رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتحدث لـ«البوابة نيوز»: منتقدو مناهجنا لا يحسنون قراءتها أو فهمها

  • 12/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تجديد الخطاب الدينى يشمل تطوير المناهج وتأهيل الشيوخ والطلاب والمبادرات المجتمعيةأكد على خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، على بدء تطبيق مناهج المكفوفين بمنطقة القليوبية الأزهرية، موضحًا أنها خطوة مبدئية قبل التعميم لقياس مدى نجاحها، وأضاف في حواره لـ «البوابة نيوز» أن المعاهد الأزهرية تتبنى قضية تجديد الخطاب الدينى من خلال مسارات متعددة من بينها تأهيل وتدريب شيوخ وموجهى ومعلمى وطلاب المعاهد بخطوط متوازية.. وعن امتحانات النصف الأول من العام الدراسي 2019/2020، بمراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية، قال إن الإمتحانات تنطلق على مدى شهرى ديسمبر ويناير، مشيرا إلى تأدية نحو 2 مليون طالب لتلك الامتحانات، وسط تعليمات مشددة بمحاربة ظاهرة الغش والتسريبات.. وإلى نص الحوار.■ في البداية ما ردك على ما يقوله البعض أن الأزهر ومعاهده مصدر لتعطيل فكرة تجديد الخطاب الديني؟ - هذا الكلام غير صحيح، ولا يمكن لعاقل أن يردده فضلًا عن مطلع بما يقدمه الأزهر الشريف وشيخه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب من جهد في سبيل مواجهة أفكار التطرف والغلو، ونشر الوسطية والسماحة والتعاون فضلًا عن قيم التعايش وثقافة الاختلاف تجلت في وثيقة الإخوة الإنسانية على سبيل المثال لا الحصر، فضلًا عن المبادرات المجتمعية التى يقودها الأزهر للتوعية وتحصين الشباب. وفيما يتعلق بالمعاهد فالقطاع يقوم بعملية تدريب مستمرة لكافة عناصر المنظومة حيث تم تدريب كافة شيوخها على الإدارة الحاكمة والموفقة والحازمة، لإيماننا بأن الحنكة مطلوبة، ومن شأن أن يكون مردود هذا التدريب جيدا على صعيد أداء متميز، مُعلم متميز، وطالب متميز، فما يهمنا على جانب الإدارة أن يتم تأهيل شيوخ المعاهد والموجهين والرفع من أدائهم، وفيما يتعلق بالمُعلمين والطلاب فلا يمكن إغفال ما يقوم به الأزهر سواء على تدريب المُعلمين أو تطوير وتنقيح المناهج كى تتوافق وتتواكب مع الوسطية واحتياجات ومتطلبات العصر في إطار المنهجية التى يشهد الجميع فيها للأزهر بأنه ونحن اليوم قادرون على أن نجزم بأن طالب الأزهر حاليًا مؤهل لتحمل مسئولية التجديد، فما يحتاج إليه فقط تنمية ملكات الحديث، بعد أن أصبحت لديه مناهج جديدة تتماشى مع العصر وتجمع بين الأصالة والمعاصرة وهو ما نقوم عليه منذ الانتهاء من عملية تطوير وتنقيح المناهج، فطالب اليوم يمتلك ملكات مختلفة، ونحن بدورنا نكثف التركيز على المُعلم والطالب لتحقيق مردود إيجابي نأمله جميعًا.■ ماذا عن استعداد قطاع المعاهد لامتحانات النصف الدراسي الأول؟