يتواصل في فرنسا، ولليوم الثالث عشر على التوالي، التوقّف شبه الكلي لعمل وسائل المواصلات العامّة التي اتّكأت عليها الاتحادات العمالية في البلاد من أجل الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون ليتراجع عن مخططه لإصلاح نظام التقاعد الحكومي.أوسع نطاقاً وأكثر حشداً وتشهد محطات "المترو" والقطارات في عديد من المدن الفرنسية اليوم الثلاثاء ازدحاماً كثيفاً إثر إعلان الاتحادات العمّالية عزمها تكثيف جهودها لجهة تعطيل المزيد من وسائل المواصلات لتطال القطارات وقطارات الأنفاق وحافلات النقل المشترك وعربات الترام في باريس والمدن الكبرى، هذا إضافة لتأكيد النقابات نيتها تنظيم فعّاليات احتجاجية أوسع نطاقاً وأكثر حشداً. وكانت ثمانية خطوط مترو من أصل 14 خطاً توقّفت عن العمل، وقدمت بقية الخطوط خدمة محدودةً باستثناء خطين تعمل عليهما قطارات ذاتية القيادة، فيما تعطّلت خدمة قطارات ضواحي باريس بنسبة تبلغ 80 بالمائة، وعلى إثر ذلك حثت شركة السكك الحديدية الحكومية المسافرين على عدم التوجه لمحطات القطارات في المنطقة المحيطة بالعاصمة.البلاد تتحضَّر لأعياد الميلاد وتشير التوقعات إلى أن العاصمة باريس ستشهد اليوم مظاهرات حاشدة يشارك فيها الآلاف من أعضاء الاتحادات العمالية، وذلك بعد أن تراجعت، نسبياً، أعداد المتظاهرين، على إثر المواجهات والصدامات مع أفراد الشرطة في عديد من الأماكن، علماً أن المصادر العمّالية أكدت عزم النقابات تكثيف نشاطاتها لإعادة الزخم لفعالياتها الاحتجاجية في غالبية مدن البلاد، خاصة في هذه الأيام التي تتحضّر فيها البلاد للاحتفال بأعياد الميلاد.استعدادٌ حكومي للتفاوض مع النقابات وكان رئيس الوزراء إدوار فيليب دعا، يوم أمس الاثنين، الاتحادات ونقابات والعمال إلى "اجتماعات عمل" الأربعاء، وقال: إنه ستُعقد ثلاث جلسات لبحث خطة للحكومة تنص على تحويل 42 نظاما للتقاعد إلى نظام واحد، سيعقبها اجتماع مشترك الخميس. وعرض رئيس الوزراء الفرنسي بحث مشروع تعديل النظام التقاعدي مع مسؤولي "الشركة الوطنية لسكك الحديد" و"الهيئة المستقلة للنقل في باريس" اللتين ينفذ عمالهما إضرابا رفضا لاقتراح يلغي تقديمات التقاعد المبكر الخاصة بهم. ويبدي المسؤولون استعدادا للتفاوض حول النقاط الخلافية التي تظاهر ضدّها في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 800 ألف شخص، ثم كرروا تحرّكهم بعد أسبوع إلا أن المشاركة تراجعت إلى نحو نصف ذلك العدد.نظام معاشات "بيزنطي" ويأمل المعارضون الأكثر تشدداً للمشروع في إطالة أمد حراكهم وشل البلاد كما حصل في كانون الأول/ديسمبر 1995 حين عطلت الاحتجاجات ضد إصلاحات النظام التقاعدي وسائل النقل المشترك لثلاثة أسابيع وأرغمت الحكومة على التراجع وقال الرئيس ماكرون، الذي شغل في السابق منصباً في أحد بنوك الاستثمار، إنه يريد إصلاح نظام المعاشات المطبق منذ العهد البيزنطي والذي يتضمن مزايا خاصة وأن يستخدم الحوافز لتشجيع الناس على العمل حتى بلوغهم سن 64 عاما بدلا من متوسط سن التقاعد المعمول به حالياً وهو 62 عاماً.النقابات تتوعّد بمواصلة التحرك وكان مهندس مشروع تعديل أنظمة التقاعد في فرنسا جان بول دولوفوا، قدّم يوم أمس استقالته وسط شبهات بتضارب المصالح، مما زاد الأمور تعقيدا. وكان قد أصبح متعذّرا على دولوفوا البقاء في منصبه بعدما تبيّن أنه أغفل التصريح عن توليه مناصب في شركات خاصة بموازاة رئاسة المفوضية العليا لأنظمة التقاعد، ما عزز الشبهات بحصول تضارب في المصالح، وتوعّدت النقابات بمواصلة التحرّك حتى إجبار الرئيس ماكرون على التخلي عن مشروعه الذي يؤكدون أنه يدفع الملايين إلى إرجاء تقاعدهم.الغضب يبلغ ذروته في اليوم الثامن من الإضراب ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنساإضراب لليوم العاشر في فرنسا رفضا لإصلاح نظام التقاعدشاهد: أكبر خط إقليمي للقطارات في أوروبا يدخل حيز التشغيل ما بين فرنسا وسويسرا فيديو: استمرار إضراب وسائل النقل العام في فرنسا لليوم الخامس الإضراب يدخل يومه 11 في فرنسا وإحدى أكبر النقابات تدعو لهدنة في فترة الأعياد
مشاركة :