ساعات الحوائط أصبحت تشكل ألواناً مختلفة من الديكور في البيت، لم تعد مجرد آلة معلقة على الجدران تدق لتنبئ بالوقت فقط، لكنها أصبحت تأخذ تصميمات بأشكال وأحجام مختلفة، صورتها الوحيدة التي ارتسمت في المخيلة الخشبية ذات البندول الكبير الذي اعتدنا منذ الصغر على سماع صوت دقاتها في البيت لم تبق هكذا، حالياً أصبحت ساعات الحائط تتناسب مع ديكورات الغرف المختلفة منها المرصع بالألماس والأحجار الكريمة والتي توضع في الصالونات المذهبة، ومنها ما تأخذ أشكالاً مختلفة مثل الوردة أو الفراشة أو علامة الاستفهام والتي توضع في حجرة المعيشة، ومنها ما يصنعه خبير الديكور لتتوافق مع ذوق صاحب البيت فيتفنن في وضع التابلوهات التي تسرد فترات من حياته أو حياة أولاده حولها، وهكذا أصبحت ضمن قطع الديكور النفيسة في البيت. يقول د. عبدالمنعم طه أستاذ التصميم الداخلي بجامعة عجمان: تختلف ساعات الحائط الموجودة في الأسواق بحيث ترضي جميع الأذواق، فالساعات التقليدية القديمة الخشبية ذات البندول الضخم لا تزال موجودة والأخرى ذات الأشكال الحديثة التي يطلق عليها المودرن متوافرة أيضاً، والعامل الرئيسي في اختيار ساعة الحائط يتوقف على ذوق الزبون وحسن اختياره للديكور وتمتعه بحاسة تناسق الألوان. يضيف: أصبحت ساعة الحائط جزءاً أساسياً من ديكور البيت فإذا اتخذ الشكل الكلاسيكي فيجب أن تتوافق معه كأن تكون مرصعة بالشوارفسكي أو يأخذ إطارها التصميم الذهبي للصالون إذا كان مذهباً، ونفس الحال إذا كانت الغرفة على الطراز المودرن فيكون شكل الساعة منتمياً للديكور الحديث وليست في قالب كلاسيكي، ومساحة الجدران أيضاً، ولون الطلاء يتحكم في اختيار الساعة وكذلك لون فرش الغرفة أو الستائر أو السجاد، ويجب ألا تكون الساعة بعيدة عن التناسق مع كل هذه الأشياء، باعتبار البيت وحدة جمالية واحدة، والمساحة أيضاً عامل رئيسي يتحكم في اختيار الساعة سواء كانت كبيرة أو صغيرة، والبعض يفضل الأخيرة بحيث يمكن أن تتوسط لوحتين فنيتين من الزيت وبذلك تضفي لمسة جمالية على المكان. الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي المتخصصة في فن الجداريات توافقه الرأي وتقول: من الضروري أن يكون لساعة الحائط لمسة جمالية على جدران البيت، ويختلف حجمها باختلاف مساحة الجدار الذي تعلق عليه، فوجودها معلقة على ركن في البيت يختلف عن وجودها في صالة أو مجلس كبير، ويفضل في ساعات الغرف أن تكون بيضاوية أو دائرية حتى تكسر الديكور الحاد للغرفة والذي غالباً يأخذ شكل ورق الحائط ويكون على هيئة مثلثات أو مربعات أو خطوط مستطيلة. تضيف: ويفضل في غرف الأطفال أن تكون ساعة الحائط كبيرة وكتابة الأرقام أيضاً بالحجم الكبير، ويكون إطارها من الألوان البراقة مثل الأصفر أو الأحمر حتى يجذب انتباه الطفل إليها، وأحياناً توضع مكعبات على الحائط مختلفة الأحجام ويتوسطها عقارب الساعة وبذلك تجذب انتباه الطفل للوقت، أما في المجلس أو الصالون فيجب أن تتوافق مع الديكور الخاص بالمكان فإذا كان الصالون فرنساوياً أو مذهباً فيفضل أن يكون الإطار ذهبياً أو فضياً، أما إذا كان حديثاً أو على الطراز الأمريكي فتكون إطارات الساعة متماشية مع لون الفرش أو الجدران ويفضل في هذه الحالة اللون الأزرق البحري أو الأبيض. ومن واقع خبرتها في تصميم ديكورات مشغلها توضح ريما البنا فنانة تشكيلية ومصممة أزياء أنها تحرص على أن تعبر ساعة الحائط عن رموز خاصة بها تقول: ساعة الحائط الموجودة على أحد جدران مشغلي آثرت أن أجعلها كالكتاب الذي يحكي كيفية بدئي العمل في مجال تصميم الأزياء، فوضعت عقارب الساعة في منتصف الجدار وحولها مجموعة من التابلوهات والتي تحتوي على صور لتصميماتي المختلفة وعروض الأزياء التي شاركت فيها. تضيف: وبالمثل يمكن لأي شخص أن يقوم بتصميم ساعة حائط توضح عمله أو المهام التي شارك فيها وسيجد أنه مع كل دقيقة تدقها الساعة تشير إلى نجاحه وأنه وضع خطاه على الطريق الصحيح، وتعد إطارات الصور الهادئة الأنسب تماماً وفي نفس الوقت تعطي الإحساس بالحداثة وتبتعد عن الشكل التقليدي للساعات.
مشاركة :