مثقفون ينتفضون لصاحب «حجر يطفو على الماء»: مثقف موسوعي متعدد المواهب

  • 12/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتفض عدد كبير من المثقفين والأدباء وقوفًا بجانب الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام الذى يواجه شبح مرض سرطان الرئة، والذى يحتاج لمزيد من الدعم المعنوى والذى تمثل فى مناشدات المثقفين والشعراء للجهات لتحمل نفقات علاجه والتى تصل إلى ٣٠٠ ألف جنيه لتأكيد دعمه ماديًا أيضا فى مواجهة المرض.من جهته قال الناقد الأدبى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن الشاعر الكبير رفعت سلام واحد من أهم المثقفين البارزين فى جيل السبعينيات، فهو مثقف موسوعى متعدد المواهب وإنجازاته تشهد له، بقدرة عالية، واستثنائية من الإبداع، فهو شاعر كبير ومترجم ومفكر متميز، وهذه كلها صفات يندر أن تتواجد بنفس الدرجة من الكفاءة والمساواة لدى شخص واحد، لاسيما فى أدباء السبعينيات البارزين. وأكد عصفور على ريادة الشاعر الكبير رفعت سلام، وقال فى تصريحات خاصة لـ «البوابة»: «أنا شخصيًّا أراه واحدًا من رواد الشعر، الذين يُعَدون على أصابع اليد الواحدة، فعندما نتحدث عن شعراء السبعينيات، فنجد «سلام» من أهمهم وأبرزهم، كما أنه واحد من المترجمين المتميزين جدًا، كما قام بترجمة أهم كتاب فى قصيدة النثر على الإطلاق، فهو كاتب له كل الاحترام.وأكد عصفور على أن ترجماته لكبار الشعراء الأوروبيين لاسيما الفرنسيين من الأعمال الاستثنائية، فهى الأساس لجميع الشعراء الذين كتبوا قصيدة النثر فى موجاتها الأولى، فهو إلى جانب ذلك كله، مفكر له إسهاماته المتميزة فى المجالات الفكرية المتعددة، من الناحية السياسية والاجتماعية والفكرية. وأشار عصفور إلى أن معظم شعراء جيل السبعينيات لم يأخذوا حقهم من الدراسات البحثية الأكاديمية، فى البحث والدراسة والتركيز على تجربتهم الإبداعية، واقتصر الأمر على كاتب أو اثنين فقط، وأعتقد أن رفعت سلام مظلوم ولم يأخذ حقه من الدراسات النقدية. ومن جانبه، قال الناقد الدكتور مدحت الجيار، إن الشاعر الكبير رفعت سلام أحد شعراء جيل السبعينيات، والذى خرج فى العقد السابع من القرن الماضى مع زملائه، من أجل تغيير روح القصيدة العربية فى مصر، بعد أن شكلت فترة الستينيات ملامح مغلقة للقصيدة العربية. وأكد الجيار فى تصريحات خاصة لـ «البوابة» أن سلام كان واحدًا من جماعة مهمة فى تاريخ السبعينيات، وهى جماعة «إضاءة» والتى اشتملت على شعراء من الفصحى والعامية، وخرج رفعت سلام من كل هذا بتجربة جديدة وهى أن كست الشعر بروح النثر، أو كما أسميت بـ «قصيدة النثر». مشيرًا إلى أن رفعت سلام لم يتوقف عند النماذج العربية فقط، وإنما ساعدته قدرته على الكتابة والقراءة بلغة أجنبية فى البدء بترجمة مجموعة كبيرة جدًا من أعمال الشعراء الأوروبيين لاسيما الفرنسيين منهم، وهذه الترجمات أضاءت لهذا الجيل والجيل الذى تلاه فكرة تجديد ملامح القصيدة العربية. وهو بالقطع صحفي مرموق يبذل مجهودًا كبيرًا فى مهنته، وأضيف إلى هذا المجهود مجهودات فى كتاب الشعر وفى إجادة الترجمة وفى النشاط الاجتماعي؛ والفنى فى المحافل الدولية، واستمر هذا الإبداع لأكثر من ٤٠ عامًا، تستحق أن ينال فيها جائزة من جوائز الدولة.وبدوره قال الكاتب والشاعر أحمد سراج إن تجربة الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام هى واعية، ووفية، وصبور، ومثابرة، وصامدة، وثرية، ومؤثرة، ومتطورة. وأشار سراج إلى أنه حين تطالع قوائم الجوائز المصرية والعربية فلا تجد شاعرًا مجددًا بحجم رفعت سلام، ولا مترجمًا بهذا القدر؛ لكنك حين تجده لا يذكر الأمر، ولا يشترك فى نقد هذه الجائزة أو تلك، لكنه ينتفض للدفاع عن قصيدة لشاعر لا يعرفه، ويثور للدفاع عن القيم الإنسانية، ويظل يبدع؛ شعرًا، وترجمة، ونقدًا معلنًا موقعه.وأكد سراج أننا أمام ناقدٍ يبحث عن الدهشة لا ليقبض عليها، بل ليطلقها من أجل الجمال، كما أننا أمام مترجم لا يتوقف عن البحث عن القيمة لينقلها بتوازن القابض على جمرةٍ، فلا يفلتها لتحرق، ولا يشدد عليها فتؤلمه؛ إنه حامل النار المقدسة، كما أننا أمام مؤسس من طراز رفيع؛ فهو أسس «إضاءات» لتُعيد للمشهد حيويته، ثم يعود بـ «كتابات»، ثم ترجمة «المائة كتاب» فكلها تصب فى الاتجاه ذاته وهى فتح الأفق للفارس القادم.

مشاركة :