في مشهد يجسّد التسامح والتقارب الديني وحرية الاعتقاد وفتح قنوات الحوار بين الديانات المختلفة، استضاف معسكر عريفجان الأميركي هذا العام إفطارا رمضانيا «استثنائياً»، الأسبوع الماضي، شاركت فيه «الجريدة»، من ضمن مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الكويتية، للمشاركة بإفطار أقامه الجنود المسلمون في القاعدة، وحضره ممثل عن وزارة الأوقاف، وعدد كبير من الجنود الأميركيين من غير المسلمين الذين شاركوا رفاق السلاح صيامهم وإفطارهم. النقوي: في المعسكر 100 جندي مسلم مع بعض من اهتدوا فعندما أمّ أحد الجنود المصلّين، شوهد عدد كبير من الجنود غير المسلمين، الذين وقفوا بكل احترام خلال الأذان، ومن ثم شوهد بعضهم وهم يخلعون أحذيتهم، عند دخول المصلّين لتأدية الصلاة الجماعية في مصلى أقيم داخل خيمة كبيرة تتسع لعشرات المصلّين، ليجتمعوا بعد ذلك حول مائدة الافطار. خطب ومحاضرات الخطيب باللغة الإنكليزية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، محمد النقوي، الذي يزور معسكر عريفجان بمعدل مرتين كل شهر تقريباً من خلال التنسيق بين وزارتَي الأوقاف والدفاع لإلقاء الخطب والمحاضرات التي تفيد المسلمين وغير المسلمين، للتعريف بالإسلام وبصوم شهر رمضان. وأوضح النقوي، في تصريح للصحافيين على هامش الإفطار، أن «هذه الزيارات دائما تكون فيها استفادة للمسلم، وبشكل عام للجنود الذين يعملون في عريفجان، حيث إن بعض الزيارات تتخللها الأسئلة والإجابات حتى من الكثير من غير المسلمين من الجنود في الجيش الأميركي». وأكد أنه «من الواجب علينا كخطباء ومشايخ ودعاة، أن نوضح أمور الدين الإسلامي على مواقع التواصل، ومن خلال الحوار المباشر، والمحاضرات والمناظرات». وذكر أن «المسلمين الأميركيين يحضرون إلى المسجد في معسكر عريفجان للاستماع إلى خطبة الجمعة باللغة الإنكليزية وأداء الصلاة، كما نلاحظ وجود غير المسلمين خارج المسجد، وهذه خطوة جيدة جداً»، مشيدا بتعاون رجال الدين المسيحيين مع الديانات الأخرى في المعسكر، ولافتاً إلى أنه تم توسعة المسجد، مشيراً إلى وجود «نحو 100 من الجنود المسلمين في المعسكر وبعض ممن اهتدوا ومن يرغب أن يدخل في الاسلام بين حين وآخر». الحوار والتسامح من ناحيته، قال القسيس في معسكر عريفجان، الكولونيل بنيامين هاينز: «لدينا عسكريون من جميع الأديان، لذلك نحرص على تعزيز مبادئ الحوار والتسامح، كما أن القادة يوفّرون مسألة أن يمارس كل جندي شعائره بحريّة مطلقة، لذلك لدينا رجال دين من مختلف الأديان السماوية والطوائف». القسيس هاينز: نحرص على ممارسة كل عسكري شعائره بحريّة مطلقة وعن التعاون مع وزارة الأوقاف الكويتية، أشار هاينز إلى وجود تعاون مع عدد من رجال الدين العاملين في وزارة الأوقاف، التي وصفها بـ «الشريك المهم»، مؤكّداً أنه «يتم استضافة عدد من رجال الدين شهرياً، لإعطاء محاضرات لجنودنا». وتابع: «أننا نحرص دائماً على تنظيم موائد إفطار، وندعو الجميع إليها، وحتى من غير المسلمين، لكي يتم تبادل الثقافة الدينية بين الجنود والأعداد الكبيرة من العاملين المدنيين المسلمين». وأضاف أنها «مناسبة لنشر تعاليم الدين الإسلامي وتعليم الجنود شعائر دينهم والتعرف أكثر على الدين الإسلامي وعلى شهر رمضان وشروط الصيام وأيضا الصلاة»، لافتاً إلى أن «الاحتفال برمضان هذا العام يتزامن مع احتفالات الأعياد الدينية الأخرى كعيدَي القيامة والفصح عن المسيحيين». تزايُد المهتدين من جانبه، قال قائد معسكرَي عريفجان و«بورينغ»، العقيد مارتن وولغموث، إن «هذه المناسبة تعدّ فرصة جيدة لمشاركة إخواننا المسلمين هذا الإفطار بوجود عدد من الجنود غير المسلمين»، لافتاً إلى «أن هناك عددا من الجنود الأميركيين غير المسلمين الذين يدخلون إلى الدين الإسلامي سنوياً». من جهتهم، أشاد عدد من الجنود ورجال الدين المسلمين في المعسكر بالأمن والأمان، وبالتسامح الديني الذي تتّسم به الكويت، مشيرين إلى أن الجنود المسلمين في المعسكر لديهم إيمان كبير. ولفتوا إلى أن عدد الجنود المهتدين للدين الإسلامي بالمعسكر في تزايد.
مشاركة :