فاقدو الخبرة لا مكان لهم على خريطة سوق التوظيف

  • 12/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: ميرفت الخطيب تعد معارض توظيف المواطنين التي تنظمها الجهات الحكومية المحلية والاتحادية والقطاعات المتنوعة، أحد المصادر المهمة التي توفر فرص عمل للباحثين عنه، وتدعو هذه المعارض المؤسسات والدوائر في مختلف القطاعات إلى المشاركة فيها لعرض شواغر تستوعب فئة العاطلين عن العمل، وخاصة الشباب الخريجين، والذين دائماً ما تكون بداياتهم المهنية صعبة لافتقارهم إلى الخبرة، المطلب الأساسي الذي يجتمع عليه معظم الجهات المشاركة في معارض التوظيف.ولذا، فإنه من الطبيعي أن ينتظر الشباب العاطل عن العمل تنظيم المعارض سنوياً لعلها تأتي بالمفيد، لكن مشكلة أخرى تكون بالانتظار، ألا وهي مزاحمة الموظف المواطن لنظيره العاطل عن العمل، رغبة منه في الحصول على فرصة عمل أفضل وأجر مرتفع أو درجة وحوافز، من هنا تقل فرص العاطل عن العمل في الحصول على الوظيفة لتفضيل العارضين من لديه الخبرة وسنوات العمل عليه، وبذلك يرتفع عدد العاطلين وتزداد المشاكل التي يترتب عليها الكثير من الأمور، وخاصة إذا كان العاطل عن العمل رب الأسرة. ما الحل لتفادي هذه المشكلة وخاصة أن البعض يشير بأصابع الاتهام إلى الشركات التي صنفها إلى 3 أنواع، الأولى تفسح المجال للخريجين، والثانية تفضل أصحاب الخبرة، والأخيرة تشارك بالمعرض بغية العرض فقط؟! «الجدية في عملية التوظيف تستدعي أن نغير هذه المصطلحات أو المبادرات للتوظيف، بما في ذلك تغيير المصطلح المستخدم، من معارض للتوظيف إلى لقاءات للتوظيف، لكون المعرض للعرض فقط، في حين أن اللقاءات هي المطلوبة لاختيار الموظفين». هذا ما أكدته موزة الخيال مستشار تطوير أعمال واستراتيجيات فروع نادي سيدات الشارقة، في تقييمها لأوضاع معارض التوظيف ومدى استفادة الباحثين عن فرص وظيفية فيها، والتي هي برأيها قائمة على أساس الفرص التي تتاح للباحثين عن العمل من خلال المؤسسات الباحثة عن الموظفين. وتضيف: عندما تشترك هذه الجهة بغض النظر عن كونها حكومية أو خاصة، وتطرح شواغر لديها، وتضع وجود سنوات خبرة لدى المتقدم للوظيفة شرطاً أساسياً، فبطبيعة الحال هي لا تستهدف الباحث عن العمل من الخريجين الجدد، بل تستهدف وبطريقة غير مباشرة الموظفين حالياً أو الموجودين على رأس عملهم في مؤسسات مختلفة. إذاً، فالقضية ليست في منع الباحث عن فرصة وظيفية أفضل من الدخول إلى معارض التوظيف، بقدر ما تعني تغيير معايير الاختيار من قبل المؤسسات الباحثة عن موظفين والطارحة لشواغر عمل. وتجنباً لهذه الإشكاليات في معارض التوظيف التقليدية رأى أكرم عساف المدير التقني ل «بيت دوت كوم» والمتخصص في تنظيم المعارض أن الحل الأمثل يكمن في المعارض الافتراضية، والتي تشهد حالياً إقبالاً كبيراً في أمريكا ودول أخرى متنوعة.وانتقد الدكتور محمد عبد الرحمن مدير جامعة الوصل في دبي، معارض التوظيف بقوله: لاحظنا من خلال كثير ممن ارتادوا هذه المعارض أن فيها الكثير من الشركات بعكس العروض، والتي يكون عددها محدوداً جداً، فتفرغ من عملها منذ اليوم الأول، إذا لم يكن الساعات الأولى، بينما من المفترض على الشركات المسجلة أن تحضر قائمة طويلة من الشواغر فيها لعرضها، إضافة إلى أن الكثير ممن يعملون ولديهم وظائف هم أيضاً رواد هذه المعارض، والعارضون لا يأبهون بل يتيحون الفرص أمامهم للعمل، في حين أنه من الواجب أن تكون الأولوية لمن ليس لديه وظيفة، ومن ليس لديه مصادر دخل، وليس العكس، حتى نستطيع أن نساوي بين الجميع.واعتبر مروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، أن دعم شريحة الخريجين وتوفير فرص عمل ليس واجباً على الدولة ودوائرها ومؤسساتها فقط، بل هو واجب على القطاع الخاص أيضاً بكافة أطيافه. ويذهب حميد العبار عضو المجلس الوطني الاتحادي، إلى وجهة نظر أخرى، وهي أن المشاركة هي حق مشروع لكل مواطن الموظف وغير الموظف، بغض النظر عن أن شريحة كبيرة ستفقد فرصتها في التوظيف، خاصة أن المسؤولية في هذا الجانب لا تقع على الموظف المواطن، بل على إدارة التنظيم والمنظمين والعارضين، الذين يتيحون الفرص للموظف بأن يتقدم بطلب للحصول على الوظيفة.واعتبرت الدكتورة شريفة رحمة الله المرزوقي مدير المركز الإعلامي في جامعة الشارقة، أن معارض التوظيف فرصة جيدة لعرض كل المؤسسات الحكومية وأيضاً شبه الحكومية الفرص الوظيفية المتوفرة لديها للباحثين عن العمل من المواطنين.ورأت أنه لا بد لتلك الجهات من تحديد احتياجاتها الوظيفية الفعلية لكل عام من خلال نوع التخصص المطلوب ومتطلبات الوظيفة والخبرات المطلوبة، وبذلك لا يحدث أي التباس لدى مقدم الطلب، سواء كان حديث التخرج أو متقاعداً أو باحثاً عن وظيفه جديدة تناسبه. الخريجون الجدد أميرة الفلاسي نائب رئيس الموارد البشرية ومسؤولة تدريب الكوادر الوطنية في طيران الإمارات بينت أن «مجموعة الإمارات» ومن خلال مشاركتها في معارض التوظيف التي دأبت على المشاركة في معظمها، تستهدف فئة الشباب من الخريجين الجدد. «مضاربة» الموظفين من أصحاب الخبرات «لم ولن تتوقف هذه الظاهرة مطلقاً».. أجمع مجموعة من الشباب المواطنين الخريجين على هذا الرأي، الذي يختصر شعورهم بالإحباط ومعاناتهم من معارض التوظيف، ورأى محمد عبدالله وهو من رواد معارض التوظيف خريج منذ أربعة أعوام، ولغاية الآن يعيش على الوعود من الشركات، أن في القطاع الحكومي أو الخاص. فيما رد زميله سعيد النقبي الأسباب إلى «مضاربة» الموظفين من أصحاب الخبرات وحصولهم على الوظائف التي تعرضها الشركات والمؤسسات، ويعزو المسألة إلى أن معظم المشاركين في المعارض يفضلون أصلاً أصحاب الخبرة وليس لديهم مكان لمن ليس له خبرة. ولا يلوم محمد علي هذه الشريحة لكونها تطمح إلى الحصول على فرص أفضل، «وهذا حقها»، بل وبما أن معارض التوظيف لا ترفع شعار «للعاطلين عن العمل أو للخريجين فقط»، فيحق لكل المواطنين المشاركة بها، ولذا فإن أصحاب الخبرة هم مستهدفون أيضاً.

مشاركة :