هوس كمال الأجسام ينعش سوق المكملات الغذائية

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبد المجيد حمدي: شهدت الفترة الماضية إقبالاً كبيرًا من الشباب على استخدام المكملات الغذائية ومستحضرات بناء العضلات، حتى تحول الأمر إلى "موضة" يتسابق الجميع إليها. وحذر عدد من الشباب من الإفراط في استخدام تلك المنتجات بدون رقابة طبية، مؤكدين أن البحث عن طريقة سريعة لبناء العضلات واكتساب أجسام رياضية قد يكون السبب الرئيسي وراء تزايد الإقبال على تلك المنتجات. وقالوا لـ الراية إن التركيز على ممارسة الرياضة واتباع أنماط غذائية صحية هو الطريق الأفضل والأمثل لبناء الأجسام بعيدًا عن التأثيرات الجانبية السلبية غير المعروفة التي يسببها الإفراط في تناول مثل هذه المنتجات التي أصبح الشباب يقبلون عليها بشدة. وأضافوا أن المكملات الغذائية المستخدمة في بناء العضلات قد تتحول إلى نوع من الإدمان للجسم ومن ثم فلابد من تحديد الأعمار السنية التي تتناولها وكذلك تقنين استخدامها من خلال اختصاصيين وأطباء على دراية بهذه المنتجات منعًا لحدوث أي مضاعفات صحية مستقبلاً. وأوضحوا أن الأمر لا يقتصر على المكملات الغذائية التي تستخدم لبناء العضلات ولكن هناك أيضًا مستحضرات ومنتجات طبية تستخدم للتنحيف والتخلص من الوزن الزائد بل ويمتد الأمر إلى عمليات قص المعدة وعدم الاكتفاء بهذه المنتجات الخاصة بتقليل الوزن. اختصاصي التغذية العلاجية بمستشفى حمد.. د. العربي: الإفراط في المكملات الغذائية يضر الجسم الإكثار من فيتامين"أ" يؤدي لأمراض العظام والكبد نصح د.زهير العربي، اختصاصي التغذية العلاجية بمستشفى حمد العام، الشباب بعدم الإفراط في تناول المكملات الغذائية وجعلها مسيطرة على بناء أجسامهم لأنها عبارة عن بروتينات يتم تناولها لبناء عضلات أو لإعطاء الجسم السعرات الحرارية المطلوبة، في حين أنه لو تم منح الجسم هذه البروتينات أو السعرات الحرارية من خلال الأغذية الطبيعية فسيكون ذلك أفضل بشكل كبير، لأن البعض قد يفرطون في تناول هذه المكملات ما يؤدي إلى إلحاق أضرار بالغة بالجسم تتسبب في النهاية في تدمير الكلى أو الكبد. وقال: المكملات الغذائية هي مستحضرات لتكملة النظام الغذائي بمواد مثل الفيتامينات والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والتي قد تكون مفقودة في النظام الغذائي للشخص أو لا تستهلك بكميات كافية، وفي بعض البلدان تعتبر المكملات الغذائية أطعمة، بينما تعتبرها بلدان أخرى أدوية أو منتجات صحية طبيعية، وهي غير ضرورية إذا تناول الشخص وجبة متوازنة، ويجب مراعاة بعض الأشياء قبل تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، مثل تناول هذه المكملات لسد نقص معين في المادة، كأخذ الحديد لعلاج فقر الدم وأن يكون ذلك وفق إرشادات الطبيب. وأشار إلى أن المكملات الغذائية، سواء كانت مساحيق أو أقراصًا، ليست علاجًا للأمراض ولا بديلاً للدواء، مؤكدًا أن على من يستخدم أي مكمل غذائي أن يقوم بقراءة النشرة المرفقة معه جيدًا وأن يستشر الطبيب ويخبره بتناوله لنوع معين من المكملات، على ألا تتجاوز الجرعات المأخوذة الحد الموصى به من قبل الطبيب أو النشرة الطبية المرفقة. وحذّر العربي من تناول المكملات (الفيتامينات) بشكل زائد عن الموصي به من قبل الطبيب، خاصة تلك القابلة للذوبان والتي تختزن داخل الجسم، مبينًا أن تناول مستويات مرتفعة منها لفترة زمنية طويلة قد يتسبب في تلف الكلية أو انخفاض الكثافة العظمية، كما أن الإفراط في تناول فيتامين "أ" يؤدي لأمراض في العظام والكبد وحدوث نوبات صداع وإسهال وتشوهات لدى الأجنة، كما أن تناول مكملات "الزنك" بجرعات تزيد على الحد يمكن أن يقلل من مستوى الكولسترول الجيد ويدمر المناعة ويقلل النحاس، وقد يصف الطبيب جرعات عالية من "النياسين" لفائدته في خفض مستوى الكوليسترول المرتفع في الدم إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تلف الكبد. وأضاف: تناول الكثير من الفواكه والخضروات واتباع نظام غذائي متوازن يكفي للحصول على كل العناصر والفيتامينات التي يحتاجها الجسم فالإنسان يحتاج المكملات الغذائية فقط إن كان يعاني نقصًا واضحًا في هذه المواد، وبالنسبة لأغلب الناس، فالفيتامينات