ست شخصيات تاريخية تبحث عن شاشة وجمهور

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تكاد تغيب عن دورة هذا العام لمهرجان «كان» السينمائي، تلك الأفلام التي تتحدث عن سير لأشخاص حقيقيين عاشوا فعلاً وأثروا في التاريخ، سياسةً أو قتالاً أو فناً أو أدباً، أو حتى على الصعيد الاجتماعي. هو النوع السينمائي المسمى بالإنكليزية «بايوبيك»، والذي اعتاد أن يكون له حضوره في «كان»عبر عدد لا بأس به من أفلام تتوزع على تظاهرات عديدة. غير أن هذا الغياب تعوضه، في شكل أو في آخر ومنذ الآن، مجموعة من مشاريع سينمائية جديدة أُطلقت، أو على الأقل أُعيد إطلاقها في أروقة «كان» وعلى هوامشها تعد بأن الدورة المقبلة من هذا المهرجان – الذي كان افتتح في العام الفائت بفيلم يروي فصلاً من حياة غريس كيلي أوف موناكو ، ستشهد العديد من أفلام هذا النوع طالما معروف أنه غالباً ما يسفر إنتاجه عن أعمال جيدة وجاذبة للمهرجانات. في مقدمة المشاريع التي أُعلن عنها، فيلم عنوانه «موت ستالين» وهو يتوقف عند الأيام القليلة التالية التي تلت رحيل الزعيم الشيوعي الفولاذي والارتباك الذي ساد أجهزة الدولة وأوســاط الشعب إزاء ذلك الرحيل. الفيلم الذي اقتبس من رواية شرائط مصورة فرنسية لفابيان نوري، ينظر إلى المسألة نظرة كوميدية متسائلاً: كيف يحــدث لشــعب أن ينحطّ إلى هذا المستوى إزاء موت قائد سامه كل أنواع الظلم والقهر؟ ما تبقى من فريدا وما دمنا نتحدث عن ستالين نذكر بالطبع الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو التي سبق لسلمى حايك أن مثلت من إنتاجها الخاص فيلماً عن حياتها. هذه المرة تعود الرسامة المكسيكية التي وزعت ولاءها بين ستالين وتروتسكي وأبدعت لوحات استقتها من آلام الجراح التي تعرضت لها كما من معاناتها خلال زواجها من دييغو ريفيرا، تعود من خلال فيلم وثائقي حققه المصور الياباني ايشيوشي مياكو عن اكتشافه لحوائج كاهلو وأوراقها ولوحاتها التي اكتشفت بعد نحو ستين عاماً من موتها، وقيامه بتصويرها. وإذا كان هواة السينما قد اكتشفوا الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا قبل عقود من خلال فيلم «ساعي البريد» (البوستينو) الإيطالي الذي صور منفى الشاعر في جزيرة نائية وعلاقته الإنسانية بساعي البريد المحلي، حيث قام بالدور الممثل الفرنسي فيليب نواريه، ها هو الممثل المكسيكي غاييل غارسيا برنال يستعد اليوم للقيام بدور خصم لنيرودا في فيلم جديد يحمل عنوانه اسم الشاعر، ولكن ليس ليقدم سيرة متكاملة له، بل ليلتقطه خلال ثلاثة أعوام من حياته بين 1946 و1948 حين أعلن انضمامه إلى الحزب الشيوعي التشيلي لينتخب سيناتورا في مجلس الشيوخ على قوائم الحزب ما مكنه من أن يقف بصلابة ضد اعتقال العشرات من عمال المناجم الذين كانوا قد أضربوا. يومها لأنه كان يتمتع بحصانة نيابية لم تتمكن السلطات من اعتقاله ومحاكمته، لكنها أرسلت إليه من يهدده ما اضطره إلى الهرب خارج البلاد حيث انصرف إلى كتابة قصيدته الرائعة «النشيد الشامل» المؤلفة من 231 مقطوعة شعرية وتعتبر من أهم الأشعار التي كتبت في أميركا اللاتينية ليعود ويلحنها اليوناني ميكيس ثيودوراكس بعد عقود. في الفيلم الذي يخرجه بابلو لورين يلعب برنال دور المحقق أوسكار الذي يطارد نيرودا من مكان إلى آخر، فيما يلعب دور الشاعر الممثل التشيلي لويس غنيكو. من ماريا إلى جاكلين ولأن ماريا كالاس تبقى دائماً على كل شفة ولسان من دون أن يكون ثمة ما يكفي من أفلام تتابع حكاية حياتها، ها هو فيلم جديد عنوانه «كالاس» أُعلن عن بدء تصويره ليكون جاهزاً للعرض في العام المقبل. وستقوم الممثلة الأميركية نوومي راباتشي بدور مغنية الأوبرا اليونانية الشهيرة في الفيلم الذي تخرجه نيكي كارو. وكعادة النوع الجديد من أفلام السير، لن يتوقف «كالاس» إلا عند السنوات التي عاشت فيها المغنية علاقة حب متوترة مع الملياردير اليوناني أرسطو أوناسيس، وانتهت بدمارها حين أعلن لها ذات يوم أنه سيتخلى عنها ليقترن بعد ذلك بجاكلين كينيدي أرملة الرئيس الأميركي جون كينيدي ما أثار يومها فضيحة وحسرة في آن معاً. وعلى ذكر جاكلين كينيدي نذكر هنا أيضاً أن مشروعاً لفيلم عن حياتها، بدأ يجد طريقه إلى التنفيذ بعدما أعلن عنه في «كان» إنما دون الإفصاح عن الكثير من التفاصيل بالنظر إلى أن الاتفاق بصدد العمل لم يتم بعد حتى الآن مع ورثة السيدة التي تحولت من بوفييه إلى كينيدي فإلى أوناسيس وسط حياة مضطربة في الداخل سعيدة في مظهرها الخارجي، كما سيريد الفيلم أن يقول. أما الشخصية السادسة والأخيرة فهي شخصية كريستيان ديور مصمم الأزياء الفرنسي الشهير. ففيلم «ديور وأنا» من إخراج فردريك تشنغ، هو الوحيد المنجز حتى الآن بين المشاريع التي نتحدث عنها هنا وأعلن في «كان» عن عرضه بدءاً من الثامن من تموز (يوليو) المقبل، يتحث عن ثمانية أيام من حياة ديور وعمله كان عليه خلالها أن يقبل التحدي بتجهيز مجموعته الجديدة وعرضها خلال تلك الفترة القصيرة وإلا فسيكون السقوط والإفلاس مصيره. ومن الواضح أن هذا الفصل من سيرة المصممم يبدو هنا كلعبة تشويق سينمائية أكثر منه عملاً عن حياة شخصية شهيرة.

مشاركة :