المجتمعات في كل العالم تستعد لاستقبال العام الميلادي الجديد 2020، بعد أفول العام 2019، واضعة كل مآسي ونكبات وكوارث وأزمات العام المنصرم وراء ظهورها، راجية أن يكون العام الجديد مليئًا بالإنجازات الكبيرة في كل المجالات، والمصالحات الجادة، والحوارات البناءة، في مختلف بقاع العالم التي تضج من الخلافات والنزاعات المميتة للبشر والشجر، وكأنها تقول يكفي ما عاناه العالم في السنوات الأخيرة من الخطاب الفتنوي الذي أنتج الإرهاب والتطرف المقيت، والذي وجد من أجل تدمير الحضارة الإنسانية.في كل عام جديد تتنوع الأمنيات والآمال والطموحات في العالم، وينقسم شعوب العالم في أمنياتهم إلى عدة فئات، حسب وجهة نظرنا، وهي الآتي: الفئة الأولى: تتمنى لنفسها، بأن تحقق لها طموحاتها الوظيفية والمادية والاجتماعية، وأن يجعلها في أحسن حال، ماليًا ونفسيًا ومعنويًا.الفئة الثانية: تكون أمنياتها أسرية، بأن ترى أفرادها ينعمون بالخير في تعليمهم ووظائفهم وأعمالهم وأرزاقهم وسكناهم.الفئة الثالثة: تتوسع أمنياتها إلى مجتمعها الصغير، بأن يعيش أهله ومؤسساته الاجتماعية والخيرية والثقافية والرياضية في رخاء، لكي تقدم لشبابها مختلف الفعاليات والأنشطة التي تساعدهم على تنمية ثقافتهم وأبدانهم. الفئة الرابعة: تكون أمنياتها لأوطانها، ويأملون لها الأمن والأمان، وأن تصل إلى مراتب متقدمة في كل المجالات، العلمية والتعليمية والصحية والخدمية والمالية، وأن تحل فيها مشكلة الإسكان وتدني الرواتب وغلاء المعيشة، وأن ترتقي علاقات شرائحها الإنسانية والاجتماعية، وتنتهي كل الأسباب التي تؤدي إلى الفتن بكل أصنافها السيئة. الفئة الخامسة: هذه الفئة تجعل أمنياتها لقوميتها، بأن ترتقي في مختلف المجالات، وأن يكون لها حضور بارز في كل الميادين، الاجتماعية والإنسانية والتعليمية والصحية وغيرها من المجالات المهمة.الفئة السادسة: تحصر أمانيها لطوائفها، بأن تمارس معتقداتها بكل حرية، وتحقق التنمية في كل الاتجاهات.الفئة السابعة: تتمنى لأمتها، السلام والوئام والتآلف بين مختلف أعراقها وطوائفها ومذاهبها، وأن تثبت مكانتها.الفئة الثامنة: أمنياتها للإنسانية جمعاء، وفي مقدمتها إنهاء احتلال الكيان الصهيوني البغيض لكامل فلسطين الحبيبة، وعودة شعبها الأبي الذي يعيش في الشتات إلى وطنه فلسطين، وأن يكون في أحسن حال.من الطبيعي أن نجد في المجتمع الواحد هذا التنوع من التمنيات والآمال، وجميعها لو نظرنا إليها بموضوعية نراها مشروعة بالمعايير العرفية والأخلاقية، حتى لو اختلفوا في أفق تمنياتهم، ومستوى مشاعرهم الإنسانية تجاه غيرهم من أقرانهم من البشر، فالذي يتمنى للإنسانية جمعاء من المؤكد تكون مساحة تمنياته أكبر من بقية التمنيات آنفة الذكر.الكل يعلم أن انتهاء عام 2019 يؤدي إلى النقص من سنوات أعمار البشر سنة واحدة، مع هذا النقص يعم الفرح والاستبشار في العالم، بقدوم العام الجديد 2020 من دون أن يعلموا ما يخفيه لهم بين أيامه وأسابيعه وشهوره من الخير أوالسوء والعياذ بالله، ولكن أمل الإنسان في حياة أفضل يجعله يرى في العام القادم بشائر خير وبركة، حتى ولو كان ذلك على حساب صحته وحياته. سلمان عبدالله
مشاركة :