إذا كان يُنظر إلى السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة (2000-2010)، باعتبار أنها شهدت تقديم روجر فيدرر ورافاييل نادال لأنفسهما، كاثنين من أفضل لاعبي التنس في التاريخ، فإن العقد التالي، سيتذكره عشاق التنس بأنه خضع لهيمنة الصربي نوفاك ديوكوفيتش على ملاعب الكرة الصفراء، حيث خلق مساحة لنفسه في سجلات التاريخ.ظهر ديوكوفيتش للمرة الأولى بصورة بارزة في عام 2007، وحينها توج بلقبين في بطولات الأساتذة ووصل إلى التصنيف الثالث عالميًا، وفي العام التالي، توج بأول ألقابه في بطولات الجراند سلام (أستراليا المفتوحة).وفي العامين التاليين، كان يُنظر إليه باعتباره موهبة بارزة، لكنه لا يستطيع تخطي المباريات الكبرى خاصة أمام فيدرر ونادال، ففي عامي 2008 و2009، خسر 5 نهائيات في بطولات الأساتذة وتوج بـ3 ألقاب فقط، ووصل إلى نهائي وحيد في الجراند سلام، وتمسك بمركزه الثالث عالميًا.وكان ديوكوفيتش مثل باقي اللاعبين في الجولة، يفتقد للثبات في المستوى، لكن مع بداية العقد الجديد، تعلم الصربي أسرع من أي لاعب آخر، ففي شهر فبراير من عام 2011، وبعد تتويجه بلقبه الثاني في أستراليا المفتوحة، قفز الصربي إلى التصنيف الثاني عالميًا.وقبل 2010، كانت المواجهات المباشرة للصربي أمام فيدرر (5-9) وأمام نادال (7-14)، لكن كل هذا تغير بداية من 2011، حيث توج بأستراليا بعد خسارته مجموعة واحدة فقط، وأطاح بفيدرر في نصف النهائي بـ3 مجموعات متتالية.قدّم ديوكوفيتش أفضل موسم له ربما في 2011، بعدما بدأ العام بتحقيق 41 انتصارًا دون خسارة أي مباراة، وتوج بألقاب إنديان ويلز وميامي ومدريد وروما في الأساتذة، وأتت خسارته الأولى في نصف نهائي رولان جاروس أمام فيدرر.أنهى الصربي ذلك العام بالتتويج بـ10 ألقاب من بينهم 3 بطولات في الجراند سلام، وتغلب على فيدرر 4 مرات وخسر مرة واحدة، وتغلب على نادال 6 مرات دون أن يتعرض لأي هزيمة.أتى تألق ديوكوفيتش اللافت للنظر، بعدما تحول لأفضل مستقبل للإرسال في العالم، وبات قادرًا على كسب أي تبادلات من الخط الخلفي، وبات تتويج الصربي بلقب وحيد في الجراند سلام و3 بطولات في الأساتذة في الموسم على الأقل، أمرًا معتادًا بالنسبة له.ولكن رفع ديوكوفيتش مستواه بصورة أكبر في 2015، حيث توج بـ6 ألقاب في الأساتذة، و3 ألقاب في الجراند سلام، وبات ثالث لاعب في العصر الحديث يلعب المباراة النهائية في كل بطولات الجراند سلام في عام واحد بعد رود ليفر وروجر فيدرر.توج ديوكوفيتش في 2015 بـ11 لقبًا، وفاز بـ82 مباراة، وبات أول لاعب يفوز بـ4 بطولات متتالية في البطولة الختامية.وفي الموسم التالي، تغلب على أندي مواري ليتوج بلقبه الأول في رولان جاروس، ويصبح ثامن لاعب يتوج بكل ألقاب الجراند سلام.بحلول 2016، كان ديوكوفيتش يحطم الأرقام القياسية واحدة تلو الأخرى في عصر فيدرر ونادال، ولم يكن هناك أفضل من الصربي سواء هجوميًا أو دفاعيًا.ولكن انخفض مستوى الصربي في منتصف 2016، بالخروج المبكر من ويمبلدون وتبعه بخروج مبكر من أستراليا المفتوحة في 2017.وأنهى ديوكوفيتش عام 2017 مبكرًا -في منتصفه- بسبب الإصابة في المرفق، وتراجع في التصنيف العالمي حتى وصل إلى 22 عالميًا في شهر يونيو من عام 2018.وبعدها قدم ديوكوفيتش ربما واحدة من أفضل العودات في تاريخ التنس في عام 2018، بالتتويج بلقب ويمبلدون ومن ثم سينسيناتي، ليصبح أول لاعب في التاريخ يتوج بكل ألقاب الأساتذة، ومنهيًا العام في صدارة التصنيف العالمي.وتوج ديوكوفيتش بلقبين في الجراند سلام في 2019، ولقبين في الأساتذة. بالفعل، قضى الصربي معظم الوقت في العقد الأخير في القمة، وبات يتفوق في المواجهات المباشرة على فيدرر ونادال، فهل يعتزل ديوكوفيتش وهو الأفضل في تاريخ اللعبة؟
مشاركة :