الأرقام التي نشرتها جريدة الأيام قبل أيام على لسان استشارية علاج الاعتمادية على المخدرات والكحول في مستشفى الطب النفسي الدكتورة معصومة حسن عبد الرحيم بأن وحدة المؤيد لعلاج المخدرات والكحول بالمستشفى تستقبل تسعة آلاف زيارة شهريا .. هذه الأرقام تشكل مؤشراً خطيراً على تفاقم هذه المشكلة في البحرين والتي يجب على جميع الأطراف العمل على حلها قبل أن تتفاقم وتصبح ظاهرة ومشكلة أزلية تستعصي على الحل. الأخطر من ذلك أن منظمة الصحة العالمية أشارت في آخر تقرير لها عن المخدرات في العالم أن مملكة البحرين بها من عشرين إلى ثلاثين ألف مدمن، وأن أكثرهم من فئة الإدمان على المخدرات، وأن أعمارهم تتراوح من 25 إلى 70 عاما.. وقالت معصومة عبد الرحيم أن تكلفة علاج مريض الإدمان في وحدة المؤيد لعلاج المخدرات والكحول تصل إلى 150 دينارا يوميا، وأن 90% من المترددين على الوحدة من الرجال وذلك لامتناع أكثر النساء من القدوم إلى وحدة العلاج بسبب النظرة الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تشكل عائقا أمام علاجهن. وإذا كانت هذه الأرقام والإحصائيات دقيقة، وهي كذلك لأنها جاءت من مسئولين بداخل وزارة الصحة، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه وبإلحاح شديد: ماذا عملت الدولة وماذا عمل المجتمع من منظمات وجمعيات متخصصة لمقاومة هذا الغزو المدمر للمخدرات في أوساط المجتمع البحريني؟ ثم إن هناك تساؤلا هاما آخر: من الذي يساعد على إدخال هذه المخدرات إلى داخل البحرين سواء عن طريق المطار أو المنافذ البحرية؟!! قبل أيام قرأنا في الصحف المحلية من أن آسيويا ألقي القبض عليه في مطار البحرين الدولي بعد أن اكتشف أنه حاول تهريب 62 كبسولة هيروين في أمعائه قدرت قيمتها بخمسين ألف دينار.. ونتساءل إذا كانت هذه الكمية من الهيروين قد اكتشفت هذه المرة فكم عدد المرات التي لم تكتشف فيه مثل هذه المحاولات التي أغرقت السوق البحريني بمختلف الأنواع من المخدرات من حشيش وهيروين وكوكايين وغيرها ؟!! إن علينا جميعا أن نقاوم هذا الشر المستطير سواء في الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون وعن طريق الوعظ والإرشاد في المساجد ودور العبادة، فنحن في حرب مع أعداء هذه الأمة الذين يشنون حربا شرسة على الإسلام والمسلمين عن طريق نشر هذه الآفات وخاصة بين الشباب.. وعلينا أن نراقب أبناءنا وبناتنا ونمنعهم من رفقاء السوء الذين يجتمعون بهم بحجة المذاكرة ومراجعة الدروس فيقعون في فخ المخدرات ولا يستطيعون بعدها الفكاك منها، وعلى الحكومات أن تغلظ العقوبة خاصة لتجار المخدرات حتى لو وصل الأمر إلى الحكم عليهم بالإعدام لأنهم سبب هذا البلاء وهذا الداء، فهم يجمعون الملايين من الدنانير غير عابئين بمستقبل هذه الأمة ومستقبل شبابها. وهؤلاء تنطبق عليهم الآية الكريمة في قوله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. فمتى سنتعظ؟ ومتى سنقاوم هذه الآفات اللعينة ونقضي على آثارها المدمرة؟.
مشاركة :