نظم نادي الأحساء الأدبي بالشراكة مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل، مساء أمس الثلاثاء، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ٢٠١٩ الذي جاء هذا العام تحت عنوان "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي". تحدث في هذه الندوة كل من الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الملك فيصل، والأستاذ الدكتور خليفة بن الهادي الميساوي أستاذ اللسانيات الحديثة والترجمة بكلية الآداب جامعة الملك فيصل، وأدارها الدكتور عبدالله الحقباني رئيس قسم اللغة العربية في الكلية، وحضرها جمع كبير من المهتمين باللغة العربية وآدابها وأساتذة القسم وطلاب وطالبات الدراسات العليا في برامج اللغة العربية في الكلية. وتطرق الدكتور "البدوي" إلى تنوع وسائل المعرفة في هذا العصر وتعدد وسائل التواصل وتطور تقنية المعلومات مما جعل الإنسان يقف مشدوهاً أمام هذا الوسائل، لافتاً إلى أنه على المعنيين باللغة العربية أن يكونوا على مستوى هذه النقلة، وتساءل عن مدى أن يغني الذكاء الاصطناعي عن الذكاء الفطري. وبطبيعة الحال أجاب المحاضر بأن العقل البشري لديه قدرات كبيرة ودقيقة صنع الله الذي أتقن كل شيء، وعلى هذا العقل الإنساني أن يستفيد من هذه التقنية، وأن يطور من وسائله؛ لتتواكب مع هذا الحراك العلمي الكبير المتسارع. وعرج "البدوي" على ما بذلته المملكة من جهود جبارة في العناية باللغة العربية من خلال تبني مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لخدمة اللغة العربية وإنشاء الكليات والمعاهد المختصة. من جهته، طرح الدكتور خليفة الميساوي سؤالاً مفاده هل اللغة العربية أسبق من الذكاء الاصطناعي؟ وأجاب قائلاً: إن الاهتمام باللغة العربية لا يعني أنها لغة قاصرة، ولكنها لغة خالدة نزل بها القرآن الكريم، وأنها ليست قاصرة عن غيرها من اللغات وأنها أسبق من الذكاء الاصطناعي، بل هي اللغة الحية التي يتكلم بها قرابة المليار إنسان في كوكبنا الأرضي. وذكر "الميساوي" أن اللغة العربية لغة بلاغة، وأن الذكاء الاصطناعي علم يهتم بكيفية إعادة إنتاج قوانين الدماغ البشري ليصبح نتاجاً آلياً. وقال إنه يمكن وصف الفكر وصفاً تجريبياً؛ لارتباطه بالرموز في معالجة المعلومات وإنتاج الفكر، لافتا إلى أن العالم العربي بدأ في الاهتمام بالذكاء الاصطناعي من خلال محاضن العلم ومخابر البحث في المؤسسات الثقافية والمعرفية. وأضاف أن أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي ثلاثة، هي الذكاء الاصطناعي المحدود ويحاكي الإنسان والثاني الذكاء الاصطناعي المعاون للإنسان، والثالث الذكاء الاصطناعي الفائق المتقدم الذي تجاوز العقل وبدأ يغزو الحياة وهو خطر لأنه قد يلغي الإنسان. وقال الدكتور "الميساوي" إنه من خلال هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بدأت صناعة الخلايا البشرية لتستعيض بها عن خلايا الإنسان الدماغية، ويجب أن يستفيد المعنيون باللغة العربية من هذه المعطيات والتطبيقات في حياتنا ورقمنة اللغة وغيرها.
مشاركة :