قرابة 42 أسيرة فلسطينية بينهن قاصرات يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي وسط ظروف قاسية وانتهاكات صارخة لحقوقهن مثل الإهمال الطبي والعزل الانفرادي والاقتحامات المستمرة لغرفهن. وتضطر الأسيرات الفلسطينيات لأن تمكث لساعات أو لأيام في ظروف صعبة وقاسية داخل غرفة لا تصلح للحياة الآدمية وتُسمى “المعبار” في سجن “هشارون”. ومن جانبه قال الباحث عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية لـ “موقع الغد”: “تعتبر هذه الغرفة محطة قبل استكمال نقل الاسيرات إلى السجن المقصود أو المحكمة المحددة”. ووفقا لإفادة الأسيرات أن تلك الغرفة لا تصلح حتى لاحتجاز الحيوانات بداخلها، فيها أربعة “أبراش حديدية”، وعليها فرشات جلدية قذرة ورقيقة للغاية تسبب أوجاعا في الظهر والرقبة، والغرفة باردة لأن نافذتها مفتوحة على مدار الساعة بشكل متعمد من قبل إدارة السجن، ومساحتها صغيرة ولا يسمح للأسيرات بالخروج منها إلا ساعة واحدة يوميا. كما أن الأسيرات اشتكين من سوء المعاملة الطعام المقدم نوعا وكما، بالإضافة إلى صغر حجم مرحاض المخصصة لهن، عدا عن أن تلك الغرفة تقابلها غرفٌ لسجناء جنائيين إسرائيليين يصرخون ويشتمون طوال الوقت ويشكلون مصدر إزعاج لا يتوقف بالنسبة للأسيرات. وأوضح فروانة أن المرأة الفلسطينية لم تستثن من الاعتقالات الإسرائيلية وتتعرض أثناء الاعتقال إلى ما يتعرض له الأسرى من معاملة لا إنسانية وتحقيق وتعذيب وقمع وتنكيل وقهر وحرمان دون مراعاة لجنسها وخصوصيتها ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الخاصة. وأشار فروانة إلى أن المرأة الفلسطينية اشتكت مرارا من تردي أوضاعها وسوء معاملتها، وعانت كثيرا جراء تداعيات ذلك ودائما ما تطالب المؤسسات الحقوقية للتدخل لنصرتها. وفي الآونة الأخيرة تفاقمت معاناتها ومأساتها جراء ما تُعرف بسيارة “البوسطة”، وهي عبارة عن صندوق من صفائح الحديد وتشبه سيارة النقل الكبيرة، وبواسطتها يتم نقلها بين السجون أو الى المحاكم بحسب فروانة. وأضاف “ليس هذا فحسب وإنما تتعرض أثناء التنقل الى الاعتداء الجسدي أو اللفظي، أو الاثنين معا، كما وتُعامل بإهانة أثناء النقل وتحرم من تناول الطعام، لتشكل عملية النقل رحلة عذاب تتمنى الأسير تجنبها ولا ترغب في خوضها لو كان الأمر بخيارها”. وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد رصدت في تقرير أصدرته 17 ألف امرأة فلسطينية تعرضن للأسر في سجون الاحتلال منذ عام 1967. وذكرت الهيئة أن حالات اعتقال سلطات الاحتلال للنساء خلال الانتفاضة الأولى (1987- 1993) بلغت 3 آلاف حالة فيما بلغت خلال الانتفاضة الثانية (2000 – 2005)، نحو ألف امرأة، ولفتت إلى أنه خلال العام الماضي والجاري كثف الاحتلال الاسرائيلي من اعتقال النساء خاصة في ساحات المسجد الأقصى، دون الإشارة لأرقام محددة. ووفق إحصائيات سابقة لهيئة شؤون الأسرى، فإن عدد المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية يبلغ نحو 5700 معتقل.
مشاركة :