- يؤدى الامتحانات المقررة هذا العام نحو ٢ مليون طالب أزهري، من بينهم ١٥٠ ألفًا في المرحلة الثانوية، وقد بدأت المعاهد استعداداتها للامتحانات منذ وقت مبكر، حيث أرسلت تعليمات خاصة بالامتحانات سواء النقل والشهادات، ونماذج أسلئة استرشادية لأغلب المواد، وفيما يتعلق ببعض المواد الأخرى كقصة «طاقة نور» و«أسود وطن» فقد تم وضع نماذج أسئلة تشمل كافة محتويات الكتاب على أن تقوم كل منطقة بوضع الأسئلة في حدودها كى يسهل عليها وضع السؤال، وذلك ضمن خطتنا لتطبيق ما هو جديد في التدريس. ■ وكيف تواجهون ظاهرة الغش؟- ثقافة الغش بدأت تضمحل بشكل كبير، بل تكاد تكون انتهت حتى في المرحلة الابتدائية، لكننا ما زلنا على نفس النمط المتبع منذ ما يقارب الخمس سنوات بكل قوة وقطاعاتنا للدفاع عن قضيتنا التى بدأناها، لننمى لدى الطالب ثقافة الاعتماد على النفس والتى تنمى لديه ملكات عديدة تجعله ينفر من سرقة مجهود الغير أو الوصول إلى مراتب لا يستحقها بالخداع.- أثار قرار الأزهر ٨٤ لسنة ٢٠١٨ الخاص بالرسوب في الثانوية الأزهرية حالة من الغضب.. فهل هناك نية للتراجع؟القرار هو جزء من نظام يخضع للدولة وليس نظام الفرد، فوزارة التربية والتعليم والأزهر صنوان متكاملان، وفى بداية تطبيق القرار البعض طالب بالإعادة في مواد الرسوب، ومن يريد الإعادة في كامل المواد هو الطموح لأقصى درجة، لذا فعلى الطالب أن يقيس قدراته أولًا وأن يوزان بين الرغبة في الإعادة وبين الحصول على المجموع الذى يطمح له، وعلى كلٍ اليوم نحن أمام طلاب مدركين للمستقبل خاصة وأن أعمارهم ١٨ عامًا ويجب أن يكونوا على قدر المسئولية وتحمل عواقب اختياراتهم، ومنذ تطبيق القرار لم نسمع معارضين له إلا هذه السنة، وفيما يخص الحالات التى تحتاج النظر إليها بما تقتضيه الظروف فإن الباب مفتوح لهم بتقديم ما يفيد وجود أعذار قهرية تستدعى السماح لهم بإعادة السنة كاملة إذا ما استدعى ذلك، فالغرض هو مصلحة الطالب أولًا وأخيرًا. ■ كيف تجد مردود تطوير المناهج على مستويات الطلاب؟- مردود التطوير واضح جدًا، فمنذ نتيجة الثانوية الأزهرية التى لم تتجاوز ٢٨٪، ونحن نعمل على تطوير المناهج وظهر هذا المردود من خلال وصول النسبة إلى ٤٠٪ العام الماضي، وهذا يؤكد على أن المناهج وما حدث لها من تغيير وتطوير ساعد في الارتفاع بمستوى الطلاب، حتى إننا وجدنا إشادة من القائمين على العملية التعليمية بالجامعة، فيما يخص باختلاف الطالب اليوم عن نظيره في ٥ سنوات مضت. ■ ينتقد البعض التوسع في إنشاء المعاهد ويصف كثرتها بالخطر.. فما رد؟- منذ متى وإنشاء المعاهد أصبحت خطرًا؟!، فالمنهج هو المنهج، وما يدرس في هذا المعهد كما هو، وثقافة ومنهجية الأزهر هى الحاكمة والضابطة في مواد الأزهر منذ عهود، وما يتعلق بقضية تجديد الخطاب الدينى فقد بدأناه بالفعل وانعكس ذلك في أداء المدرسين واستقبال الطلاب، ولعل من يتحدث عن كثرة المعاهد قد غفل الجانب الإيجابى في ذلك فقد تنتج نوعيات طلبة بأداء أعلى وبفكر أرقى. ■ كيف تنظر إلى منتقدى الكتب والمنهج الأزهري؟