المتعددة والمكملات الغذائية الأخرى، هي مضيعة للمال، وقد تكون ضارة أيضًا، خاصة تلك المستخدمة كمستحضرات دوائية غير خاضعة لإجراءات ترخيص وبيع الدواء. سعود الخالدي: أضرارها أكثر من منافعها يقول سعود الخالدي: أعتقد أن أضرار هرمونات بناء العضلات أكثر من منافعها ولا شك أن هناك موضة في الوقت الحالي انتشرت بين الشباب الذين يتسابقون في إظهار عضلاتهم رغبة في الاستعراض والتباهي بالجسم دون التفكير في العواقب التي من الممكن أن تحدث نتيجة الإفراط في استخدام هذه الهرمونات. وأوضح أنه لابد من فرض المزيد من الرقابة على تناول هذه المكملات أو الهرمونات من خلال تحديد الفئات العمرية المناسبة لتناولها بحيث يتم حظر بيعها أو تناولها لمن هم أقل من 18 عامًا، وما فوق هذا العمر لا يقوم بتناولها إلا من خلال إشراف طبي وخبراء تغذية متخصصين، داعيًا إلى مزيد من التحقق من كفاءة العاملين بصالات الجيم الذين يقدمون هذه المنتجات للمتدربين. وأشار إلى أن الاعتياد على تناول هذه المنتجات قد يتحول إلى نوع من الإدمان عليها نتيجة أن الجسم قد بدأ يعتاد على هذا النوع من التركيبات الكثيرة، فإذا كان لابد من استخدامها كنوع من المكمل لبناء الجسم فلابد أن يتم ذلك بنوع من الحكمة والترشيد تحت رقابة أطباء ومتخصصين منعًا لحدوث أي مضاعفات صحية مستقبلاً. ناصر العبد الله: بناء العضلات بالهرمونات.. موضة يقول ناصر العبد الله: قضية بناء العضلات من خلال الهرمونات والحقن أصبحت "موضة" منتشرة بين الشباب حيث يتسابق الجميع لبناء العضلات بسرعة وبدون تعب من خلال هذه المواد التي تسبب أضرارًا صحية للجسم. وأشار إلى أن الكثير من الشباب يقبلون على تناول بعض العقاقير لمدة شهر مثلاً على أنها "كورس" مكثف لبناء الجسم اعتقادًا منهم أن استخدامها بوجود "مدرب خاص" لا يمكن أن تكون له آثار جانبية. وطالب العبد الله بنشر التوعية بمخاطر الإفراط في تناول تلك المواد والمستحضرات على الصحة بشكل عام. وأضاف: بالنسبة لمسألة التنحيف فإن الكثير من الراغبين في تقليل أوزانهم يقومون بإجراء عمليات قص المعدة سواء خارج البلاد، نظرًا لانخفاض تكلفتها، أو داخل البلاد بالمجان بعد أن دخلت ضمن الخدمات التي يقدمها التأمين الصحي الاجتماعي. وأشار إلى أن أفضل الأساليب لبناء الجسم هو الغذاء الطبيعي واتباع برنامج رياضي محدد ونظام غذائي صحي من الممكن أن يحصل عليه أي فرد من الطبيب أو من خلال مواقع الإنترنت الموثوق بها ومن ثم يبتعد بشتى الطرق عن المخاطر الصحية المترتبة على تناول الهرمونات أو المكملات الغذائية التي تخرج العضلات بشكل سريع، ولكن الكثيرين يتساهلون ولا يريدون تكبد عناء مشقة الرياضة والصبر على النظام الغذائي المحدد. عبد الرحمن المنهالي: بعض المكملات يبني العضلات يقول عبد الرحمن المنهالي: ليس كل المنتجات والمكملات الغذائية ضارًا كما يتخيل البعض، فبعض هذه المكملات مثل البروتين يكون مفيدًا لتعويض العضلات بعد التمارين الرياضية شرط أن يكون الشخص ملتزمًا بالإرشادات وبالكمية المقترحة من المنتج. وأشار إلى أنه لو كانت هناك أضرار جسيمة لتم منع استخدام تلك المستحضرات من قبل المجلس الأعلى للصحة الذي له دور فعّال في الرقابة والإشراف على دخول هذه المنتجات، ولكن الخطأ الأكبر يكمن في أن البعض يقوم بتناول الهرمونات التي تعمل على تكوين الجسم وبناء عضلات مفتولة بشكل سريع، موضحًا أن مثل هذه المواد تترك آثارًا جانبية جسيمة حتى بعد أن يأخذ المستخدم منظفات للجسم منها وهو ما يجب تجنبه. وأوضح أن اللجوء إلى صالات الألعاب واللياقة البدنية أمر هام وجيد للصحة العامة فممارسة الرياضة مفيدة في تجنب الكثير من الأمراض بالإضافة إلى تنظيم الغذاء، ومن ثم يستطيع كل من يرغب أن يبني جسمه جيدًا بصورة طبيعية بعيدًا عن الهرمونات التي إن أفادته سريعًا في الوقت الحالي إلا أنها ستعود عليه بالمشاكل الصحية الكثيرة مستقبلاً. وأكد أنه يجب أن يتم العمل على توعيه الشباب بمخاطر مثل هذه الهرمونات التي تسرع من بناء العضلات وأن تتم الرقابة عليها ومن الأفضل أن يتم صرفها بوصفات طبية من الصيدليات وعدم تسهيل الحصول بدون أي وصفة طبية ما يؤدي لمزيد من الرقابة والترشيد في هذه المنتجات.

مشاركة :