أكد باتريك ألمان، الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز»، التزام الأخيرة بالمحافظة على توزيعات الأرباح النقدية للمساهمين في المستقبل، موضحاً أن القرار النهائي بشأن قيمة التوزيعات يعتمد على الأداء التشغيلي للشركة ومتانة مركزها المالي واحتياجاتها التمويلية. وأضاف ألمان في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»، أن الشركة قطعت أشواطاً كبيرة لخفض المديونية وتسديد جميع القروض المترتبة عليها، حيث جرى تخفيض قيمة الصكوك من 700 مليون دولار إلى أقل من 400 مليون دولار، كما تقلصت نسبة المرابحة المدفوعة، ما عزز ربحية الشركة من خلال تقليص تكلفة التمويل بأكثر من 70%، وبيّن أن الشركة تدرس حالياً جميع البدائل والخيارات التي تمكنها من سداد الصكوك عند موعد الاستحقاق. مراجعة استراتيجية وأكد ألمان أن المراجعة الاستراتيجية لأصول الشركة في مصر تأتي بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من محفظة الأصول الاستثمارية، لاسيما وأن تلك الأصول تتميز بجودتها العالية وانخفاض تكلفة الإنتاج، مشيراً إلى أن الشركة تلقت عدداً من العروض لبيع أصولها، وأنها بصدد دراستها وتقييمها في الوقت الراهن. وأوضح أن إنتاج المجموعة ارتفع بنسبة 8% إلى 68100 برميل نفط مكافئ يومياً، مدفوعاً بزيادة الإنتاج في إقليم كردستان العراق، لافتاً إلى أن «دانة غاز» تخطط لرفع إنتاجها في كردستان العراق إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 900 مليون قدم مكعبة يومياً بحلول 2023، إلى جانب خطتها التوسعية التي تتضمن إضافة خطين لإنتاج الغاز تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما 250 مليون قدم مكعبة يومياً. أداء قوي وتفصيلاً، قال ألمان: «حققنا أداءً قوياً خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري على الصعيدين التشغيلي والمالي، وارتفع صافي الأرباح 246% إلى 521 مليون درهم، مقارنةً بـ149 مليون درهم في ذات الفترة من العام الماضي، كما نما الدخل من بنود أخرى إلى 462 مليون درهم نتيجةً لقيد أصول مالية مرتبطة بالاحتياطيات واستحقاقات تعاقدية أخرى. وتحققت هذه النتائج وسط قيد مخصصات بقيمة 220 مليون درهم، ترتبط بحقل «ميراك-1» في مصر، الذي تم حفره في الربع الثالث من العام الجاري، ولكن تبيّن عدم احتوائه على كميات تجارية من الهيدروكربونات». وأضاف: «من المهم النظر إلى صافي الأرباح التشغيلية التي تتحقّق من عملياتنا المستمرة، فعند استثناء جميع البنود غير المتكررة، فإن صافي الأرباح ارتفع 187% إلى 69 مليون دولار، مدفوعاً بزيادة الإنتاج في إقليم كردستان العراق في أعقاب اكتمال مشروع التوسعة والتطوير بالإقليم في أكتوبر 2018، والذي أضاف 20 مليون دولار إلى إيراداتنا في النصف الأول، إلى جانب تحقيق وفورات في تكاليف الصكوك، واستلام تعويضات عن تكاليف إجراءات التحكيم». مستحقات نقدية وعلى صعيد تحصيل المستحقات النقدية، أفاد ألمان بأن حصة «دانة غاز» من الدفعات في إقليم كردستان العراق، والتي قامت شركة «بيرل» بتحصيلها، بلغت 433 مليون درهم، منوهاً إلى أنها بلغت في مصر 308 ملايين درهم، وقال: «تمكنا من تحصيل دفعات مستحقة بقيمة 385 مليون درهم، ما مكّننا من تقليص مجموع مستحقاتنا غير المدفوعة إلى 436 مليون درهم، ما يمثل انخفاضاً 43% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي». وحول حجم الإنتاج حالياً من النفط المكافئ، قال: «ارتفع معدل إنتاج المجموعة بنسبة 8% إلى 68100 برميل نفط مكافئ يومياً، مدفوعاً بزيادة الإنتاج في إقليم كردستان العراق». وفيما يتعلق بخطط الشركة بخصوص الصكوك، أضاف: «قطعنا أشواطاً كبيرة نحو تخفيض المديونية، حيث تم تسديد جميع القروض المترتبة عليها، وخفضنا قيمة الصكوك من 700 مليون دولار إلى أقل من 400 مليون دولار، فيما تمكنّا من تقليص نسبة المرابحة المدفوعة، الأمر الذي كان له أثر إيجابي على ربحية «دانة غاز» من خلال تقليص تكلفة التمويل بأكثر من 70%». شراء وتوزيعات وعن خطط «دانة غاز» لإعادة شراء الأسهم والتوزيعات النقدية، ذكر ألمان أن الشركة «حصلت على موافقة المساهمين وهيئة الأوراق المالية والسلع، لإعادة شراء 10% من أسهمها، ما يقارب من 690 مليون سهم، حيث نرى أن السهم يتداول حالياً عند قيمة أقل من القيمة العادلة له، وحتى اليوم، قامت الشركة بإعادة شراء ما يقرب من 19 مليون سهم بمعدل سعري 0.94 للسهم الواحد». وتابع: «بالنسبة للتوزيعات، ففي مايو الماضي، قامت الشركة بتوزيع أرباح نقدية