مصطفى بيومي يكتب: سليمان فياض.. حامد مصطفى البحيري من رواية أصوات

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مواجهة ساخنة صادمة بين الشرق والغرب، مصر وفرنسا، تشهدها قرية «الدراويش» في الدلتا. قد تكون رواية سليمان فياض شبيهة في بعض جوانب المعالجة لتجارب روائية سابقة، تناقش القضية نفسها، كما هو الحال عند توفيق الحكيم في «عصفور من الشرق»، ويحيى حقى في «قنديل أم هاشم»، وفتحى غانم في «الساخن والبارد»، ويوسف إدريس في «البيضاء»، فضلا عن سهيل إدريس في «الحى اللاتيني»، والطيب صالح في «موسم الهجرة إلى الشمال»، وأعمال أخرى غير قليلة؛ لكن «أصوات» تنفرد بأن الصراع لا يخوضه فرد شرقى في أوروبا، ولا يتجسد عبر مثقف يتسلح بالوعى النظري. القرية المصرية التقليدية تنوب في مجموعها عن فرد بعينه، والمباراة «هنا» وليست «هناك»، والنهاية المأسوية الدموية تكشف عن أبعاد جديدة، وتبرهن على الفارق الشاسع بين حضارتين لا تلتقيان، وتؤكد أن التواصل بين العالمين المتناقضين ليس ميسورا، دون نظر إلى النوايا الطيبة والتسامح الشكلى الهش.بعد ثلاثين عاما من الغياب، يعود حامد مصطفى البحيرى إلى قريته التى يفر منها طفلا في العاشرة. يستقر في فرنسا بعد رحلة من المعاناة، ويرتقى إلى طبقة أصحاب الملايين. يمتلك فندقا ومطعما، ويتزوج الفرنسية الخالصة سيمون، وينجب منها ولدا وبنتا. الحنين إلى الأهل ومسقط الرأس دافعه إلى الزيارة، والترحيب الحار به لا يخلو من المبالغة والطمع في ثرائه. عندما يقصد القاهرة في زيارة عمل قصيرة، تنفرد أمه وحفنة من نساء القرية بسيمون، وتموت الزوجة في عملية الختان التى تتسم بالوحشية والعنف، تحت قيادة داية القرية. الهدف من العملية أن تكون واحدة منهن، والمغزى الأعمق هو «تختين» الحضارة الغربية حتى يمكن التعايش معها وفق معطيات الشرق وقوانينه. التساؤل الذى يطرحه الطبيب في السطر الأخير من الرواية هو جوهر الرؤية: «موتنا، أم موتها؟!».

مشاركة :