د. حسن مدن انشغلت وسائل الإعلام قبل أيام باختيار سانا مارين، البالغة من العمر أربعة وثلاثين عاماً، لشغل منصب رئيس الوزراء في فنلندا، لتصبح أصغر رئيسة حكومة تقودها نساء في العالم. لم يكن جنسها كامرأة وحده مصدر الاهتمام، وإنما صغر سنها، فما أكثر النساء اللواتي أصبحن رئيسات للحكومة في بلدانهن، وعرفن بقوة شخصياتهن وإدارتهن الحازمة للأمور. حسبنا هنا أن نذكر أسماء بعضهن، مثل أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند لعدة دورات، ومارجريت تاتشر، وتيريزا ماي اللتين أصبحتا رئيستين للحكومة البريطانية في فترتين مختلفتين، وبانظير بوتو رئيسة وزراء باكستان التي انتهى بها الأمر قتيلة مثل أنديرا غاندي. وفي هذا ليس بوسع الغرب التباهي، فالشرق قدّم مثله قائدات مرموقات.ويحضر هنا كذلك اسم رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، التي لم تبلغ الأربعين من عمرها، وكانت محط الأنظار؛ لمواقفها المشرفة بعد حادث تفجير جامع للمسلمين في بلدها من قبل متطرف أسترالي، ناهيك عن عدد غير قليل من ملكات أوروبا، وعدد لا يحصى من الوزيرات في مختلف بلدان العالم.قبل سنوات انشغلت وسائل الإعلام أيضاً بتوزير عايدة الحاج علي في السويد، وهي من عائلة بوسنية هاجرت إلى السويد عندما كان عمرها خمس سنوات، حيث قدّم تعيينها وزيرة للتعليم قبل الجامعي كعلامة على دمج المهاجرين في المجتمع السويدي، بما في ذلك في الحقل السياسي.في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة فازت، عن حزب الخضر، فتاة دنماركية اسمها كيرا بيتر- هانسين، لا يتجاوز عمرها الحادية والعشرين بعضويته، وكانت ما زالت طالبة في الجامعة حينها، لتصبح أصغر عضوة فيه، وضعت الدفاع عن قضية المناخ في مقدمة أولويات برنامجها.يمكن الاستطراد في سوق الأمثلة هنا عن نساء من مختلف الأعمار تبوأن مراكز قيادية في عالم السياسة، وكشفن عن قدرات ومهارات لافتة، لا يتمتع بمثلها الكثار من الساسة الرجال في مختلف بلدان العالم.على صلةٍ بهذا يلفتنا أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي خاض حملته للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له مرشحاً عنه ضد امرأة، هي هيلاري كلينتون، حاضر مؤخراً في سنغافورة عن محاسن قيادة النساء للدول، قائلاً إنه لو قادت النساء كل بلد، فسيترتب على ذلك تحسن في مستويات المعيشة ونوعية الحياة بشكل عام.برأيه أن النساء لسن مثاليات، ولكنهن «أفضل دون أدنى شك من الرجال»، فأكثر المشاكل التي يواجهها العالم مصدرها أولئك الذكور المصممين على التمسك بالسلطة في بلدانهم. madanbahrain@gmail.com
مشاركة :