للعام الثاني على التوالي، إذ شكلت توزيعات العام الماضي نحو 5.5% من رأس المال، وهو الحد الأعلى المسموح من التوزيعات حسب اتفاقية الشركة مع حملة الصكوك، ويشكل ذلك عائد 6.25% عند الأخذ بعين الاعتبار سعر السهم الحالي. وبشكل عام، أعلن مجلس الإدارة نيته المحافظة على التوزيعات النقدية في المستقبل، ولكن أي قرار نهائي بهذا الشأن سوف يعتمد في المقام الأول على الأداء التشغيلي لـ«دانة غاز» ومتانة مركزها المالي واحتياجاتها التمويلية». خطط طموحة وقال ألمان: «متحمسون إزاء خطط نمو «دانة غاز» في إقليم كردستان العراق الذي نعدّه منطقة واعدة للغاية، وأحرزنا فيه تقدماً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث احتفلنا أخيراً بمرور 10 أعوام على الإنتاج المستمر للغاز والسوائل النفطية من قِبل شركتي «دانة غاز» و«نفط الهلال» في الإقليم، على الرغم من التحديات التي يعلمها الجميع، ومنذ التوصل إلى اتفاقية التسوية مع حكومة إقليم كردستان في صيف 2017، حققنا بالفعل زيادة في الإنتاج بنسبة 30%، حيث قمنا برفع إنتاجنا من 300 مليون قدم مكعبة يومياً إلى 390 مليون قدم مكعبة يومياً». وبيّن أنه في الآونة الأخيرة، أكدت جهات تدقيق خارجية مستقلة زيادة احتياطيات «دانة غاز» المؤكدة والمحتملة 10% إلى أكثر من مليار برميل نفط مكافئ، وأضاف: «بناءً على التقارير، فإنه من المرجح أن يكون حقلا «خورمور» و«جمجمال» في الإقليم، أكبر حقلين للغاز في العراق، لذا نخطط بحلول 2023 لرفع الإنتاج لأكثر من الضعف ليصل إلى 900 مليون قدم مكعبة يومياً. عوائد متوقعة وحول العوائد المتوقعة، أوضح ألمان أنه في ظل تراوح أسعار النفط بين 60 إلى 70 دولاراً للبرميل، فإن كلاً من هذين الخطين سوف يحقق عائدات إضافية سنوية تتراوح بين 175 إلى 200 مليون دولار، تضاف إلى حصة «دانة غاز» من الإيرادات والتدفقات النقدية للمشروع. وتابع: «ارتفعت حصة الشركة من الدفعات النقدية المستلمة من مبيعات المكثفات وغاز البترول المسال والغاز الطبيعي في الإقليم بنسبة 52% خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري إلى 118 مليون دولار، وحصلنا على توزيعات أرباح نقدية بقيمة 68.3 مليون دولار من شركة «بيرل بتروليوم»». وفي مصر، قال: «تحسّن مناخ الاستثمار في مصر بشكل ملحوظ، فالحكومة المصرية تواظب على دفع المستحقات المترتبة عليها لشركات النفط والغاز الدولية العاملة في البلاد، وبلغت مستحقاتنا النقديّة 84 مليون دولار، وتمكنا من تحصيل دفعات مستحقة بقيمة 105 ملايين دولار، ما مكن الشركة من تقليص مجموع مستحقاتها غير المدفوعة إلى 119 مليون دولار، ما يمثل انخفاضاً نسبته 43% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي». وتابع قائلاً: «تعد المراجعة الاستراتيجية لأصولنا في مصر جزءاً من مساعينا الرامية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من محفظة أصولنا الاستثمارية، حيث تتميز أصولنا المصرية بجودتها العالية وانخفاض تكلفة الإنتاج، وتتضمن أصولاً منتجة في دلتا النيل، فضلاً عن وجود إمكانات نمو واعدة في مناطق الاستكشاف البرية والبحرية». وأضاف: «تلقينا عروضاً من شركات عالمية لبيع أصولنا في مصر، وسعدنا بعدد ونوعية الشركات التي أعربت عن اهتمامها بالشراء، حيث استلمنا عدداً من العروض ونقوم بدراستها وتقييمها في الوقت الحالي». واستدرك: «ما زلنا ملتزمين بمواصلة عملياتنا في مصر لزيادة الإنتاج وتعزيز القيمة للمساهمين وأصحاب المصلحة ولأي مشترٍ محتمل في المستقبل. وفي نهاية المطاف، قد تختار «دانة غاز» عدم بيع أصولها في مصر في حال كان أعلى عرض مقدم لا يرقى للسعر الذي نعتقد أنه منصف مقابل القيمة التي تقدمها أصولنا في مصر للمساهمين على المدى الطويل». تطورات وحول آخر التطورات في محفظة «دانة غاز» في السوق المصرية، قال ألمان: «تركزت محفظة أصولنا على منطقة امتياز التنقيب البحري في القطاع السادس شمال العريش، وقمنا بحفر بئرنا الأولى «ميراك-1»، وعلى الرغم من أن أعمال الحفر لم تسفر عن وجود موارد هيدروكربونية بكميات تجارية، لا يزال القطاع السادس واعداً للغاية، إذ يحتوي على 3 مكامن أخرى تنتظر أن يتم استكشافها، ولا ترتبط هذه المكامن بنتيجة حفر بئر «ميراك-1». وتابع: «نعتزم توسيع عملياتنا البرية، وسيشمل ذلك زيادة الأنشطة في بعض الآبار التطويرية الحالية لتحسين الإنتاج، وحفر بئر استكشافية إضافية في القطاع الثالث، فضلاً عن وجود خطط لتوسيع الأنشطة في 2020».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :