عرفناك قائدًا تربويًّا فذًّا، ذا همَّة عالية مثابرة، وشهمًا كريمًا ودودًا؛ ستذكرك الباحة دائمًا بأخلاقك العالية الرفيعة، وإنجازاتك في الحقل التربوي والثقافي؛ فقد حظيت بك -يرحمك الله- مديرًا لإدارة تعليمها، فرسّخت محبتَك في قلوب الجميع، وأرسيت قواعد الإشراف التربوي في المنطقة، ودعَّمت عمل مراكز الإشراف فيها، وأقمت مهرجاناتك المتعددة الكبيرة، وحرصت على التطوير المنشود، وسعيت نحو تحقيق المشاركة المجتمعية فيه. ستذكر لك الباحة تواضعك الجم، واحترامك غير المحدود لكبيرهم، وحبك وتقديرك لصغيرهم، فاستمرت علاقتهم الوطيدة معك، وتواصلت صلتهم بك حبًّا وودًا حتى يوم وفاتك، وها هم يعزي بعضهم بعضًا في الدكتور فهد الحارثي، في أبي أحمد، هذه الكُنية التي غالبًا ما كانت تتردد في جنبات مدارس ومراكز المعرفة في المنطقة، وبين أساتذة وطلبة كلية المعلمين بجدة الذين يشهدون لكم بالأخلاق العالية والأستاذية المتميزة. رحمك الله، وغفر لك، وعفَا عنك، وجعل حبَّ الناس ودعواتهم لك في موازين حسناتك، وجعل ما خلَّفت وراءك ما يُعلي من درجاتك، فها قد خلفت تركة رائعة في المنطقة، أنت وابن أختك المكلوم فيك الأستاذ سعد الحارثي، وها أنت قد ربَّيت دارًا تحفَل بالكفايات والقدرات من أبنائك وبناتك، الذين حملوا المشعل في ميادين عدة؛ ليكملوا -كما أعددتهم- مسيرة الوفاء التي بدأتها، وهذا عزاؤنا فيك وعزاء محبيك يا أبا أحمد. رحمك الله، وغفر لك. وعزائي لكل أحبتك في الباحة، وفي كل أنحاء المملكة. والعزاء موصول لأفراد عائلتك الصغيرة والكبيرة في بلحارث. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مشاركة :