حوار: محمد حمدي شاكر تُعدّ حصة خالد المهيري أول إماراتية تعمل في قسم تحليل المعلومات بإدارة الاستخبارات الجمركية بجمارك دبي، والفتاة الأولى التي اقتحمت هذا المجال على مستوى الدولة، ضبطت رؤيتها المستقبلية لتتناسب مع طبيعة تخصصها في مجال أمن المعلومات وتكنولوجيا الشبكات، وتحقق كل ما هو مميّز في الأمن والاستخبارات والتكنولوجيا، بهدف حماية الدولة من الجانب الجمركي. طموحها أوصلها إلى تلك المرحلة، بل وحققت الكثير من النجاحات فيه، وتميّزت على كثير من بنات جيلها من المواطنات، وتوّجت بالفوز في فئة المشروع التقني الفني المتميز في الدورة السابعة عشرة لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميّز، وحصلت على شكر من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط ريل عن إصدارها لأول نشرة تحذيرية خارجية عن قدرات الطابعات الثلاثية الأبعاد، وحصلت على الموظف المثالي بالهيئة أيضاً . المهيري خريجة جامعة زايد بدبي، بكالوريوس أمن المعلومات وتكنولوجيا الشبكات، انضمّت بعد تخرجها منذ أكثر من عامين إلى جمارك دبي، وفيها حققت طموحها في العمل، فمنذ التحاقها، تركّز كل تفكيرها لدمج الدراسة العلمية لتطبيقها عملياً، وتصدّت لكثير من محاولات التهريب الجمركي، وكان لها الفضل في الحدّ من المخاطر الناجمة عن التهريب الجمركي. عن حياتها الشخصية والعملية وسرّ تفوقها وأشياء أخرى، كان لنا معها هذا الحوار.. * ما هو قسم تحليل المعلومات؟ وما الهدف منه؟ - الركيزة الأساسية في إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي، والجزء المكمّل للدورة الاستخباراتية، والهدف منه تحليل المشاريع الاستخبارية، والقيام بدراسات، والعمل على تحديد مؤشرات الخطر وخطة العلاج لعمليات الاستهداف. * إلى أي مدى استفدتِ من الدراسة النظرية في الجامعة؟ - استفادة قصوى، فجزء من مجال الدراسة والتخصص يُعدّ أساساً في العمل الجمركي، وبالتالي مع بداية العمل تنعكس عناصر الدراسة على المجال العملي مع التطوير. * هل كان هدفك من التخصص الوصول إلى هذا المنصب تحديداً؟ - الهدف ليس مقتصراً على هذا المنصب، وإذا كان الأمر كذلك، فسوف ينعدم الطموح تماماً، هدفي بشكل عام تحقيق أحلام وطموحات أهم وأعلى، وأعتقد من خلال اجتهادي في منصبي والتطوير من نفسي وتوسيع نطاق المعرفة والدراسة والعلم أيضاً، سأنال الأفضل، إن شاء الله. * هل استعنت بدورات تدريبية قبل العمل وأثناءه؟ - نعم، شاركت في دورات داخلية وخارجية عدة، للتطوير الذاتي والمعرفي، أما بخصوص الدراسات، فقمت بإعداد دراسات تحليلية متميّزة تغطي المخاطر الجمركية التي تؤثر في الأمور الاقتصادية والأمنية والاجتماعية مثل (الطابعات الثلاثية الأبعاد، والأخطار البيولوجية، واستيراد السكراب والنفايات، وغيرها). * ما الأفكار والإنجازات التي ساعدتِ بها الجمارك، ولاقت استحسان رؤسائك؟ - قدمت الكثير من الأفكار والاقتراحات عبر نظام الاقتراحات الموحّد لحكومة دبي الذكية، ومنها وضع مؤشرات وآلية لعملية استهداف شحنات بيان الحمولة "المانفيست"، بالإضافة إلى أفكار أدّت إلى حدوث تحسينات واضحة في مجال عملي، كما قمت بإحباط تهريب الصندل الأحمر المحظور دولياً، بالإضافة إلى الحدّ من إدخال شحنات عن طريق مستندات مزورة، ومثلت الدائرة في المؤتمر الدولي ال14 للرقابة على الصادرات للحدّ من انتشار المواد المحظورة وأسلحة الدمار الشامل، وأخيراً تأهلي للمرحلة النهائية لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميّز عن فئة الموظف الجديد، حيث تمّ الوصول إلى القائمة المختصرة. * هل من مشروعات ترأستها بجمارك دبي؟ - هناك العديد من المشروعات التي قمت بها وترأستها، وأذكر منها مشروع الرادار الجمركي، مشروعCOL TECH، بالإضافة إلى مشاريع أخرى، ويرجع هذا لكوني مسؤولة طلبات الأنظمة الواردة من موظفي الهيئة، وأقوم باعتمادها والموافقة عليها. * كيف حصلتِ على لقب الموظف المثالي؟ ومن ساعدك؟ - العمل يومياً وبشكل مستمر اقتداء برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تقتضي الإبداع والتميّز، وأن الميادين ليست روتيناً للعمل والتكاسل، وإنما ميادين للإبداع والتميّز، نمضي يومياً بكل ما هو جديد ونواكب التغيرات بل ونطور فيها، ومن هنا حصلت على هذا اللقب الذي أعتز به، وهناك العديد من زملائي في العمل قدموا لي الدعم والمساندة بكل قوة، وبشتى الطرق. * لمن يرجع الفضل في وصولك إلى هذا النجاح؟ - الفضل في البداية يعود لله عز وجل، ومن ثمّ إلى جميع من ساندني، بداية من أسرتي في المنزل، وأصدقائي، وزملائي في العمل وكل العاملين ممّن قدموا يد العون لي في البداية، ومازالوا حتى الآن يقفون إلى جانبي. * ماذا قدمت لك جمارك دبي؟ - الإنسان لا ينتظر ما يقدم إليه، وإنما هو الذي يقدم لها، والجمارك منزلي الثاني، وكل ما تمّ تقديمه ليس لي فقط، وإنما لكل موظف، دعماً، وتحفيزاً، وتطويراً وتميّزاً، وتقديم بيئة عمل موائمة لكل فرد. * حدثينا عن دراستك وحياتك الشخصية؟ - حياتي الشخصية هي أسرتي وعائلتي، حيث أقضي أوقاتي معهم، ولهم الفضل الكبير سواء على صعيد الدراسة أو العمل، فكثيراً ما دعموني وحفزوني لأن أكون الأولى دائماً، فوالدي له الفضل الكبير في ذلك، حيث أتلقى منه كل الدعم والمساندة في مجال عملي أو دراستي، فهو قدوتي. ودراستي كانت داخل الدولة وأردت أن أدرس هنا ولا أغادر لدولة أخرى لتلقى العلم، خصوصاً أن لدينا إمكانات وكوادر مواطنة قادرة على تحقيق المستحيل. * كيف تنظرين إلى مستقبل دبي، والكوادر الشابة في ظل التسهيلات التي تقدمها لكم الحكومة؟ - نظرة إيجابية من حيث التحديات التي تواجه من قبل الجهات، والتنافس في استقطاب الكوادر الشابة، فمستقبل دبي يرتبط بالمركز الأول في كل شيء وليس في أشياء معيّنة، وهناك تسهيلات غير عادية تُقدم لنا نحن الشباب، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية. * أبرز المواقف التي قابلتك أثناء عملك، وهل واجهتِ أي عراقيل؟ - ربما ضغوط العمل في بداية المطاف، خصوصاً أنني أول فتاة في القسم، وبالتالي كان التغلب عليها صعباً، لكنني تأقلمت مع الوضع، وواكبت العمل وتغلبت على كل شيء. * ما طموحاتك على صعيد العمل؟ - تحقيق كل ما هو مميّز في مجال الأمن والاستخبارات والتكنولوجيا، لتقديم الحماية لدولتي، لا سيّما في الجانب الجمركي، وأسعى دائماً لتقديم أداء ونتائج وخدمات في حماية الدولة، لنكون من أكثر الدول تقدماً في الأمن والاستخبارات الجمركية والتكنولوجيا والإبداع، بل ونكون متميّزين ومتفرّدين وأصحاب الريادة في ميادين العمل كافة. * من هو مثلك الأعلى؟ - صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ووالدي حفظه الله، فهو ملهم الشباب، ومن علمنا التحدي والتسارع نحو التميّز والتفرد في شتى المجالات.
مشاركة :