نظمت مؤسسة الشارقة للفنون أخيراً ورشتي عمل، في إطار البرنامج التعليمي لبينالي الشارقة 12 الذي يستمر إلى الخامس من يونيو، حيث قدم الفنان أوريل بارتيليمي في معهد الشارقة للفنون المسرحية ورشة تحت عنوان الحركة الإبداعية، أما ورشة من الخط إلى الهندسة، فقدمها الفنان ريّان تابت، وذلك في مبنى المقتنيات بمنطقة المريجة، إذ يوفر البرنامج التعليمي ورش عمل تتيح للمشاركين فرصة التعرف إلى مختلف أنواع الفنون التي من شأنها بناء إدراك ووعي يغير الصورة النمطية لديهم. وقدم الفنان أوريل بارتيليمي الورشة الأولى بعنوان الحركة الإبداعية، بالتعاون مع انتصار الحمداني وفابريس تارو، وتضمنت الورشة نقاشاً حول التفسيرات المحتملة للأصوات والأجسام في الأداء، كما تناولت العلاقة بين الحركة والصوت من خلال تعليم المشاركين بعض الخطوات، وكيفية إضافة الموسيقى لعرض الأداء، وترجمة المحتوى باستخدام الحركات والإيماءات. فكرة الورشة مستوحاة من معالم الروح، وهو عرض الأداء الذي شارك به الفنان في بينالي الشارقة 12، الذي يقوم على توليف صوتي مبني على كتاب فرانز فانون معذبو الأرض 1961، ويشتمل العرض على الموسيقى والحركة والظلال والنص المكتوب، يقدم في ثلاثة أماكن عامة، يعبر كل واحد منها عن واحد من فصوله. أما الورشة الثانية التي اهتمت بالرسم وفن النحت، فقدمها الفنان ريّان تابت، بعنوان من الخط إلى الهندسة، قام خلالها المشاركون بعمل جولة حول حي مؤسسة الشارقة للفنون لاختيار العنصر الذي سيبنون عليه مشاركتهم في الورشة من خلال تحويل المنظر الثلاثي الأبعاد إلى مسودة ثنائية الأبعاد، وتجريده من كل عناصره، والاكتفاء بإبقاء الخطوط البسيطة والأساسية، حيث تعمل المسودة كتخطيط لإعادة بناء هيكل ثلاثي الأبعاد. وعن نتاج الورشة، علّق تابت بالنسبة لي دائماً أكون مهتماً بأن يتصل العمل التجريدي بجذور أو أن يكون مستوحى من موقف محدد، ليستطيع المشارك الخروج بقراءة محددة لهذا العنصر أو الموقف، وفي ما يخص نتاج الورشة فأنا لا أتوقع شيئاً محدداً من المشاركين، بالنسبة لي الأمر كالشعر، لدى كل مشارك 28 حرفاً، وله كامل الحرية في تكوين الناتج الذي يريده في النهاية، إن الأمر لا يتعلق بالناتج بقدر ما يتعلق باللغة المشتركة، فالورشة هنا تعلمهم الحروف، وتترك لهم حرية اختيار الكلمات. تستكشف أعمال الفنان ريان تابت العلاقة بين التاريخ والبيئة التي تم بناؤها، كما تهتم بإعادة التشكيل لتصور المدة المادية والزمنية. يشارك تابت في بينالي الشارقة 12 بعملين، أحدهما يحمل عنوان قبرص، وهو قارب خشبي استأجره والده في محاولة سرية للفرار من لبنان مع عائلته قبل 29 عاماً، حيث استمرت الرحلة نصف ساعة فقط، قبل أن يدرك الأب أنه لن يستطيع الوصول بالقارب إلى قبرص. يذكر أن هذا البرنامج التعليمي موجه للكبار الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً، وتتضمن فعالياته ورش عمل وحوارات وجلسات مع الفنانين، مبنية بما يتوافق مع بينالي الشارقة 12. ويوفر البرنامج ورش عمل تتيح لهم التفاعل مع المجتمع المحلي، فيما تتطرق ورش أخرى لقضايا، مثل تسامي لغة الجسد، وسرد القصص، ووسائل إيصال الأفكار.
مشاركة :