«داعش» يسيطر على تدمر بشكل كامل

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سيطر تنظيم "داعش" المتطرف بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية بعد منتصف ليل الاربعاء /الخميس، ما أثار مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم المتطرف نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا. وبالتالي، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا. من جانبه، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن اليوم (الخميس) "انتشر عناصر تنظيم داعش في كل أنحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها". وأعلن تنظيم "داعش" على أحد حساباته على موقع "تويتر" السيطرة على تدمر. فيما أقر الاعلام الرسمي للنظام السوري بانسحاب قواته؛ حيث انسحبت معظم قوات النظام في اتجاه مدينة حمص، بحسب المرصد؛ الذي أشار الى ان "قسما من السكان نزح الى حمص، بينما لازم آخرون منازلهم". ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد. وبحسب المرصد، أسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية أيام عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا بينهم 49 أعدموا باطلاق النار عليهم او بقطع رؤوسهم لاتهامهم بـ"العمالة مع النظام"، و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم "داعش". من جانبها، عبرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أمس (الاربعاء) عن "قلقها الشديد" ازاء دخول تنظيم "داعش" المدينة، وطلبت من "المجتمع الدولي ان يبذل كا ما بوسعه لحماية المدنيين وحماية تراث تدمر الثقافي الفريد". وكانت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية في 2011 الوجهة الاساسية للسياح في سوريا، اذ كان يزورها سنويا اكثر من 150 الف سائح. وتعرف مدينة تدمر الاثرية بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها. وتعد المواقع الاثرية في المدينة المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، واحدة من ستة مواقع سورية ادرجتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للانسانية. وقد ذاع صيت تدمر في القدم بوصفها واحة خصبة وفاخرة في وسط الصحراء، بفضل ازدهار تجارة التوابل والعطور والحرير والعاج من الشرق، والتماثيل والزجاجيات من فينيقيا. وكان عدد سكان تدمر قبل سقوطها، وفق محافظ حمص طلال البرازي، اكثر من 35 الف نسمة، بينهم نحو تسعة آلاف نزحوا اليها منذ بدء النزاع العسكري قبل اربعة أعوام، لكن العدد يرتفع الى سبعين ألفا مع الضواحي.

مشاركة :