* بالتأكيد حَيَاة الإنْسَان أياً كان لها حقّها وحُـرمتهَا، والمحافظة عليها من المُسّلّمَات الإنسانية، والمملكة العربية السعودية ومن منطلق تحكيمها لشرع الله تعالى حريصة جداً على حياة مواطنيها عموماً، فما بالكم بمواطن قدّم الكثير لوطنه في ميدان الإعلام، وهو الأستاذ الكبير جمال خاشقجي -غفر الله له- الذي له اسمه ومكانته وجهوده التي نقدرها جميعاً، حتى وإن اختلفنا مع بعض أطروحاته الأخيرة. * ولكن ما صاحب (حَادثة وفاته) من حملات إعلامية مَوجّهةٌ ومُمنهجة تجاه المملكة؛ تبدو غير مسبوقة في كَثَافتها، التي كانت على مَدار السَاعَة بل لَحْظِيَة، وفي اعتمادها كثيراً على مصَادر معلوماتية مجهولة وغير موثوقَة، لم يكن الدافع لها (محبة أستاذنا جمال رحمه الله) بل المقصود منها استغلال الحادثة للإساءة لـ»السعودية ورموزها»، والبحث عن مكاسِب ومصالح من وراء تلك الضّغوطات! * لكن كلُّ تلك الممارسات لم تزد «السعودية» إلا إيماناً بمبادئها الراسخة والقائمة على العدالة والإنسانية، وكانت البداية بأن أعلنت -بكل شجاعة- أن الوفاة وقعت داخل قنصليتها في اسطنبول بعد أن أثبتت التحقيقيات ذلك، وهي التي تواصلت مع المتهمين بحضور أبناء الفقيد ومحاميهم، ودبلوماسيين، يمثلون الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذا ممثلين لـ»تركيا» باعتبار أن الحادثة كانت في أراضيها، كما شهدها إعلاميون ومندوب من حقوق الإنسان. * طبعاً التمثيل الخارجي في جلسات التحقيق والمحاكمة لم تكن «المملكة» ملزمة به أبداً، ولكنه جاء منها تأكيداً على النزاهة والشفافية في إدارة هذا الملف؛ الذي أغلق صفحاته (بيانُ النيابة العامة) الذي أعلنته الأحد الماضي، وفيه أشارت إلى استكمالها لتحقيقاتها في القضية، موضحة بأن المحكمة الجزائية أصدرت أحكامها بقتل (5) من المدعى عليهم قصاصاً وهم المباشرون والمشتركون في قتل المجني عليه، وسجن (3) من المدعى عليهم لتسترهم على هذه الجريمة ومخالفة الأنظمة، فيما بَرَّأت بقية المتهمين لعدم ثبوت إدانتهم. * بيان النيابة العامة وصدو الأحكام على المُدانين أتى بَاصِمَاً على استقلالية القضاء السعودي وعدالته الناجزة مهما كانت الأثار، وهو ما كان مصدر فرحة للمواطنين الذين رفعوا رؤوسهم فخراً واعتزازاً بقضائهم وقيادتهم الرشيدة، التي ترفع دائماً لواء تطبيق شَرع الله قولاً وعملاً. * أما أعداء الوطن وتلك الأصوات والأقلام المغرضة والمرتزقة التي لا هَمَّ لها إلا تشويه صورة بلاد الحرمين فقد جاء إغلاق ملف (قضية خاشقجي رحمه الله) صادماً لهم، فلم يبقَ لهم إلا التشكيك فقط؛ بعد أن أدركوا بأن «السعودية العظمى» كانت وستظلّ شامخة مهما كانت التحديات؛ فاللهم لك الحمد على نعمة العدل والأمن في وطن الخير والسلام.
مشاركة :