خالد الحريمل * نتيجة للوتيرة المتسارعة للنمو في المجتمع، ينتج الفرد العادي في دولة الإمارات نحو 2.7 كجم من النفايات يومياً.ينتج العالم نحو 2.01 مليار طن من النفايات الصلبة سنوياً، وفقاً لتقديرات البنك الدولي، وعلى أقل تقدير، لا تجرى عملية إدارة آمنة لنحو ثلث هذه النفايات. وفيما تثير هذه الإحصاءات القلق، فإن توقعات البنك الدولي تشير إلى ارتفاع هذا الرقم بنسبة 70% بحلول عام 2050، إن لم تشهد عادات إنتاج النفايات وطرق التخلص منها تغييرات شاملة.في الواقع، لا تقف دولة الإمارات بمنأى عن هذا التحدي، فنتيجة للوتيرة المتسارعة للنمو في المجتمع، ينتج الفرد العادي في الدولة نحو 2.7 كجم من النفايات يومياً، مسجلةً واحدةً من أعلى معدلات إنتاج النفايات للفرد في العالم.ومن هذا المنطلق، سعدنا باعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، خطة الإمارة لتقليل إنتاج النفايات، وبما يتماشى مع أهداف الأجندة الوطنية 2021 بمعالجة 75% من النفايات الصلبة البلدية وتحويلها بعيداً عن النفايات. منذ أن بدأت «بيئة» في مهمتها عام 2007، شكل التخلص من النفايات في دولة الإمارات هدفاً طالما سعينا لأجل تحقيقه، وبما يسهم في خلق مستقبل مستدام للدولة وفي المنطقة بشكل عام. وفي هذا الوقت، كان معدل تحويل النفايات في إمارة الشارقة 20% واليوم وصلت الإمارة لمعدل 76% مسجلة أعلى نسبة في منطقة الشرق الأوسط؛ وذلك كثمرة لنظامنا المتكامل.ومع ذلك، استمرت عملية تحويل النفايات غير القابلة لإعادة التدوير إلى المكبات حتى الآن، ما يعني بأن مهمتنا لم تكتمل بعد. وفيما تهدف إمارة الشارقة إلى أن تكون أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط خالية تماماً من النفايات بحلول عام 2021، فإننا نضع الاستراتيجية التي تدفعنا نحو تحقيق هذا الهدف.ولعل أبرز ملامح هذه الاستراتيجية هو شراكتنا مع مصدر؛ لتأسيس شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، وفي عام 2021، وهنا، يسعدني أن أضيف أن الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة تبحث عن فرص مستقبلية في هذا المجال؛ حيث نأمل أن نتمكن من إنشاء محطات أخرى مماثلة في جميع أنحاء دولة الإمارات. وفي هذا الصدد، لا يسعنا إلا أن نثمن جهود وزارة التغير المناخي والبيئة؛ الرامية إلى استكشاف إمكانية إنشاء مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة في الإمارات الشمالية.ومع سعي الإمارات المتواصل لمواصلة رحلتها نحو خلق مستقبلٍ خالٍ من النفايات، تبرز أهمية نشر الوعي المجتمعي تجاه الحاجة لاتخاذ خيارات أكثر استدامة.ولهذا السبب، أسسنا مدرسة بيئة للتثقيف البيئي، والتي تمكنت حتى الآن من الوصول إلى أكثر من 200000 طفل في دولة الإمارات؛ لإعداد جيل مثقف بيئياً يمكنه مساعدتنا على العمل من أجل خلق اقتصاد مستدام، ومعرفة وفهم ما قد يعنيه هذا لهم ولمستقبل دولتنا.انطلاقاً من مكانتها كأول شركة متكاملة لإدارة النفايات في دولة الإمارات، تعمل «بيئة» أيضاً مع مؤسسات أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتمكينهم من الاقتداء بنموذجنا الناجح؛ من خلال الاستشارات البيئية. كما نبذل أيضاً جهوداً حثيثة؛ لتحسين جودة الهواء والماء والموارد الأخرى هنا في دولة الإمارات ومناطق أخرى.وفي إطار جهود تحسين جودة الهواء، أطلقت «بيئة» أول شركة نقل مستدامة في المنطقة، «أيون»، بالشراكة مع الهلال للمشاريع؛ وذلك للمساعدة في تبني حلول جذرية للنقل في المستقبل.ومن خلال ذراعها التكنولوجية، «إيفوتك»، تعمل «بيئة» أيضاً على تحفيز التحول الرقمي؛ من خلال المنصات المتقدمة. يتضمن ذلك أول منصة لمكاتب المستقبل تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة، وسيتم نشر التقنية أولاً في المقر الرئيسي الجديد لشركة «بيئة».من خلال هذا النهج المتعدد المسارات، نفخر بدعم تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021، بشأن خلق مستقبل أكثر استدامة لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات بشكل عام، جنباً إلى جنب مع أجندة الإمارات الخضراء 2015-2030 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050. لدينا إيمان راسخ أنه من خلال تعزيز التعاون المبتكر في مختلف أنحاء دولة الإمارات، وبالرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة، يمكننا تخطي كافة التحديات التي تواجهنا في رحلتنا نحو المستقبل.* الرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة «بيئة»
مشاركة :