افتتاح ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في إقليم طانطان، أكبر مضمار لسباق الهجن من نوعه في إفريقيا، وذلك في ظل ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية راسخة، وحرص متبادل للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك، وتطوير سباقات الهجن. من جهته أكد عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، أنّ المشاركة الإماراتية الواسعة التي تشرف عليها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، تهدف لتعزيز التعاون الثقافي المشترك، وإيصال الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات والممزوجة بعبق التراث الأصيل. وذكر أنّ موسم طانطان يُشكل فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي، واعتبر أن مشاركة الإماراتيين في موسم طانطان في دوراته السابقة كانت فعالة بشكل ملحوظ واستقطبت اهتمام الآلاف من جمهور المهرجان. وأوضح القبيسي أنّ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي تقوم بالإشراف على مشاركة وفد دولة الإمارات في طانطان، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي. وسوف تقدّم فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التابعة للجنة، العديد من فنون الأداء الإماراتية للجمهور على مدار أيام المهرجان، فيما ينظم اتحاد سباقات الهجن بالتعاون مع اللجنة مسابقات الإبل والمحالب التراثية بهدف صون التراث الإماراتي والتعريف به ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي. وسيتم إبراز العديد من عناصر الثقافة الإماراتية من خلال الملتقى الثقافي الذي سيشهد تخصيص مجموعة من المحاضرات واللقاءات التي تبرز الالتقاء الثقافي بين الإمارات والمغرب في مختلف الجوانب وخاصة في مجال التراث المعنوي والفنون الشعبية، كما سيتم تنظيم العديد من ورش عمل الحرف اليدوية يومياً (منتجات السدو، الخوص، الشمال) في جناح دولة الإمارات. ويشمل برنامج الفعاليات مشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين بإحياء حفلات غنائية لجمهور موسم طانطان، هم معضد الكعبي، حمد العامري، أحمد العلي، وعيسى الكعبي. كما تشهد خيمة دولة الإمارات في موسم طانطان، تنظيم أمسية شعرية مميزة للشعراء الإماراتيين: كريم معتوق، سيف سالم المنصوري، جابر بن شنان الأحبابي، حمد سعيد البلوشي، خميس بن بليشه الكتبي، عبيد مبارك المزروعي، محمد بن حيمد المنهالي، وحسن بن مساعد المنصوري. وتعتبر طانطان مدينة العبور الجميل وهمزة الوصل بين شمال المغرب وجنوبها حيث تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطىء الدافئة، وتتلألأ الرمال الذهبية والكثبان الرملية المتناسقة التي تجعل من المدينة محط الأنظار. وقد صُنفت مدينة طانطان في سبتمبر/أيلول 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية. وفي قلب الصحراء، بعيدًا عن العاصمة المغربية الرباط، يبدأ الموسم السنوي لطانطان، بجمع كل قبائل الصحراء جنوب المغرب وسط مدينة طانطان، التي يحمل الموسم اسمها، و يحيي أهل الصحراء بعضاً من عاداتهم وتقاليدهم، ويقدموا لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء، وجهاً غنياً بالموروث الحضاري والثقافي. وبمشاركة سنوية لدولة الإمارت منذ عام 2014 يمتد الموسم أسبوعاً كاملاً ليعيد سكان الصحراء لتذكر أمجاد قبائلهم الذين استوطنوا المنطقة قديما، وما تزال جذورهم قائمة إلى اليوم. - كلمة طانطان تعني البئر الرنانة التي كانت معروفة لدى مربي الإبل على مصب وادي درعة بالمحيط الأطلسي شمال الصحراء، الذي كان من أشهر المواقع المعروفة بأهميتها كمرتع للماشية. وقد تمّ تنظيم موسم طانطان لأول مرة سنة 1963 كملتقى تجاري في المقام الأول وكذلك تظاهرة ثقافية ودينية، بحيث كانت تؤمه وفود من مختلف المناطق المغربية الشمالية والجنوبية المستعمرة آنداك من قبل الاستعمار الإسباني. واستمر إحياء هدا الموسم لغاية عام 1972 ليتوقف مدة ست سنوات، ثم نظم مرة أخرى سنة 1978، وكانت سنة 1982 آخر محطة نظم فيها نظرا للظروف الخاصة التي مرّت بها المنطقة في تلك الآونة ليتوقف فترة طويلة. ثم عاد إحياؤه سنة 2004، ليُصنّف لاحقاً من بين عناصر التراث العالمي للإنسانية، والذي يشكل مجالا للتلاقي بين قبائل البدو الرحل في جو احتفالي للتواصل والتبادل الاقتصادي والتلاقح الثقافي والسياسي والاجتماعي.
مشاركة :