تعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل التي تواجه العالم أجمع وطبقاً لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنوها. والإدمان علي مخدر ما يعني تكون رغبة قوية وملحة تدفع المدمن إلي الحصول على المخدر وبأي وسيلة وزيادة جرعته من آن لآخر مع صعوبة أو استحالة الإقلاع عنه. يوجد الكثير من أنواع المخدرات وتنقسم إلى أربعة أقسام حسب تأثيرها: 1-مسببات النشوة : الأفيون ومشتقاته كالمورفين والهيروين والكوكايين. 2-المهلوسات:كالميسكالين وفطر البينول والقنب الهندي وفطر الأمانتين والبلاذون والبنج. 3-المخدرات الطبية:وتطلق على مزيلات الألم كالنوفوكائين والليدوكائين الانعاكسية. 4-المنومات:مثل الأفيون والخشخاش. أسباب تعاطي المخدرات: يوجد الكثير من الأسباب التي تدفع الشاب أو الفتاة لإدمان المخدرات مثل : التعرض لصدمة نفسية قوية. المعاناة من الإيذاء الجنسي أو الجسدي. الإهمال أو الفوضى في المنزل. التعرض لضغوط نفسية شديدة. الإصابة بمرض عقلي مثل الاكتئاب. عدم القدرة على التواصل مع الآخرين. عدم وجود أصدقاء. ضعف الأداء في العمل أو المدرسة. ويوجد أيضاً أسباب وراثية تجعل الشخص يتعاطى المخدرات: الجينات الوراثية تلعب دوراً هاماً في تعاطي المخدرات حيث أكدت مجموعة من الدراسات العلمية أن نصف خطر تعرض الشخص للإدمان على المخدرات يرجع إلى العامل الوراثي حيث أن جينات إدمان المخدرات تنطوي على تسلسل جيني متعدد مثل تلك الموجودة في مستقبلات النيكوتين في الدماغ وتساهم بشكل كبير في إدمان المخدرات. علاج الإدمان والتحديات التي تواجه المدمن : تعتبر قضية الإدمان متواجدة منذ قديم الأزل ولازالت تثير الجدل فهناك من يقول إن الإدمان مرض صعب ولكن يمكن التخلص منه نهائياً والبعض الآخر يقول لا يمكن التخلص من الإدمان نهائياً لأن المدمن قد يعود وينتكس مرة أخرى. ويمكن الفصل في هذه القضية بالقول أن التعافي من الإدمان يعود إلى إرادة المريض نفسه. يوجد نوعان من العلاج وهما : علاج المخدرات من الدم . العلاج النفسي. وللأسرة دور كبير في علاج الإدمان ولذلك عندما تكتشف أن أحد أفراد عائلتك يعاني من الإدمان ينبغي عليك فوراً الذهاب الى أقرب مستشفى لعلاج الإدمان لتشخيص الحالة ولا تتأخر في استشارة متخصص في مثل هذه الحالات لأن مواجهة المشكلة والاعتراف بها ومعالجتها أهم بكثير من إنكارها أو تجاهلها وعدم التعرض لها. والجدير بالذكر أن للإدمان أعراض يمكن التعرف عليها مثل : -انخفاض الشعور بالألم. -مشكلات في الإنتباه والذاكرة. -تقلص حدقة العين. -فقدان الوعي أو الإنتباه. -احمرار العينين وتساقط الدموع اللاارادية. -فقدان الوزن والشهية. -الإهمال في المظهر. -وجود علامات تعاطي الحقن . -الإجهاد والأرق بشكل مستمر. -الاكتئاب. آثر المدمن على المجتمع: إن تعاطي المخدرات وإدمانها يمثل مشكلة اجتماعية خطيرة باتت تهدد أمن وسلامة المجتمع بل أصبحت خطراً داهما يجتاح الإنسانية جمعاء،ويمكن تحديد الأثار الاجتماعية للمخدرات على المجتمع: -انتشار الجريمة والانحراف: يعد إدمان المخدرات من الموضوعات التي ترتبط بالسلوك الإجرامي وذلك ما أوضحه عدد من البحوث والإحصاءات أن هناك علاقة بين تعاطي المخدرات والأفعال التي يجرمها القانون كجرائم القتل والاغتصاب والسرقة والتشرد والزني وبذلك يمكن القول أن الجرائم الناتجة عن المخدرات هي جرائم مركبة تنشئ مضاعفات إجرامية خطيرة علي المجتمع. وعند تواصلنا مع الأستاذ سامح محمد معالج بأحد المراكز المتخصصة في علاج الإدمان والتأهيل النفسي قدم الكثير من الإجابات التي يحتاج إليها الفرد لمعرفة كل ما يخص الإدمان،ففي البداية أوضح أن عدد الحالات التي تأتي لمراكز العلاج تتحدد علي أساس استيعاب المكان للمرضى وذكر أن هناك أسباب كثيرة للإدمان منها أسباب مادية ومنها القصور الأخلاقي والاعتداءات الجنسية منذ الصغر ومنها القسوة الزائدة أو الدلع الزائد من الأب أو الأم أو أسباب أخري مثل عدم الرقابة من الأهل والإيذاء الجسدي أو الروحي والإيذاء العاطفي أيضاً وهناك أيضاً أسباب وراثية. والجدير بالذكر أن مدة الكورس العلاجي تستغرق 6 أشهر وبعد انتهاء الكورس يتم تأهيل المرضى إلي المرحلة الثانية وهي عبارة عن الخضوع للعلاج عن طريق طبيب نفسي وأخصائي نفسي واجتماعي ومرشدين تعافي ثم بعد ذلك يتم تطبيق ال12 خطوة التي تساعد المدمن في المحافظة علي تعافيه حتي بعد خروجه من المكان المعالج ، كما أنهم يطبقون اجتماعات زمالة المدمنين المجهولين ويتم توجيه المرضي باستمرار وتوعيتهم بأهمية الإجتماعات. وأكد سامح علي أن نسبة العلاج والتعافي من الإدمان تتوقف علي المريض نفسه ، وذكر أن المريض قد يعود وينتكس إذا لم ينفذ كل التوجيهات التي تعلمها داخل المركز. وذكر أيضاً خطوات العلاج وهي :1-مرحلة نزع السموم وهي ما تعرف بالديتوكس . 2-مرحلة التأهيل وتعرف بالهاف واي. 3-مرحلة الاستشارات النفسيه. 4-مرحلة العلاج المجتمعي. 5-مرحلة منع الانتكاس. وذكر أيضاً خطوات العلاج وهي :1-مرحلة نزع السموم وهي ما تعرف بالديتوكس . 2-مرحلة التأهيل وتعرف بالهاف واي. 3-مرحلة الاستشارات النفسيه. 4-مرحلة العلاج المجتمعي. 5-مرحلة منع الانتكاس. وتواصلنا أيضاً مع أحد المدمنين الذي قص حكايته مع الإدمان : اسمي أ.ن 29 سنة فترة تعاطي المخدرات 7سنوات بدأت حكايتي بعد انفصال والدي ووالدتي وترك لنا والدي المنزل ،كنت دائماً عايش في ضغط وانتابني احساس بالنقص في كل شئ في حياتي وكنت أشعر بأنني أقل من أصدقائي بعد ذلك بدأت مرحلة الفشل ، بدأت أهرب من المدرسة وتعرفت علي ناس بدأت أشرب معاهم سجاير وكنت مبسوط باللي أنا بأعمله وبعد كدة بدأ الموضوع يتطور فبينما كنت في الصف الأول الثانوي كنت أجلس مع أحد أصدقائي فأخرج سيجارة حشيش وأعطاها لي وبدأت أشرب وشعرت بسعادة غامرة ، فأنا خلاص لقيت الحاجة اللي بتبسطني وتخليني حاسس بقيمة نفسي ، وبدأت أشرب وأشرب وأخد فلوس الدروس وأروح أجيب بيها مخدرات لغايت أما حد قالي انت لازم تجرب البرشام وجربت وبقيت مدمن حشيش وبرشام وبقيت أعمل أي حاجة عشان أجيب مخدرات ، وبعد كدة دخلت الجامعة واتعرفت علي ناس أكبر مني لأني لقيتهم بياخدوا هيروين وأخدت معاهم ومن هنا دخلت في قصة تانية خالص والمخدرات اتمكنت مني جداً لدرجة اني ممكن أبيع نفسي عشان اخد الهيروين فبدأت أبيع مخدرات عشان أوفر فلوس الضرب ، بعت كل حاجة في البيت حتي علاج أمي وحتي لبسي كنت بأبيع منه ، اتحبست مرة بسبب المخدرات وربنا وقعني في ضابط محترم قالي أنا مش هأذيك بس اوعدني انك تبطل ووعدته وطلعني بس برضه مبطلتش لاني مش عارف أبطل وشكلي بقي وحش اوي قدام أمي وأختي اللي أخدت شبكتها وبعتها وجبت بفلوسها هيروين ، عملت كل حاجة ممكن تتعمل بسبب اني خلاص بقيت شايف نفسي مدمن سيكوباتي ، كنت بأضرب عشان عايز أموت فشلت في كل حاجة البيت ، الدراسة ، الشغل ، الحب وبقيت مدمن وصايع في الشوارع لغاية ما قررت أبطل وروحت صارحت أمي وقولتلها قالتلي هأساعدك وهأقف جمبك كل الناس باعوني إلا أمي اللي ياما جيت عليها كتير ، دخلت مركز لعلاج الادمان وكنت خايف من التغيير ، لقيت ناس بتحبني وبتساعدني وبتقدملي الحب الغير مشروط ومش عايزة مني حاجة غير إني أبطل وأبقي متعافي من المخدرات ، وأهو أنا دلوقتي شخص تاني جديد متعافي من المخدرات ، جوزت أختي ووقفت جنبها ونجحت في الكلية واتخرجت وأخدت بكالوريوس الهندسة ، ربنا وقف جمبي ولقيت كل الدعم اللي مكنتش متوقعه ، حبيت التبطيل اوي وحبيت نفسي وحياتي من جديد وبقيت أساعد أي حد نفسه يبطل والحقيقي نفسي أعيش وأموت وأنا مبطل. وصرح الدكتور جمال فرويز أخصائي الطب النفسي والإدمان أن الشخصيات التي تتوجه للإدمان تنقسم إلى سيكوباتية وسلبية اعتمادية واعتمادية. وذكر السبب العلمي والطبي لحدوث الإدمان وهو : تعاطي المخدرات أكثر من 4 مرات متتالية يلغي تواجد الاندروفين الطبيعي المتواجد في المخ ويبدأ المخ في الاعتماد على العلاج الخارجي . وأوضح طرق العلاج وهي : أول أسبوعين علاج عضوي والذي يعرف بالديتوكس. بعد ذلك يتم العلاج النفسي حتي تتغير الشخصية ويتغير تقبلها للمخدرات. 95
مشاركة :