العلاقات التي ربطت المسلمين والمسيحيين واليهود الذين تعاقبوا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط على مدار قرون، وتعايشهم في أجواء يجهل الكثير عنها رغم أهميتها في الوقت الراهن، هي الصورة التي يريد معرض "الأماكن المقدسة المشتركة" الذي يحتضنه متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية بمدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا الكشف عنها على مدار أربعة أشهر. معرض جديد يحتضنه متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية بمدينة مرسيليا الساحلية المطلة على بحر الأبيض المتوسط، منذ 23 من شهر أبريل/نيسان الماضي ولغاية 31 أغسطس/آب المقبل جاء تحت عنوان الأماكن المقدسة المشتركة، كان ثمرة سنوات من عمل وبحث أساتذة جامعيين وباحثين بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا يسلط الضوء على قضية قديمة تحمل الكثير من الأهمية لارتباطها بقضايا راهنة وخاصة ما يحدث في فرنسا اليوم، وهي تعايش الديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، واليهودية) فيما بينها والعلاقات التي تربط أصحابها وجالياتها في حياتهم اليومية وفي ممارستهم لشعائرهم الدينية. المعرض الذي يلقى إقبالا كبيرا منذ أيامه الأولى بمدينة مرسيليا التي كانت على مدار قرون ملتقى للحضارات وثقافات العالم يقدم نظرة جديدة للسلوكات الدينية لشعوب البحر الأبيض المتوسط كما يسلط الضوء على واحدة من أكثر الظواهر أهمية وربما أكثرها جهلا وهي مسألة التقاسم والتبادل بين الجاليات الدينية كما جاء على صفحة المتحف على الإنترنت. دعوة فريدة لاكتشاف المتوسط ويضيف القائمون على هذا المعرض بأن الهدف الرئيسي منه هو تعريف قسم واسع من زواره بظواهر يجهلها الكثيرون منهم رغم أنها مرتبطة بحياتهم اليومية وتعاملاتهم الاجتماعية من خلال اكتشاف أماكن وشخصيات لها مكانتها في ديانتهم المقدسة وممارسات دينية جمعتهم أكثر مما فرقتهم كما هو الشائع في السنوات الأخيرة وهذا من خلال رحلة مباشرة لاكتشاف البحر الأبيض المتوسط بنظرة جديدة وفريدة من نوعها عبر صور ووثائق ومخطوطات. ويبقى متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية الذي يعد إبداعا فنيا مميزا للمهندس رودي ريسيوتي منذ إنشائه العام 2013 وتدشينه من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جسرا ثقافيا يربط ضفتي البحر الأبيض المتوسط من خلال تنظيمه لمعارض وملتقيات تسلط الضوء على التقارب بين الشعوب وتعايش الديانات السماوية. فرانس24 نشرت في : 21/05/2015
مشاركة :