ماذا يعني أن نكون عاصمة رقمية؟

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أيام معدودة تفصلنا عن العام الميلادي الجديد، فيما أجندة المملكة للعام الجديد قد فرضت نفسها بالفعل، وبدأت ملامح يوميات الدبلوماسية والحكومة السعودية بالإضافة إلى المواطن ومناخ المجال العام والكلمة المفتاحية فيه تتضح، بعد إعلان المملكة مقرًا لقمة العشرين، ثم إعلان الرياض أول عاصم رقمية عربية لعام 2020، على التوالي فالمتوقع: جدول أعمال حافل، ولكنه تكليل لتراكم من أيام وشهور، ولا أبالغ إن قلت سنوات، من العمل، مضت، وشهور مضنية أخرى قادمة، هذه المرة بطعم التتويج، الإعلان الأخير عن العاصمة الرقمية، والذي صدّق عليه مجلس وزراء الاتصالات العرب، لم يأتِ من فراغ بالتأكيد، فالحلول أولاً على هذا التقليد والريادة في المضمار الرقمي خلفه جهود جبارة في مجال تيسير رقمنة الخدمات والأعمال، وكذا في مجال الأمن الرقمي، فضلاً عن الإعلان المرتقب لإطلاق خدمة الجيل الخامس. ما أراه في الإعلان، هو قيمة عليا أشبه بحصاد لجهود المملكة على مدار السنوات الماضية في التطوير والتحديث والأهم هو تغيير الصورة النمطية شديدة الرسوخ عن المملكة بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام لدى العالم المتسع، كمنطقة شديدة العزلة بعيدة أشد البعد عن مواكبة مفردات العصر وفهم أدواته، فالمملكة يوم بعد يوم تصير مركزًا حاضناَ  للثقافات والمعرفة والفنون والتكنولوجيا والترفيه، في رسالة واضحة ووفق استراتيجية منهجية متمثلة في رؤية المملكة 2030، فيبدو لي الأمر وكأن الصورة تكتمل وبشكل لا يمكن إغفاله، إلا أن هناك بالطبع ترقب لما يستتبع الإعلان من خطوات تدعيم إضافية للبنية الرقمية بالمملكة، وتعزز من تيسير معاملات المواطنين اليومية ويأتي في المقدمة بالطبع ما يخص الأدوات المعرفية في المحافل العلمية. ما ننتظره في الفترة المقبلة جميعًا، بعيدًا عن كل التكهُنات، خطة حكومية شاملة لترجمة هذا الإعلان لواقع وحقيقة ملموسة، وهو أن تكون الرياض عاصمة رقمية عربية بالفعل، فضلاً عن الاستفادة المثلى منها خارجيًا وعربيًا، ولا يفوتني في هذا السياق الثناء على الحسابات الرسمية لوزارة الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعي والأخوة القائمين عليها، والتي بدأت من اللحظة الأولى الاحتفاء بالأمر، والترويج لمقومات المملكة الرقمية، ولكن، دعنا نتمنى أن يكون الامر أشمل من تحليق منفرد من الخارجية. ماذا يعني أن تكون العاصمة الرقمية؟ من وجهة نظري، وجنبًا إلى جنب مع تبدّى أمارات التحوُل الرقمي في كافة يوميات المواطن السعودي، يعني أن تكون كذلك حاضنة لتظاهرة من الفعاليات التي لا تنقطع، والتي تتواصل فيها المنتديات الحوارية حول آليات الانتقال الرقمي، وارتباطها برؤية المملكة 2030، وما تستطيع أن تنقله لدول المنطقة من خبرة في هذا الانتقال، مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تكون حديث العالم.. هذا ما أتوقعه أنا، لكني متأكد أن في جعبة حكومتنا المزيد لتحويل الرياض لصورة ناطقة عن واقع العواصم الرقمية بالمنطقة.

مشاركة :