- من ينتقد الكتب الأزهرية فإنه لا يقرأها ولا يعرفها وعليه أن يدرك بأن لتلك الكتب منهجية خاصة ففيها مهارات قراءة، إدراك، وفهم لا تحسنه، لذا ينبغى أن تتوقف عن الهجوم، واذهب لمن يبين لك حتى تعى وتفهم ما تقوله ومن ثم انتقد. ■ ماذا عن تجربة رياض الأطفال؟- رياض الأطفال تجربة متميزة في الأزهر، بل إنها ناجحه بكل المقاييس، وهى كنظيرتها في التربية والتعليم، تعد نواة لإخراج جيل متميز وصاعد في المستقبل، قادر على أن يبنى وطنه ويواجه قوى الشر والتطرف والإرهاب، وفى الوقت نفسه قادر على حمل لواء الوسطية بما يتلقاه في الأزهر من قيم ومبادئ هى من صميم هذا الدين الذى يواجه التشوية على يد البعض ممن يحاولون الانتساب إليه بغرض الهدم والإساءة وهو منهم ومن أفعالهم براء. ■ ماذا عن تجربة الأزهر في التعامل مع الطلاب ذوى الإعاقات البصرية؟- مؤسسة تعى دورها جيدًا في مراعاة البعد الاجتماعي والإنسانى وتسعى لأن تكون هناك إتاحة لمبدأ تكافؤ الفرص ومساعدة ودعم الأشخاص ذوى الإعاقة، ضمن قانون الدمج رقم ١٠ وذلك وفق الخطة التى يتبناها الأزهر وفق توجيهات ورؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف وكيل المشيخة الشيخ صالح عباس، حيث يعتبر الأزهر أول مؤسسة طبقت الدمج على ذوى الإعاقات البصرية والحركية، وعند تطبيقه وجدنا محدودية المجالات التى سيتم توظيفه بها ما بين مدرس أو إمام، فاتجهنا إلى أن نفعل أى إعاقات بجانب البصرية والحركية شرط أن تكون نسب الذكاء عنده عالية إلى حد وصول هذه الإعاقة العقلية إلى نسبة ٧٥ أو ٨٠٪ على مقاييس علم النفس الخاص بالذكاء.وقد تم تسليم جهاز إلكترونى للطلاب المكفوفين يساعدهم في العملية التعليمية، من حيث نطق الكلمة التى يكتبها الطالب أو يحددها له، إلى جانب تحويل الكتب الدراسية كلها إلى طريقة برايل وسيتم تفعيلها من العام المقبل.كما أننا قمنا بتفعيل هذا الأمر بمنطقة القليوبية بشكل تجريبى للوقوف على عوامل ونقاط الضعف إن وجدت كى يتم تجنبها عند التعميم، كما أن هناك عملا يتم على التوازى مع المناهج من خلال تدريب وتأهيل المعلمين للتعامل معهم، وقد نفذنا برنامجًا بعنوان «الصمود والتحدي» للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة (المكفوفين) بمشاركة منطقتى البحيرة والدقهلية، والذى تضمن زيارات خارجية وممارسة للأنشطة التعليمية والترفيهية وشرح مبادئ طريقة برايل، إلى جانب زيارة قاعة الأعمال الفنية المجسمة والتدريب على استخدام العصا البيضاء، كما تضمن أيضًا ورش عمل للمشرفين على كيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلاب. ■ ماذا عن جهودكم في مواجهة مخاطر العوامل الجوية خلال فترة الامتحانات؟- وجهنا مجموعة من التعليمات والتدابير العاجلة لشيوخ المعاهد، منها فصل التيار الكهربائى عن جميع الفصول، وعدم إعادته إلا بعد جفاف الجدران والأرضيات، والتأكد من صيانة مفاتيح الكهرباء، وتغيير الفيش التالفة وزجاج الشبابيك والأبواب والأسوار والسلالم، ومراجعة جميع وصلات الكهرباء، وتغطية الأسلاك والبواطات المكشوفة من خلال مسئول الصيانة بالمعهد.

مشاركة :