أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن النظام الدولي يمر بمرحلة تحول عميق على صعيد العلاقات بين القوى الكبرى، واحتمالات التنافس أو الصراع بينها، مشيراً إلى أن الانسحاب الأميركي من القيادة العالمية يؤدي إلى كثير من الاضطراب في عدد من الأقاليم، ومن بينها المنطقة العربية، داعياً العرب لقراءة تلك المتغيرات بإمعانٍ شديد، من أجل استخلاص النتائج، واستشراف المستقبل.واعتبر أبو الغيط في محاضرة ألقاها، أمس، أمام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كلاً من إيران وتركيا وإسرائيل خطراً داهماً بشكل متفاوت. ولفت إلى أن «إعادة التموضع الأميركي في المنطقة يُغري قوى إقليمية معينة بتجاوز الخطوط الحمر على نحو غير مسبوق، بقدر من الاجتراء الذي يلامس حد البلطجة»، مشيراً إلى «السلوك الإيراني والاعتداءات التي مارستها إيران في الخليج العربي، في الصيف الماضي»، وكذلك تدخلات تركيا في سوريا، ثم مؤخراً في ليبيا.وحدد أبو الغيط التطور التكنولوجي، والتغير المناخي، والهجرة، بوصفها ثلاث قضايا رئيسية تُثير كثيراً من الاضطراب على صعيد العالم المتقدم والنامي على حد سواء، مؤكداً أن على الدول العربية الاستعداد لمواجهة هذه المتغيرات المتسارعة التي ستكون لها انعكاساتها على مستقبلها، مشيراً على نحو خاص إلى الدور السلبي لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات في إعادة تشكيل وعي الشعوب، عبر استخدام «البيج داتا» والخوارزميات، في تصميم دعاية موجهة لمستقبل محدد.وتناول أبو الغيط كذلك التعقيدات المختلفة التي تثيرها قضية الهجرة؛ خصوصاً في ضوء ما تثيره من استقطاب سياسي حاد في المجتمعات الغربية، وكذا في ظل حاجة هذه المجتمعات، وغيرها من الاقتصادات المتقدمة في اليابان والصين، إلى مهاجرين شباب من أصحاب المهارات العالية، لسد فجوة المهارات لديها، في ضوء شيخوخة سكانها المتسارعة، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من نزيف أكثر للعقول والكفاءات العربية، مؤكداً أن نحو 100 ألف من العلماء والمهندسين والأطباء والخبراء يهاجرون كل عام من ثمانية أقطار عربية، الأمر الذي ينعكس سلباً على جهود التنمية في العالم العربي. وأكد أبو الغيط أن التغير المناخي ستكون له تأثيرات خطيرة على المنطقة العربية؛ خصوصاً في ضوء كونها أكبر منطقة عجز غذائي في العالم، وكونها تحصل على أغلب غذائها واحتياجاتها المائية من خارجها.
مشاركة :