سلطان العميمي: صالح علماني ترجم الأدب بقلبه

  • 12/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: عثمان حسن استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع دبي، مساء أمس الأول الكاتب والباحث والشاعر سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في جلسة تأبينية للمترجم الراحل صالح علماني، بحضور الشاعرة الهنوف محمد رئيسة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالإنابة، وأدارتها شيخة المطيري عضوة مجلس إدارة الاتحاد، رئيسة الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد في دبي.قدمت المطيري للجلسة بما يليق بسيرة علماني، وعرفت بالعميمي وفتحت باب الحديث بسؤال للمحاضر: كيف عرف سلطان العميمي صالح علماني؟.وبدأ العميمي حديثه واصفاً الراحل علماني بالقول: «كان إنساناً بسيطاً في داخله طفل، تواضعه جعل منه شخصية عظيمة، حمل في داخله حزناً رافقه عبر رحلته من سوريا، وانتقاله إلى إسبانيا، كان يحن إلى سوريا وما فقده هناك.. بيته وأصدقاؤه والأماكن التي عاش فيها طفولته وشبابه، كان ثائراً بصمت، ولكن لم يهاجم أحداً، وكان يردد: كم أتمنى أن تعود سوريا كما كانت».وتحدث العميمي عن بدايات علماني ودراسته للطب، هذه المهنة التي اكتشف أنها لا تلائمه لعدة أسباب مادية وعاطفية، فقرر قراءة «مئة عام من العزلة»، وهو الذي جعل علماني يصف علاقته بماركيز على النحو التالي: «تجربتي الأولى هي الكتاب الصغير (ليس لدى الكولونيل من يكاتبه) هذا أول كتاب ترجمته ولقي إقبالاً شديداً، وهذا ما شجعني على ترجمة معظم أعماله».وأشار العميمي إلى الصداقة الكبيرة التي ربطته بعلماني، حيث اعتاد الأخير في كل زيارة له لأبوظبي أن يتصل به، فيقوم الاثنان بالتداول في شؤون الأدب اللاتيني وآخر انشغالات علماني الذي فضل العميمي أن يطلق عليه الأديب قبل المترجم، وقال: «قراءتي لماركيز عرفتني على علماني، وتوالت اللقاءات بيننا، فاكتشفت شخصية مختلفة عن أقرانه من المترجمين، كان متواضعاً وإنساناً كبيراً، وكان يردد: «أنا أحب الأدب اللاتيني وأستمتع به، وأرغب دائماً في إشراك القارئ العربي في هذا الأدب» فعلماني بحسب العميمي كان عاشقاً لهذا الأدب معجباً برائعة ماركيز «مئة عام من العزلة» التي شجعته على إتقان الإسبانية، وانطلقت بعد ذلك ترجماته الكثيرة لماركيز وماريو بارجاس يوسا، و إيزابيل الليندي، وغيرهم.كان علماني بحاجة دائمة إلى لغة أخرى هي لغة العامة، أو «الهامش» فعاش في قاع المجتمع الإسباني واكتشف من خلال البسطاء وجهاً جديداً للغة أفاده في فهم عمق اللاتينية والإسبانية، وقال العميمي: «وجدت تشابهاً بينه وبين ماركيز الذي ارتبط معه بعلاقة صداقة قوية، كما تشابهت حياته مع حياة ماركيز، فكلاهما عمل صحفياً، ومارس مهناً مختلفة في حياته، ذهب الاثنان إلى كوبا، وكان ماركيز حين يكتب يذهب إلى المنطقة التي جرت فيها الأحداث، وهكذا كان علماني الذي عندما هم بترجمة رواية (ليتوما في جبال الأنديز) ليوسا، ذهب إلى جبال الأنديز».وتحدث العميمي عن كيفية اختيار علماني لترجماته، فقد كان لقلبه دور كبير في تلك الترجمات، وكان يردد دائماً: أرفض ترجمة رواية لا أحبها، ولا بد أن أقرأ سيرة من أترجم له، وكان يعتبر نفسه لا يصلح لترجمة الشعر، فهو يحتاج إلى لغة خاصة، لكنه ترجم نيرودا لأنه يحبه، ونادراً ما كان يترجم عملاً سبقت ترجمته، وهذا كما قال العميمي: «نوع من الإخلاص للعمل الذي يؤديه، وبالتالي لم يكن علماني يرى الترجمة مهنة، بل يراها حباً، وكثير من ترجماته لم يتقاض عليها ما يستحقه؛ بل إنه حتى لم يطالب بأي من حقوقه المادية مقابل ما أنجزه من ترجمات».وأضاف العميمي: «كانت لعلماني وجهة نظر في كثير من الكتاب الإسبان واللاتينيين، وكان يصف ساراماغو بالعلماني العبقري، وكان يتمنى لو ترجم كافة أعماله، وكان يرى ماركيز كاتباً عظيماً، وفارغاس يوسا روائياً كبيراً».من جانب آخر أورد العميمي قصة اللكمة الشهيرة التي وجهها يوسا لماركيز، وعلاقة ذلك بمواقف اجتماعية وسياسية، وهي الحادثة التي مازالت تروى في الصحافة بأشكال مختلفة، كما ذكر ما يفيد بأن علماني كان يسر له أي العميمي ببعض مشاريعه التي يود إنجازها، منها قصة مخطوطة لماركيز ترجم جزءاً منها، ولم يكملها، لأنه وجدها مختلفة تماماً، وختم بقوله: «كان شخصية آسرة، عرفني على أسماء وشخصيات ورموز أدبية كثيرة، لا يجامل ولا يجرح، ويرى نفسه بعيداً عن الصراعات وسيبقى ذكره ومنجزاته حاضرة لأجيال من بعده».وفي نهاية الجلسة كرمت الهنوف محمد وشيخة المطيري العميمي وعائلة صالح علماني.

مشاركة :