أكد المهندس أحمد عبد الحميد، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الابحاث العالمية والدراسات التقنية تؤكد أن تقينات الذكاء الاصطناعي ستصبح هي اللغة المشتركة والسائدة بين كل دول العالم في السنوات القليلة المقبلة، مشيرا أنه وفقا لمؤسسة جارتنر للأبحاث فإن نسبة نمو تقنية "إنترنت الأشياء" أو الأجهزة المتصلة بالإنترنت، -باستثناء أجهزة الحاسب الشخصي والحاسب اللوحي والهواتف الذكية-، ستبلغ 26 مليار وحدة بحلول العام 2020، جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها جمعية اتصال بعنوان " إنترنت الأشياء ودورها كمرجع ووسيلة للذكاء الاصطناعي. اشار أن المنتجات القائمة على تقنية "إنترنت الأشياء" وموردي الخدمات الخاصة بها ستحقق نموًا كبيرًا في العوائد يتجاوز 300 مليار دولار، سيتركز معظمها في قطاع الخدمات بحلول العام 2020، وهو ما سيؤدي بدوره إلى إيجاد قيمة مضافة على الاقتصاد العالمي تبلغ 1.9 تريليون دولار من خلال المبيعات العالمية عبر مختلف أسواق المستهلكين. وأوضح عبد الحميد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستصبح في المستقبل القريب حافزا للباحثين عن فرص جديدة للعمل، ومن المتوقع أن تتنوع الوظائف التي يمكن أن تتأثر بتوجهات الذكاء الاصطناعي بحسب قطاعاتها، حيث ستشهد وظائف الرعاية الصحية والقطاع العام وقطاع التعليم طلبًا متزايدًا ومستمرًا خلال العام 2019، في حين تتأثر وظائف قطاع التصنيع سلبًا بشكل كبير خلال العام نفسه. واعتبارًا من بداية العام 2020، ستشهد فرص العمل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي انتعاشًا إيجابيًا لتصل أعدادها إلى 2 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025.وأشارت «جارتنر» إلى أنه بحلول عام 2022، واحد من كل خمسة عمّال ممن تقع على عاتقهم المهام غير الروتينية سوف يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عملهم. موضحة أنه تم بالفعل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتنفيذ المهام كثيرة التكرار، بحيث يمكن تحليل كميات كبيرة من الملاحظات والقرارات لتحديد نماذج العمل. كما أن تطبيق الذكاء الاصطناعي لتنفيذ الأعمال الأقل روتينية، التي تُعد أكثر تنوعًا بسبب قلة تكرارها، سوف يبدأ قريبًا بتحقيق فوائد كبيرة للغاية. فمن الملاحظ أن الذكاء الاصطناعي المُطبق على الأعمال غير الروتينية هو أكثر عرضة لمساعدة البشر في تنفيذ أعمالهم بدلًا من استبدالهم بشكل كامل، حيث يمكن للعمل المشترك بين البشر والآلات أن يقدم فعالية أكبر بدلًا من عمل البشر أو الآلات القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل منفرد.ولفتت «جارتنر» إلى أن تعزيز الذكاء الاصطناعي سيولد 2.9 تريليون دولار ضمن قطاع الأعمال في عام 2021 كما سيستعيد 6.2 مليار ساعة من إنتاجية العمّال، في حين أن العديد من القطاعات ستشهد قيمة أكبر لأعمالها المتنامية من خلال الذكاء الاصطناعي، إلا أن قطاع التصنيع سيحصل على حصة كبيرة للغاية من فرص تعزيز العمليات ككل. حيث ستؤدي عمليات الأتمتة إلى تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف، بالإضافة إلى أن التخلص من مشكلات سلاسل القيمة سيزيد من الإيرادات بشكل أكبر.
مشاركة :