تنطلق غداً النسخة الحادية عشرة من موسم طانطان الثقافي وتستمر حتى 27 مايو/أيار الجاري برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس تحت شعار موسم طانطان تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي.وقد وضعت اللجنة المنظمة للموسم برئاسة فاضل بنيعيش رئيس مؤسسة الموكار للحفاظ على موسم طانطان، اللمسات الأخيرة على كل التفاصيل الدقيقة لهذا اللقاء التراثي والثقافي الذي يستقطب أنظار المغاربة والعالم كل سنة، لما بات يشكله هذا الموسم من دور محوري في تثمين أحد أهم مكونات التراث غير المادي للمملكة المغربية. للعام الثاني على التوالي تشارك الإمارات في هذا الموسم، خاصة بعد المشاركة المتميزة للدولة في الموسم العاشر كضيف شرف، ونوه المسؤولون عن تنظيم الموسم وشيوخ القبائل، بالدور الإيجابي والحيوي الذي يقوم به أبناء الإمارات من الوفد المشارك لإنجاح هذه التظاهرة، مع سعيهم بشكل خاص لإبراز عناصر التراث المعنوي العريق لدولة الإمارات والذي يظهر مدى التقارب الكبير من عادات وتقاليد موجودة في المناطق الصحراوية المغربية. و ذكرت مؤسسة الموكار للحفاظ على موسم طانطان أن الدورة الحالية تحتفي بالحياة الصحراوية وعاداتها وتقاليدها على غرار باقي الدورات، وهذا ما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تعمد لإدراجه في لائحة روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية، وذلك سنة 2005، ليكون الموسم قد حمل على عاتقه مهمة الحفاظ على الموروث الثقافي الصحراوي. وتمثل هذه التظاهرة الثقافية والفنية، مناسبة تجمع بين طياتها الآلاف من الرحل في الصحراء الكبرى، والذين يمثلون أكثر من ثلاثين قبيلة صحراوية بالمغرب والمنتمية لدول شمال غرب إفريقيا، ما يجعل الموسم فرصة حقيقية للجمع بين الرحل والزوار والجمهور، حيث يتقاسمون خلالها غنى الثقافة الصحراوية المغربية، في لحظة يظهر فيها التنوع الثقافي للمغرب في أبهى تجلياته. وأكد عبدالله بطي القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تشرف على تنظيم المشاركة الإماراتية، أنّ موسم طانطان يشكل فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني غير المادي، لما يسهم به في إبراز عناصر التقارب في التراث بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، فللعام الثاني على التوالي يرفرف علم الإمارات عالياً في مهرجان طانطان. وأشار إلى أن المشاركة هذا العام ستكون حافلة بالتنوع والعطاء في التعاون الثقافي والمسؤولية أيضاً هذا العام ستكون أكبر، كما أنّ التوافق التراثي الملحوظ والمتقارب بين الثقافتين الإماراتية والمغربية وانسجامهما التام والتجربة السابقة والناجحة لدولة الإمارات في مشاركتها كضيف شرف في مهرجان طانطان، وتشريف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والأمير رشيد شقيق ملك المغرب إلى قلب مهرجان طانطان، يعطي هذه الدورة الوقع الأكبر، وهذا بحد ذاته يعد حافزاً كبيراً لإحياء التراث الشعبي والحفاظ عليه. ويتوقع المنظمون أن يفوق زوار هذه التظاهرة السنوية ما عرفته النسخات السابقة، إضافة إلى نخبة من الشخصيات البارزة في عالم السياسة والاقتصاد والرياضة والإعلام والفن وسفراء النوايا الحسنة من مختلف أنحاء العالم وسفراء بعض الدول الشقيقة والصديقة. وتم تجهيز ساحة السلم والتسامح في طانطان لاحتضان فعاليات سباق الهجن واستعراض الفروسية الذي ستشارك فيه دولة الإمارات، وسيخصص حيز مهم من الساحة للخيام ،بالإضافة إلى الخيام التي تنصبها القبائل الصحراوية على جنباتها. وكانت الدورة السابقة بمشاركة دولة الإمارات نقلت مباشرة على قناة بينونة، وتابع فعالياتها وبرامجها ملايين المشاهدين داخل المغرب وخارجه، ويتوقع القائمون على تنظيم موسم طانطان للتراث اللامادي، أن تكون التغطية الإعلامية متميزة لهذا العام، من قبل العديد من القنوات الفضائية الدولية والوطنية. وأكد مختصون أن حضور الإمارات كشريك في موسم طانطان، يعود إلى تشابه الموروث الحضاري والثقافي بين صحراء الإمارات وصحراء المغرب، إلى جانب أوجه الشبه بين مجموعة من التقاليد والعادات المرتبطة بالحياة اليومية لأهل الصحراء مثل طقوس الزواج والمهارات اليدوية والحرفية. وأشار سكان محليون، إلى أن الإمارات تركت أثراً طيباً لدى أهل المغرب والزوار أثناء مشاركتها السنة الماضية كضيف شرف، وذلك من خلال التنظيم المحكم داخل الخيمة الإماراتية وتنوع منتوجهم الموسيقي والشعري والتراثي والحرفي. ويتوقع الكثير من المتابعين أن تترك دولة الإمارات بصمتها الخاصة من خلال حضورها لهذه الدورة كشريك. مهرجان دوليللعود في تطوان تحتضن مدينة تطوان (شمال المغرب) بدءاً من بعد غد وحتى 26 مايو/أيار الجاري فعاليات المهرجان الدولي للعود في دورته السابعة عشرة الذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان. وعلى مدى أربعة أيام يعيش الجمهور على إيقاعات موسيقى العود، التي سيعزفها فنانون من مختلف أقطار العالم، والتي تتميز بالخصوصية الثقافية لتلك البلدان بمختلف ثقافاتها، وتحتفي دورة هذه السنة بالإمارات. وسيتم منح جائزة زرياب للمهارات للفنان العالمي خوان كارمونا، وذلك تقديراً لجهوده، كواحد من المجددين الذين أضفوا الحيوية والمعاصرة على الأسلوب الفلامنكي العتيق. وتشهد فعاليات المهرجان، مشاركة نخبة من العازفين المغاربة والعرب والأجانب مثل مجموعة خوان كرمونا الاسبانية وثلاثي سور صودها من النيبال، وثلاثي إيرين تكين من تركيا، ومجموعة زفر عود الفرنسية، وثلاثي كارياكوس من اليونان، ومجموعة ممدوح الجبالي المصرية، ومجموعة سعد محمود جواد العراقية، والأردني سامي قسطندي، والإماراتي فيصل الساري، والمغربي كريم التدلاوي.
مشاركة :