صدر حديثًا في القاهرة عن مركز المحروسة للنشر والتوزيع، كتاب «مولانا جلال الدين الرومي في الهند» للكاتب والباحث خالد محمد عبده، يرصد الكتاب أبعادا جديدة من حياة الرومي عبر الكشف عن كيفية تلقي مسلمي الهند لأعمال جلال الدين وأفكاره، يتناول الباحث تأثير الرومي لدى أبرز مفكري الهند المسلمين الذين لمسوا أثره، فأعادوا تشكيل رؤيتهم للتصوف وللجانب الروحي في الإسلام. وإذا كان العالم والمصلح شبلي النعماني (1857-1914) قد استشف من المثنوي المعنوي ما يجعله أحد أهم مصادر علم الكلام، فإن الشاعر والمفكر محمد إقبال (1877-1938) قد اعتبر الرومي مرشده الروحي وأمير قافلة العشق. يشار إلى أن الرومي ولد في أفغانستان، وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع فيها في المدرسة المستنصرية، حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فقد قام أبوه برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدة طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ في عهد دولة السلاجقة الأتراك، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة 642 هـ أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها. تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية التي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي خاصة على الثقافة الفارسية والأردية والبنغالية والتركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم، ولقيت صدًى واسعاً، تُوفي عام 1273، ويعد أكثر الشعراء شعبية حتى يومنا هذا.
مشاركة :