حصل الوزير السابق حسان دياب الذي يحظى بدعم ميليشيا حزب الله، وحلفائها، على ما يكفي من أصوات النواب لتكليفه بتشكيل حكومة لبنانية جديدة وسط رفض شعبي كبير لمحاولة ميليشيا حزب الله وحلفائها الالتفاف على مطالب الشعب اللبناني. وبأصوات أكثريّة نيابيّة، بلغت 69 صوتاً، مقابل 13 صوتاً للسفير السابق نوّاف سلام، و42 «لا تسمية»، وصوت واحد للدكتورة حليمة قعقور، اعتلى الأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت وزير التربية والتعليم العالي السابق حسّان دياب سدّة الرئاسة الثالثة في لبنان تكليفاً، أمس، متحدّراً من خارج الطبقة السياسيّة المعروفة. وإنْ كانت تسميته جاءت في ضوء اتفاق «التيار الوطني الحرّ» وحركة «أمل» و«حزب الله» وحلفائهم. وهو ما استدعى رفضاً فورياً من جانب الحراك الشعبي في ساحات الاحتجاج. وجاء تكليف دياب بعد إعلان سعد الحريري عزوفه عن المهمّة، في ظلّ حصار عليه، ورفض لشرطه الأساس بحكومة تكنوقراط تكون مؤهلة للقيام بعملية إنقاذ، وترضي الشارع المنتفِض. وكانت الاستشارات النيابيّة المُلزمة «تحرّرت»، إذا جاز التعبير، من ترشيح الحريري، بفعل إعلانه عزوفه الثاني عن هذا الترشيح، فيما شهد حال عدم تأجيلها منافسة بين نوّاف سلام من جهة وحسّان دياب من جهة ثانية. أما الحريري، الذي بات رئيساً سابقاً للحكومة، فاكتفى بالقول: «الله يوفّق الجميع». وهكذا، خرج الرئيس سعد الحريري من لعبة التسميات، والتكليف والتأليف، بعدما عاين ولمس تمسّك الثنائي («أمل» و«حزب الله») بحكومة تكنو- سياسيّة، كانت ستضعه في مواجهة قاسية وغير متكافئة مع ناسه والانتفاضة الشعبيّة، عدا عن معرفته الأكيدة أنه لن يتمكّن، داخلياً، من تسويق حكومة هجينة لدى المنتفضين، والأخطر، معرفته المطلقة باستحالة تسويق حكومة بمنسوب «حزب الله» «لدى مجموعة دعم لبنان، بشقّيها العربي والأجنبي. وبالتالي، رمى الكرة بكاملها إلى الطرف الآخر. أما كتلة المستقبل، فشاركت في الاستشارات من دون أن تسمي أحداً، ما انسحب على مواقف نوّاب آخرين، لا سيّما منهم الذين أعلنوا أنهم مع الحريري أو مع من يسمّيه، وعدم التسمية معناه أن أي مرشح آخر ليس حاظياً بالغطاء السنّي. وكانت الاستشارات النيابية المُلزِمة التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، انتهت بإعلان تكليف الوزير السابق حسّان دياب، بأكثريّة مريحة، لتبدأ مرحلة التأليف التي لن تكون غاية في السهولة. ذلك أنه، واعتباراً من مساء أمس، يواجه دياب تحدّي صياغة حكومة إنقاذ وطني تتجاوز، بتركيبتها وبرنامجها، الاصطفافات السابقة أو نسختها المنقّحة حديثاً، لتلامس التحديات المصيريّة التي تواجه اللبنانيّين، في حاضرهم كما في مستقبلهم. الرئيس المكلّف وفي المعلومات المقدّمة عن دياب أنه أستاذ في الجامعة الأمريكية، ورجل حوار، وله تقديره من الإدارة الأمريكية من دون أن يكون مستتبعاً أو ملحقاً بسياسات معيّنة. ولكونه من الشخصيات التي تُصنّف تكنوقراط، يمكن أن يعطي ارتياحاً لدى المجتمع الدولي، واطمئناناً للشارع المطالب بوجوه من خارج الطبقة السياسيّة «المستهلَكة».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :