظلة دولية، لمناقشة ملفات حيوية، على رأسها تقديم الدعم إلى حماس والتشاور حول مستقبل الحركة التي أضحت جزءا من خدعة كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية، وبحث إمكانية تحقيق أقصى استفادة للأنظمة ذات التوجهات الأيديولوجية وفي القلب منها حركة حماس”. ناقش وفد الحركة تطورات “ملف الانتخابات الفلسطينية، ومتطلبات نجاحها، وصولا إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية الرسمية من جانبه أكد الخبير المتخصص في الشأن الفلسطيني بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عبدالعليم محمد، أن زيارة هنية للدوحة تندرج في سياق البحث عن غطاء مالي يمكن حركته من تقديم المزيد من العهود في الانتخابات التشريعية المقبلة، وضخ دماء جديدة في الدور الذي تقوم به قطر بشأن الوساطة بين حماس وإسرائيل، ومن بينها الترتيب لإنشاء جزيرة عائمة قبالة سواحل غزة والتي ستقع مسؤوليتها الأمنية بيد الاحتلال الإسرائيلي مع وجود إدارة تركية شكلية وتحت إشراف الأمم المتحدة. وأضاف لـ”العرب”، أن الزيارة تشبه رحلة صيد، وبالتالي ما سيخرج به هنية ليس واضحا بدقة، لكن في الأساس هي مقدمة لتلقي المزيد من المساعدات المالية من الدوحة، وهي أموال تكرس الانقسام الفلسطيني في النهاية، ويبدو أنها يمكن أن تحمل بذرة انفصال نهائي لغزة عن الضفة الغربية. وأشار إلى أن جولة هنية الخارجية قد تمتدّ لأشهر، وسوف تشهد زيارات عدة، لكنها تركز على الأطراف الداعمة للحركة، ليس فقط من أجل حاجة الأخيرة إلى ذلك الدعم، لكن لارتباط الأمر برغبة بعض القوى الإقليمية في استمرار تأثيرها على مسارات القضية الفلسطينية وتوجيه الحركة نحو مصالحها أولا.

مشاركة :