بيروت - قنا- وكالات: أعلن حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، أمس، أنه يتّجه نحو تشكيل حكومة اختصاصيين ومُستقلّين. وقال دياب، في تصريح للصحفيين عقب لقائه سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال، إنّ الأخير قد أبدى كل التعاون، وإن «الأجواء إيجابية مع الجميع». وأضاف « دولة الرئيس أكّد حرصه على البلد والاستقرار، وهذا ما يعبّر عن رجل دولة، وسيكون هناك تواصل وتعاون مستمر لما فيه خير هذا البلد». من جهة أخرى، التقى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أمس السفير ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأمريكية، حيث جرى بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء دعوة واشنطن القوى الأمنية اللبنانية إلى مواصلة ضمان سلامة المتظاهرين أثناء مشاركتهم في المظاهرات السلمية، وإلى ضبط النفس من قبل الجميع. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته لبنان «لقد حان الوقت لترك المصالح الحزبية جانبًا، والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء تلك الإصلاحات وتستطيع القيام بها». وتمّ تكليف حسان دياب الخميس بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وذلك بعد أكثر من شهر من استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، على وقع الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ أكثر من شهرَين. وجاءت تسمية رئيس للحكومة اللبنانية بعد تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة مرتَين متتاليتَين لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة، ووسط خلاف حول شكل الحكومة، بين حكومة تكنوقراط (من الاختصاصيين)، أو تكنوسياسية (سياسيين واختصاصيين). إلى ذلك، قالت صحف غربية إنّ تكليف البروفيسور حسان دياب، (60 عامًا)، رئيسًا للحكومة اللبنانية فشل في تهدئة الاحتجاجات بلبنان، وكشف عن انقسامات عميقة في الوسط السياسي وعن شعب لا يَثق بقياداته. وقال تقرير لصحيفة جارديان البريطانية من بيروت إنّ تسمية دياب الأستاذ بالجامعة الأمريكية ببيروت لرئاسة الحكومة جاءت كمحاولة لكسر الجمود السياسي الذي أصاب البلاد بالشلل وجعلها غير قادرة على التعامل مع أزمة مالية خطيرة تهدد بانهيار الاقتصاد اللبناني، لكنها فشلت في تهدئة المُحتجين وكشفت عن انقسامات عميقة بين الأحزاب والشارع الذي لا يثق فيها. وأشار التقرير إلى أنّ دياب يتمتع بدعم حزب الله، قائلًا إن بعض السياسيين يعتقدون أن رئيس الحكومة المكلف مال إلى جانب حزب الله خلال توليه منصب وزير التعليم، وقال إنّ من المحتمل أن يتعرّض دياب لضغوط من داعميه للتخلي عن تشكيل حكومة من تكنوقراط يطالب بها المُحتجّون. وأضاف إنّ ولاء دياب السياسي قد يكون أمرًا حاسمًا بشأن ما إذا كان لبنان سيحصل على المساعدات المالية الدولية، بما في ذلك حزمة مساعدات فرنسية بقيمة 11 مليار دولار كانت مشروطة بإصلاحات لم تنفذ بعدُ. من جهة أخرى، تقول نيويورك تايمز الأمريكية إنّ دياب يواجه تحديات صعبة على جبهات عدة وتتفق مع جارديان في أن هذا التكليف لن يهدئ المحتجين، مضيفة إنه ليس من المؤكّد أن يتخذ خطوات سريعة لإبطاء انهيار البلاد. وأضافت إنّ ميل دياب إلى حزب الله سيحدّ من قدرته على تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة توافق عليها كل القوى السياسيّة، كما أنه لن ينجح في تلبية الشروط الأمريكية والفرنسية حتى توافق على عودة معوناتها المالية للبنان. ونسبت نيويورك تايمز إلى مدير المركز اللبناني لدراسة السياسات سامي عطاء الله قوله إنّ هناك حاجة في لبنان لشخص يتمتع بالاستقامة والنزاهة واتساع الرؤية ويُدرك أنّ البلاد تقف في مفترق طرق سياسي ومالي، وأن يكون قادرًا على التعامل مع هذا الواقع. ونقلت عن أحد المحتجين واسمه إيهاب حسن قوله إن لبنان يمرّ بأزمة اقتصادية صعبة وقاسية، وإنّ دياب ليس لديه عصا سحرية لحلّ هذه الأزمة وسيشكل حكومة تقوم على الأسس القديمة نفسها، ومن ذلك تقاسم السلطة بين الطوائف، «وهذا ما ظللنا نحتجّ ضده خلال الأسابيع الماضية».
مشاركة :