أولاً ليس هذا عداء أو نكافاً مع الشيخ المغامسي بل هو نقاش وطلب توضيح للحق، وحقيقة هو من المشايخ الذين أرتاح لسماعهم فجزاه الله خيراً. وقد تداول الكثير فتوى له بإجازة الزواج بنية الطلاق، وهي قديمة وكتبت عنها عدة مقالات، وقد قال بما قال علماء سابقون وحقيقة من اسم الحالة فهي الزواج بنية الطلاق، وقد قال صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، فنستشف من الحديث الشريف أن النية محاسب عليها المرء والزواج بنية الطلاق فيه نية الانفصال قبل العقد ومن مقاصد الزواج وهو رباط مقدس الاستمرار والإنجاب، والزواج بنية الطلاق يفتقد هذين المقصدين عدا عن الغش، وقد كتبت من قبل عن فتوى الغش التجاري وقد حرَّمه العلماء في مجمع الفقه الإسلامي، وقالوا جريمة كبرى وهو إبطان في النفس عكس ما في العقد أو ما يخالف العقد، فأليس الأولى أن يكون الغش في الرباط المقدس أكبر وذلك بإبطان نية الطلاق الذي لو علمت عنه الزوجة ما أقدمت عليه حتى لو كانت كتابية، وقد أسلمت كثيرات بسبب الزواج وارتددن عن الإسلام بسبب الطلاق وانكشاف نية الزوج غير السوية بعد الطلاق. وللعلم لقد تجيَّرت هذه النية على بنات المسلمين في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وإن برر الشيخ المغامسي أو غيره أنها حصن من الفتنة فإن البعض قد اتخذها متعة حتى في سفره للسياحة، بل البعض يسافر لغرض الزواج بنية الطلاق، ولكن في الحقيقة فقد انقلب السحر على الساحر فبات هناك في بلاد الغرب والشرق من يقدم منحرفات لهؤلاء المتمتعين بنيتهم على أنهن طالبات زواج فباتت علاقاتهم المشبوهة -كما أراها وغيري كثيرون- «مؤسلمة»!!. وحقيقة، قناعتي كما قلت من قبل أن زواج المتعة -مع إيماني بتحريمه- هو أخف وطأة من الزواج بنية الطلاق لأن الزواج بنية الطلاق يجمع بين اثنين: المتعة والغش. وللعلم ليس هناك مانع لا مادي ولا اقتصادي ولا اجتماعي ولا أي مانع في أن يأخذ الدارس أو المسافر أياً كان سبب سفره، زوجته وأبناءه معه، بل الدولة ولله الحمد متكفلة بمصاريفهم، وأتحدى أي أحد مسلماً كان أو كافراً أو ما كان أن يرتضي هذا الزواج لأخته أو بنته أو محارمه أو حتى أقاربه. ومن المآسي أن هذا الزواج بهذه النية غير السوية تفشى داخل الوطن مما أدى إلى زيادة عدد المطلقات وإن كان هناك أبناء فقد يتَّمتهم هذه الزيجات وهم أحياء وتخلى عنهم الآباء، وكم تعاني سفاراتنا في الشرق والغرب من هذه الإشكاليات والمتابع لأخبارها تشمئز نفسه من فعل هؤلاء طلاب المتعة. ولنعد للتقيد بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء «. والزواج حين يتم بدون مقاصده الشرعية التي تضمن سلامة المجتمعات وحقوق الزوجات والأبناء يتسبب في تشريدهم وهذا وبال على المجتمعات والدول بل فيه إساءة للإسلام حيث باتت سمعة المسلمين بسبب هذه الزيجات مشينة بينما الإسلام منها براء. أليست المرأة إنساناً له متطلباته الجسدية ومكلفة كالرجل ولها حقوق وعليها واجبات مثله؟، فهل يمكن أن نبرر لها فعل ما يعفها ولو مؤقتاً وهل نسمح لها بأن تُقدِم على مثل هذا بأي طريقة كانت تمكنها من ذلك سواء باشتراط العصمة بيدها أو الخلع أو المطالبة بالطلاق وافتعال المشاكل؟!، ألسنا نردد حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة»؟!.
مشاركة :