لكل دولة حضارتها التي تعتز بها وتميزها عن غيرها، والحضارة لا تقتصر على الموروث المادي فقط، وإنما الوجه الآخر للعملة الموروث المعنوي المتمثل في القيم وفنون التعامل وأخلاقيات وسلوكيات تكاد تندثر في ظل الجديد والدخيل والتطورات العصرية، فحرصاً من القيادة الرشيدة على التمسك بتلك العادات وأخلاقيات تكاد تكون الركيزة والبنية الأساسية ارتكزت عليها الدولة للانطلاق للتحضر والتطورات السريعة في ظل العصر الرقمي، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة الحكيمة التي تهتم بالتراث بتفاصيله كبصمة وهوية متفردة، أطلقت وزارة التربية والتعليم برنامج السنع كأنشطة تغرس في الطلبة القيم والأخلاق والسلوكيات المتوارثة عن الآباء والأجداد والمؤسسين الآباء في إطار علمي، للتمسك بها في ظل العولمة، لقول الشاعر: إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا لهذا لا بد من تحقيق التنمية المستدامة للسنع والقيم التي تعتبر جزءاً من الموروث الثقافي للدولة، للمحافظة عليها لتتوارثها الأجيال، لذلك وجهت الوزارة إلى تفعيل هذا البرنامج وفق خطط مدروسة وباتباع محاور رئيسية، وبتنسيق مع كل المدارس بالدولة، وبالتواصل مع المؤسسات المجتمعية وكبار المواطنين الذين لهم دور كبير في السرد الشفهي لبعض السلوكيات المتوارثة الهادفة إلى خلق جيل متميز أخلاقياً وقيمياً بطابع إماراتي بالتعاون مع أولياء الأمور، وبدءاً بالأسرة البنية الأساسية للمجتمع وتعاونها مع المدارس ليصل أثر ذلك على المستوى المجتمعي والعربي وصولاً للعالمية، لإبراز هوية إماراتية متفردة بقيمها النابعة من دينها ومن قيم مؤسسيها الذين سارت على نهجهم القيادة الرشيدة في خلق جيل واعٍ متزن أخلاقياً محافظ على تراثه القيمي، فكما نتميز بلبس تراثي وأكلات شعبية وآثار ومبانٍ صامدة، لا بد من المحافظة على القيم وأخلاقيات التعامل، والثبات عليها لتعزيز هويتنا في زمن الدخيل والجديد وتطورات سريعة، لا ننسى فضل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي ترك إرثاً قيمياً نلتمسه من مجالسه التي تعتبر مدرسة أخلاقية، لذلك لا بد من ترسيخ تلك السلوكيات وفنون التعامل مع الآخرين، لأننا دولة التسامح والتعايش السلمي مع أكثر من 200 جنسية على أرضها، وكون العصر الرقمي الذي سهل حياة البشرية لا بد من تغليفه بغلاف تلك القيم التي تحمي جيلنا من تخطي الحدود.. دولتنا تسعى إلى الاستثمار في المورد البشري علمياً بهالة من القيم والأخلاق وفنون التعامل الأصيلة، فلا بد من الالتفات إلى تلك العبارات والمصطلحات والمفاهيم التي تمثل طابع المواطنة في جميع المناسبات والمواقف الحياتية، وجهود الوزارة جلية في هذا من خلال عقد اللقاءات والورش التعريفية بالبرنامج، وتشكيل نواة تدريبية، وآليات التطبيق، وتشكيل مجالس للسنع من خلال تعاون المنظومة التعليمية من الإداريين والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب، لنصل إلى مخرجات إيجابية متميزة من هذا البرنامج، وأثر نلتمسه في المجتمع المدرسي المكلل بالأنشطة الهادفة لتعزيز السنع، ثم إلى المجتمع الخارجي، وصولاً إلى الرسالة العالمية، فالرسالة ليست موجهة فقط للتربويين في وزارة التربية والتعليم، وإنما لكل أفراد المجتمع.. نتكاتف ونشكل سداً منيعاً لنحمي هويتنا الوطنية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :