جدل واسع شهدته الساحة المصرية فى الآونة الأخيرة بسبب الحوت الأزرق، بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو من شاطئ مرسى مطروح يتضمن أصواتًا عالية، وهو ما أرجعه البعض إلى هذا الكائن البحرى الضخم. والانتشار الواسع لمقطع الفيديو دفع المسؤولين إلى الرد عما نُشر، كان على رأسهم الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، الذى نفى ظهور أى حيتان قرابة شواطئ مرسى مطروح، مضيفًا، فى مداخلة هاتفية عبر برنامج «الحياة اليوم»، أنه تواصل مع أشخاص فى المحافظة وأقروا بأن المتداول ليس له أى أساس من الصحة. وأكد «سالم» أن الحيتان ليس لها أصوات عالية كما كان فى الفيديوهات المنتشرة، لأن أصواتها تكون منخفضة، مشيرًا إلى أن هناك ظاهرة منذ عدة سنوات فى العالم وهى ظهور أصوات غريبة على الشواطئ كما ظهر فى الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل فى الأيام السابقة، معتبرًا أن المتداول ربما يكون مفبركًا. ومن نقطة «الأصوات الغريبة» التى نوه إليها رئيس قطاع حماية الطبيعة، تحدث بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى عن أن ما يُسمع هو عبارة عن صوت «أبواق السماء»، وهو ما أرجعه بعض العلماء الأجانب إلى الاهتزازات الناتجة عن ارتطام الأمواج العملاقة بقاع المحيطات محدثة الهزات الأرضية، وقد تصحبها أصوات غريبة. من هذه المقدمات أصبح الأمر يتعلق بشقين، الأول بفكرة وجود الحيتان الزرقاء فى الشواطئ المصرية، والثانى يتعلق بحقيقة وجود ظاهرة أبواق السماء فى أجواء المحروسة، وهو ما حاولنا التعرف عليه فى السطور التالية. من جانبه، يقول الدكتور علاء الدمياطى، مدير حديقة حيوان الإسكندرية، نقيب الأطباء البيطريين فى مرسى مطروح، إن ذبذبات أصوات الحوت الأزرق لا تستطيع الأذن البشرية سماعها: «هذا كلام غير دقيق على المستوى العلمى، فمجرد الادعاء بسماعه صعب، هى تحت الماء وذبذباتها لا تصل إلينا». ويوضح «الدمياطى»، لـ«المصرى لايت»، أنه لم يسبق أن رصد الباحثون تواجد الحوت الأزرق داخل البحر المتوسط، خاصةً أنه يحب المعيشة فى الأماكن ذات العمق الكبير، والمحيطات تلبى هذه الحاجة بالنسبة إليه: «هو أمر مستبعد، أنا فى مرسى مطروح ولم أسمع مثل هذه الأصوات». فيما ينوه الدكتور إسماعيل عبدالمنعم، أستاذ بكلية الطب البيطرى جامعة قناة السويس، إلى أن الحيتان بشكل عام موجودة فى البحر المتوسط طبقًا لآخر مسح أجراه الباحثون، مبررًا: «الكوكب يتغير كل عام بفعل الاحتباس الحرارى، فارتفاع درجة الحرارة يدفع الحيتان للهجرة من أماكنها، نظرًا لنقص الأكسجين فى موطنها، وهو ما يترتب عليه تحرك بقية الكائنات البحرية الأخرى». ويضيف «عبدالمنعم»، لـ«المصرى لايت»، أن أصوات الحيتان يُمكن سماعها على بُعد 2 كيلومتر، لكن على مسافات أبعد يصعب سماعها، وبسؤاله عن ظاهرة أبواق السماء يرجح أن الأمر ناتج عن «تجمعات الأسماك الضخمة، فحينما تتحرك سويًا تصدر أصواتًا عنها نتيجة تكسير موجات المياه، ومع السرعة الشديدة للتحرك وسط هذا الجمع يصدر الصوت، ويكون أعلى من أصوات الحيتان». وفى محاولة للوقوف على سر أبواق السماء، نفى كل من الدكتور محمد عاطف، أستاذ الجيوفيزياء بكلية العلوم جامعة سوهاج، والدكتور عبدالباسط أبوضيف، وكيل الكلية، رئيس قسم الجيوفيزياء السابق، وجود ما يُسمى بأبواق السماء، مؤكدين عدم علمهما بهذا المصطلح من الأساس. جديرٌ بالذكر أنه فى السنوات الأخيرة صدرت مثل هذه الأصوات العالية فى مختلف المناطق، ففى مصر وقع الأمر فى محافظة دمياط عام 2012، فيما شهدت الشواطئ الليبية نفس الأمر مؤخرًا بالتوازى مع ما رصدته مقاطع الفيديو فى مرسى مطروح. على الجانب الآخر يجدر الإشارة إلى أن الحوت الأزرق ظهر فى يونيو 2018 بالبحر الأحمر، حينها أوضح الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة السابق، أن إعصارا فى عمان جلب عددا من الأسماك إلى مصر، ومنها هذا الكائن.
مشاركة :