حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، من نتائج الاتفاقية التي وقعتها حكومة الوفاق الليبية مع تركيا، منوهة بأن الاتفاقية تمهد الطريق لتدخل عسكري محتمل من أنقرة في ليبيا، ما يهدد بتفاقم الصراع داخل البلاد. ودعت في بيان لها جميع الأطراف الخارجية للتوقف عن تأجيج الصراع الداخلي في ليبيا. وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس على أهمية دعم الجهات الخارجية الفاعلة لعودة العملية السياسية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة. وطالبت الخارجية الأمريكية الأطراف بالدفع نحو إطلاق حوار داخلي في ليبيا، ووقف التصعيد وانسحاب القوات الخارجية. وقال مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية، اليوم السبت، إن واشنطن تدعو جميع الأطراف لعدم التصعيد، مؤكدا أن مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا استفزازية ومثار قلق للولايات المتحدة. وكانت تركيا وقعت مع السراج أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا، كما وقّع الطرفان على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية. وندد نواب أوروبيون بتلك الاتفاقية، مؤكدين رفضهم هذه الاتفاقية التي تخالف القرارات والمواثيق الدولية. وأعلنوا رفضهم قيام تركيا بالتنقيب عن النفط والغاز في المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص، ورفضهم الاتفاق الأمني، خاصة أن حكومة السراج لم تنل ثقة البرلمان الليبي. وأثارت مذكرتا التفاهم حول التعاون العسكري وتعيين الحدود البحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق جدلا وسخطا محليا وإقليما ودوليا، بسبب محاولات أردوغان للاستحواذ على مقدرات ليبيا وقرارها السيادي في الحدود البحرية. ويخوض الجيش الوطني الليبي حربا منذ أبريل الماضي ضد المليشيات الإرهابية في طرابلس وغربي البلاد، وحقق تقدما في مناطق متفرقة بالعاصمة الليبية.
مشاركة :