قونيا/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول بعد 10 أيام من الفعاليات والاحتفالات بالذكرى السنوية الـ746 لوفاة مولانا جلال الدين الرومي، احتفت مدينة قونيا بـ"ليلة عرس" الرومي حيث يصادف اليوم وفاته التي كان يسميها "شيبي آروس"، أي "ليلة العرس". وشاهد آلاف من محبي التصوف والمسير على درب مولانا في العشق الإلهي، العرض الأخير لرقصة السماح المولوية التي أدتها فرقة الرقص التابعة لمديرية الثقافة والسياحة في قونيا، وفي مركز مولانا الثقافي، حيث تختتم الفعاليات هذا العام. وشهدت الفعالية حضور رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، ووزير السياحة محمد نوري آرسوي، ومسؤولين آخرين، وممثلين عن البعثات الأجنبية لعدد من الدول في تركيا، إضافة لحضور شعبي كبير، واستهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وسبق العرض حفل لموسيقا وأناشيد التصوف أجريت فيها عدة ألحان وأغنيات رقت لها قلوب الحاضرين، وذهب بهم الزمن إلى طريق محبي العشق الإلهي والتصوف. وخلال الاحتفالية أشادت عدة كلمات بالرومي، وما قدمه للبشرية والفلسفة والإسلام، وتناولت الأفكار التي خرج بها، وبقيت راسخة حتى يومنا هذا، وما يمثله من قيم أخلاقية، ودعوته للتسامح، وفكره في العشق الإلهي. وتلا ذلك تقديم "الدراويش" رقصة المولوية، بالدوران على شكل نصف دائرتين، بالرداء الذي يرمز إلى الحياة والموت، والخط الفاصل بينهما، وصولا إلى لحظة الاتصال بالذات الإلهية التي هي بالنهاية هدفهم. وكانت علاقة الرومي مع الموسيقى موصولة بالله، فكان يرى الله بالموسيقا، ويصل إلى أعلى درجات الروحانية بأنغامها، وكان دائمًا يشجع على الاستماع للموسيقا التي يسميها الصوفية "السماع". والملابس البيضاء التي يرتديها الراقصون او "الدراويش" ترمز إلى الكفن، والمعاطف السود ترمز إلى القبر، وقلنسوة اللباد ترمز إلى شاهدة القبر، والبساط الأحمر يرمز إلى لون الشمس الغاربة. أما الدورات الثلاث حول باحة الرقص، فإنها ترمز إلى الأشواط الثلاثة في التقرب إلى الله، وهي طريق العلم، والطريق إلى الرؤية والطريق إلى الوصال، وسقوط المعاطف السود، يعني الخلاص والتطهر من الدنيا، فيما تذكِّر الطبول بالنفخ في الصُّور يوم القيامة. ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق الإلهي والفلسفة. ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طلبا للعلم في عدد من المدن أهمها دمشق. وكان جلال الدين الرومى مثالًا عظيمًا للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأُحيط بأشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالًا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية. ورغم مرور قرون على رحيله، ما يزال الملايين حول العالم يلبون دعوة المعلم الروحي جلال الدين الرومي، ويتوافدون سنويًا لزيارة قبره في متحف "مولانا" بولاية قونيا، وسط تركيا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :