تألق ميسي الدائم يضعه في مرتبة بعيدة عن باقي اللاعبين

  • 12/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ليحتل صدارة قائمة «الغارديان» لأفضل 100 لاعب كرة قدم في العالم، بعد خسارته لهذا السباق أمام النجم الكرواتي لوكا مودريتش والبرتغالي كريستيانو رونالدو في عام 2018. ورغم أن ميسي لم يفز بلقب دوري أبطال أوروبا أو كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، فلا يوجد أدنى شك في أن هذا اللاعب العبقري يستحق أن يكون أفضل لاعب في العالم مرة أخرى. وتعد هذه هي المرة الخامسة التي يتصدر فيها البرغوث الأرجنتيني قائمة «الغارديان» لأفضل 100 لاعب في العالم، التي ضمت عدداً قياسياً من المصوتين مرة أخرى هذا العام، بلغ 239 من 63 دولة مختلفة. وقد بدأت «الغارديان» هذا التصويت في عام 2012، وفاز ميسي بالجائزة في أول عام، وكذلك العام التالي، ثم في عامي 2015 و2017. ورغم أن ميسي قد وصل لعامه الثاني والثلاثين فلا يزال من الممتع أن تراه وهو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، ويقدم لمحات فنية مذهلة من مستودع موهبته الذي لا ينفد، مثل الهدف الرائع الذي سجله من ركلة حرة مباشرة مذهلة في شباك ليفربول في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، أو هدف الفوز الذي سجله في مرمى أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني الممتاز في ديسمبر (كانون الأول). ومن المثير للإعجاب أن جميع من صوتوا في هذه الجائزة قد اختاروا ميسي ضمن اختياراتهم، في حين كان المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك ضم اختيارات 235 من المصوتين. وتقدم ميسي على أقرب زميل له في النادي، مارك أندريه تيرشتيغن، بعشرة مراكز كاملة، وهو ما يعكس مدى أهمية النجم الأرجنتيني لنادي برشلونة أيضاً. وابتعد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن أول مركزين للمرة الأولى منذ إطلاق هذه الجائزة، ويرى البعض أن ذلك التصويت يعكس بداية تراجع مستوى «صاروخ ماديرا» في الآونة الأخيرة. واحتل رونالدو مركزا أفضل من زميله السابق في ريال مدريد، لوكا مودريتش، الذي تراجع للمركز الخامس والأربعين هذا العام بعدما توج بجائزة أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي. وأنهى ميسي التصويت متقدماً بفارق 309 نقاط كاملة عن مدافع ليفربول والمنتخب الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي تقدم بدوره بفارق 500 نقطة كاملة عن صاحب المركز الثالث السنغالي ساديو ماني. ويذكر أن قائد الأرجنتين ونادي برشلونة الإسباني قد سبق بجائزة الأفضل التي يقدمها الفيفا ثم كرس جدارته بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب العالم، للمرة السادسة في مسيرته الرائعة. وجاء التتويج السادس القياسي رغم الصعوبات التي واجهها ميسي الموسم الماضي، لكن المصوتين أدركوا أن الإخفاق الجماعي لا ينفي عن الأرجنتيني قيمته العظيمة. ولم يخرج ميسي من الموسم الماضي خالي الوفاض تماماً، إذ توج مع برشلونة بلقب الدوري الإسباني وأحرز لقب الهداف بـ36 هدفا، كما فعل أيضاً في دوري أبطال أوروبا بتسجيله 12 هدفا. وبعد غياب لأربعة أعوام، عاد ابن الـ32 عاما للتربع على العرش ونيل الكرة الذهبية التي سبق له أن أحرزها أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015، ليتفوق على غريمه السابق في ريال مدريد نجم يوفنتوس الإيطالي الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يتشارك معه الرقم القياسي (5 لكل منهما). وعلق النجم الأرجنتيني على نيله الجائزة بالقول: «مرت 10 أعوام منذ فوزي بالكرة الذهبية الأولى هنا في باريس، وأتذكر قدومي إلى هنا مع أشقائي الثلاثة. كنت في الثانية والعشرين من عمري، ولا يمكنكم تصور كيف كان شعوري». وأضاف: «الآن، وبعد 10 أعوام، هذه هي (الكرة الذهبية) السادسة، في زمن مختلف مميز جداً بالنسبة لي على الصعيد الشخصي بوجود زوجتي وأطفالي الثلاثة». وضمت قائمة «الغارديان» لأفضل 100 لاعب في العالم 10 لاعبين من نادي ليفربول، حامل لقب دوري أبطال أوروبا. وكانت قائمة عام 2008 قد ضمت ستة لاعبين من ليفربول بعد خسارة الفريق للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام لريال مدريد، لكن فوز الفريق بالبطولة الأقوى في القارة العجوز الموسم الماضي على حساب توتنهام هوتسبر، إلى جانب مسيرة الفريق الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ساهما في أن تضم القائمة أسماء جديدة من ليفربول، مثل ظهيري الفريق ترينت أليكسندر أرنولد وآندي روبرتسون، بالإضافة إلى كل من جوردان هندرسون، وجورجينيو فينالدوم وفابينيو. ومن الغريب أن القائمة لم تضم قائد ليفربول جيمس ميلنر. لكن مانشستر سيتي تصدر القائمة بـ11 لاعباً، كما أطاحت البرازيل، التي فازت بكأس أمم أميركا الجنوبية، بإسبانيا من صدارة القائمة فيما يتعلق بجنسية اللاعبين. وكانت إسبانيا هي صاحبة الصدارة دائماً من حيث عدد اللاعبين منذ انطلاق التصويت في عام 2012، لكنها تراجعت هذه المرة إلى المركز الخامس. وجاءت إنجلترا في المركز الثاني، في أفضل مركز لها على الإطلاق منذ بداية التصويت. ودخل اللاعبون الشباب في المنافسة، حيث شهدت قائمة هذا العام، وللمرة الأولى، لاعبين من مواليد الألفية الجديدة، وهما إيرلينغ هالاند، وجادون سانشو. وكان من الرائع أن نرى سانتي كازورلا يعود لهذه القائمة للمرة الأولى منذ عام 2016، حيث يقدم صانع الألعاب الإسباني مستويات ممتازة مع نادي فياريال ومنتخب إسبانيا بعد عودته من الإصابة المروعة التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة. وضمت القائمة أيضاً العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي يعد اللاعب الأكبر سناً في القائمة، الذي احتل المركز السادس والتسعين بفضل الأداء القوي الذي قدمه مع نادي لوس أنجليس غالاكسي الأميركي. وكما هو الحال دائماً، ستكون هناك الكثير من الانتقادات لمثل هذه الاختيارات، كما يبدو دائما أن هناك تحيزاً للاعبين الذين يقدمون مستويات جيدة خلال الفترة بين أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني)، نظراً لأن التصويت ينتهي في بداية ديسمبر (كانون الأول). ونواجه مشكلة أخرى تتمثل في أن بعض المصوتين يضعون في اعتبارهم المسيرة الكروية الكاملة للاعبين عند التصويت، بدلاً من أن يقيموا مستوى اللاعب في السنة الميلادية 2019، وهو ما قد يفسر احتلال كل من بول بوغبا وكريستيان إريكسن، على سبيل المثال، لمراكز أعلى مما ينبغي. وبالنسبة لي، وكما هو الحال دائماً، فإن اللاعبين الذين ينهون التصويت في مراكز تتراوح بين 100 و200 يكونوا في بعض الأحيان أكثر إثارة للاهتمام من أولئك الذين يوجدون في قائمة أفضل 100 لاعب. فعلى سبيل المثال، أنهى كيلور نافاس السابق في المركز الثاني بعد المائة، وباكو ألكاسير في المركز 104، بفارق 12 و15 نقطة فقط عن الدخول في القائمة. كما غاب عن القائمة أيضاً كل من داني باريخو وفابيان رويز ولوكا يوفيتش بفارق ضئيل. لقد تم التصويت لثلاثمائة وواحد وعشرين لاعباً هذا العام، وهذا دليل على التنوع الواسع في اختيارات المصوتين. لكن لا يمكن أن يكون هناك أكثر من فائز واحد، وللمرة الخامسة نرفع قبعاتنا للساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي. ودعونا ننتظر لنرى ما إذا كان هناك لاعب قادر على إزاحة ميسي عن عرش الجائزة الموسم المقبل أم أن النجم الأرجنتيني سيحصدها مرة أخرى في عالم 2020.

مشاركة :