حميدتي يتهم نظام البشير بقتل المعتصمين في الخرطوم

  • 12/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السودان - وكالات:  نشرت صحيفة «الإندبندنت» مقابلة مع محمد حمدان دقلو المُلقب ب (حميدتي) أحد قادة السودان فيما بعد سقوط عمر البشير، تحدث فيها عن الإبادة والذهب والحروب الخارجية والشراكة المستقبلية مع بريطانيا. وعلّقت مراسلة الصحيفة البريطانية بيل ترو التي أجرت المقابلة بالقول إن حميدتي القائد الذي يخشاه السودانيون دخل غرفة اللقاء مرتدياً الثوب السوداني وليس زيه العسكري الذي يظهر فيه دائماً، وبدا حميدتي بثوبه وعمامته مثل تاجر جمال، وهي المهنة التي اشتغل فيها شاباً، وليس الجنرال الذي قاد ميليشيا متهمة باغتصاب وقتل المعتصمين أمام القيادة العامة في الخرطوم هذا الصيف ومذابح أخرى في دارفور بداية القرن الحالي. وهو مظهر جديد يختلف عن مظهره السابق وما تمسك به من زي بعد الإطاحة بعمر البشير في أبريل. وقالت الصحيفة إن زمن قبعة البيسبول والزي الخاكي قد ولى وكذلك مكاتب قوات الدفع السريع، فقد تم إجراء اللقاء هذا في مقر إقامته حيث بدا مرتاحاً، وكان سريعاً في حث بريطانيا على الشراكة مع قوات الدفع السريع لمحاربة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وقال: «إن أولوياتي ليست الحكم وأنظر لنفسي كسوداني ومواطن عادي، ورجل بسيط لا سلطة لديه» و»نؤكد للشعب البريطاني أن هذا التغيير هو تغيير حقيقي، صحيح أن هناك مشاكل ولكن تمت معالجتها»، وأضاف: «وعليه نأمل أن تكون بريطانيا قريبة منا في شراكة حقيقية». وفي هذا العام تحوّل حميدتي من مقرب من البشير إلى زعيم في النظام الأمني الذي أطاح بالزعيم السابق. فبعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالبشير في أبريل ووضع في السجن بتهم الفساد، أصبح حميدتي، 43 عاماً، نائب رئيس المجلس السيادي في البلاد. ولكن الملياردير الذي لديه قواته ينظر إليه عادة بأنه القوة الحقيقية. ويريد تقديم نفسه كحام للثورة مع أن قوات الدعم السريع لديها تاريخ دموي في دارفور ومتهمة بهجمات ضد المتظاهرين. ولا يعرف أحد عدد الذين سقطوا في مذابح دارفور في عام 2003 ولكن التقديرات تتراوح من 300 ألف إلى مليون. وشردت المعارك أكثر من مليوني شخص حسب تقديرات الأمم المتحدة. ورغم الثورة إلا أن الهجمات لا تزال متواصلة على سكان جبال مرة كما نقلت الصحيفة عن مشايخ قبائل في دارفور. وأصدرت منظمة أمنستي تقريراً شاجباً هذا الصيف قدمت فيه أدلة على استمرار القتل وتدمير القرار والانتهاكات الجنسية. وقامت الصحافة المحلية بإعداد قائمة من البيانات عن القتل والهجمات. وعندما سألت ترو حميدتي عن هذه الجرائم رفض هذه المزاعم وقال بأنها «استهداف منظم من النظام السابق»، ووصف قوات الدعم السريع بأنهم “حماة دارفور وحماة الثورة”، وتساءل: “من يحمي دارفور؟ من يحمي النازحين؟ ومن يعوضهم؟ ومن يعيد الحقوق إليهم؟ نحن”، مضيفاً: “أولويتنا الآن هي إنجاح الحكومة المدنية”. ورفض الاتهامات لميليشياته بارتكاب جرائم في الخرطوم. وفي الشهر الماضي أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تحقيقاً لامت فيه قوات الدعم السريع وحملتها مسؤولية قتل المتظاهرين في 3 يونيو. واعترف حميدتي أن قواته “ليسوا ملائكة” و”ربما ارتكبت جرائم”، ولكنه أكد إجراء تحقيق داخلي بما في ذلك الهجوم على المعتصمين. وانحرف حميدتي في أحاديثه عن أسباب الهجوم السابق التي قال إن المعتصمين هم الذين استفزوا قوات الدعم ودفعوها للتحرك، ويقول اليوم إن الذين نفذوا الهجوم جماعات خارجة تزيت بزي قوات الدعم السريع. وقال: “كان فك الاعتصام في الحقيقة انقلاباً” قامت به جماعة خارجة وتم اعتقال 200 مهاجم انتحلوا هوية قواته. وقال: “لقد وجدنا أن بعض الضباط المرتبطين بنا بمن فيهم ألوية وجنرالات كبار من زمن النظام القديم هم المسؤولون”. وكان حميدتي راغباً بالحديث عن ثروة الذهب. فقبل سقوط البشير بأيام زعم في خطاب متلفز أنه وضع مليار دولار في البنك المركزي السوداني، وهي موارد بيع الذهب. وأدى هذا إلى التحقيق في شركة عائلته “الجنيد” والتي تدير تجارة تتراوح من النقل إلى البناء وإلى إدارة المناجم في دارفور وجنوب كردفان والتي تحرسها قوات الدعم السريع. وقلل حميدتي من أهمية علاقته بالتجارة وصور نفسه على أنه مواطن صالح يدفع الضريبة وله “شراكات” و”أسهم” مختلفة عن عمل قوات الدعم السريع. وقال: “لا أملك مناجم، هناك منجم واحد في جبل عامر وشراكات في البعض الآخر”. وواصل قائلاً: “ندفع الضريبة والزكاة وندفع الجمارك وندفع أجور التصدير”. وتشير الصحيفة لرحلة حميدتي الذي يعود لقبيلة الرزيقات غرب السودان ولم يكمل دراست، حيث عمل في تجارة المواشي التي كان يصدرها إلى ليبيا ومصر أيضاً. وتغيّر مساره عندما انضم لجماعات الجنجويد التي استخدمتها الحكومة السودانية في الحرب بدارفور. وتتهم هذه القوات بممارسة القتل والقمع على سكان المنطقة والتي أدت لحالات تشريد واسعة. وفي عامي 2009 و2010 أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمراً بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير. وخلال هذه الفترة صعد حميدتي وصنع اسمه، وفي عام 2013 عينه البشير لقيادة قوات الدعم السريع التي خرجت من الجنجويد. ويقول حميدتي اليوم إن الأمور تغيّرت، ففي الوقت الذي شوّه فيه النظام السابق سمعة السودان في الخارج، فزمان ما بعد الثورة مختلف: «تقوم قوات الدعم السريع بأمور أكثر من هذا، لكن الجانب الجيد ليس واضحاً ويمكنني الحديث عنه لمدة شهر وبلا نهاية».

مشاركة :