رغم الإقبال العربي على الدراما السورية في الآونة الأخيرة، إلا أنه بدا ملحوظا تغيرا في مستوى هذه الدراما، حيث ظهرت على الساحة مجموعة من المسلسلات ذات المستوى المتدني، واستولى عدد من التجار ومن أصحاب الميول نحو المصلحة الفردية على مفاصل الإنتاج الدرامي، وأصبحوا ينتجون المسلسلات التي تهدف إلى تحقيق الربح المادي لهم على حساب المستوى الفني والفكري الذي اشتهرت به الأعمال السورية. وبخروج بعض أصحاب الخبرة وصناع الدراما من سوريا نتيجة الأزمة، ظهرت عدة ثغرات لم يستطع المتواجدون حاليا من منتجين ومخرجين تداركها، فشاهدنا عددا كبيرا من الممثلين الجدد الذين لا يرتقون لمستوى الدراما السورية، وهم ــ للأسف الشديد ــ أفشلوا ما انتجه القائمون على الدراما السورية من نجاحات. فالمعروف عن الدراما السورية الغوص في عمق الحياة الاجتماعية، وبخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة بطرح جريء بشكل غير مباشر وإيصال الفكرة بدون مشاهد ساخنة، لكن في السنوات الأخيرة بدأ هذا الطرح يأخذ شكلا آخر فيه إساءة لتقاليد المجتمع السوري وتشويه صورة المواطن السوري، حيث تعرض أفكار كأنها تنتمي إلى زمن مغاير. ففي مسلسل "خواتم" الذي عرض مؤخرا تناول المجتمع السوري على أنه ساحة للفساد والدمار الأخلاقي، وعلاقاته الاجتماعية خاضعة لسطوة المال ورجال الأعمال والقوة، وبلغ الأمر من هذه الهشاشة الاجتماعية لدرجة تعزيزها في العمل من خلال إيجاد مبررات لها، وتسويقها على أنها شيء طبيعي. وفي مسلسل نساء من هذا الزمن يقدم حالات هشة للنساء بحجة أنه يعري العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمع السوري، خاصة بين الشاب والفتاة وكأنها مألوفة.
مشاركة :