مع انطلاق «ليالي حتا الثقافية» التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في نسختها الأولى، أمس، تتألق سماء حتا بفعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية ملهمة في ربوع حديقة وادي حتا بمدينة حتا، حيث تتواصل هذه الأجواء الاحتفالية على مدى 17 يوماً تأخذ الزوار في رحلة فريدة إلى عوالم مطرزة بسحر التراث وجماليات الفنون والعروض الترفيهية، متوَّجةً بنكهات المأكولات الشعبية الأصيلة، لتحمل الكثير من التفاصيل المدهشة التي تبرز قيمة التراث الإماراتي وأصالته. فلكلور إماراتي وبعبق الماضي الآسر الممزوج بألق الحاضر الجميل، تحتضن «ليالي حتا الثقافية» زوارها للاستمتاع بسلسلة واسعة من الفعاليات المتنوعة ليحظوا بفرصة فريدة بالتعرف إلى الفلكلور الإماراتي وبعض الفنون الشعبية العربية والعالمية، عبر عروض مميزة تجمع بين الغناء الشعبي والرقص الفلكلوري، تقدمها فرق إماراتية تعرض فنوناً شعبية أصيلة، مثل «العيالة» و«الحربية» و«اليولة»، فضلاً عن العروض الفلكلورية لفرق عربية من لبنان والأردن ومصر، وأخرى عالمية من البرازيل والهند وتركيا والمكسيك وأفريقيا، كما تتجلى إحدى صور تراثنا الأصيل أيضاً في «معرض الأبواب الفنية القديمة»، تلك الأبواب التي تعكس جماليات الهوية المعمارية للأبنية التراثية المحلية، والتي يسرد كل باب منها قصةً ترمز إلى حقبة من التاريخ العريق لإمارة دبي. تسامح ومحبة وأشارت هالة بدري، المدير العام في هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى أهمية «ليالي حتا الثقافية» على الصعيدين الثقافي والتراثي لدولة الإمارات، قائلةً: «تثري هذه التظاهرة الثقافية الفنية المشهد الثقافي، وترمي إلى صون التراث الوطني والحفاظ على الإرث الحضاري المجيد لدولة الإمارات». وأضافت: «تبرز هذه الاحتفالية قيمة تراثنا الأصيل وحضارتنا القائمة على السلام والتسامح والمحبة، وقيم تتجلى عبر التفاعل البنّاء مع الأمم والشعوب الأخرى بجميع أطيافها، كما تسهم في دعم البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية بفعالياتها الهادفة وأجوائها الترفيهية الثرية التي تدخل البهجة على قلوب الزوار». لوحات مبهرة وتتألق «حتا» خلال لياليها الثقافية بعروض الأضواء التي تنير سماءها بأطياف متعددة الألوان والأبعاد في لوحات مبهرة بلمسات فنية معاصرة، مستوحاة من التراث الإماراتي العريق، أما عشاق الموسيقى فهم على موعد مع عروض موسيقية استثنائية لفنانين محليين وعالميين. وتخصص الليالي لعشاق منتجات الفنون الإبداعية، ركناً لسوق شعبية تعرض مجموعة فريدة من العلامات التجارية محلية الصنع تضم الأكسسوارات والهدايا والتحف التي تفيض بشذا التراث وجمالياته، إلى جانب معارض للفنون التشكيلية، ومنصات تعرض أعمالاً فنية أبدعتها أيادي أصحاب الهمم، كما تضم أيضاً زوايا تلقي الضوء على أصول الضيافة العربية التي يتحلى بها الشعب الإماراتي من خلال تقديم أطباق من المأكولات الشعبية الإماراتية الشهية، والمميزة بنكهات الماضي ببساطته وروعته. «سوالف» و«فراشات» ومن خلال مجالس أعدت خصيصاً لكبار المواطنين وأخرى لكبار المواطنات، يستمع الزوار إلى «سوالف» تروي تفاصيل الماضي الجميل والحكم المتوارثة عن الأجداد، علاوةً على الأمسيات الشعرية الحافلة بالشعر النبطي الأصيل التي تحييها كوكبة من شعراء إماراتيين مبدعين. وينتظر الأطفال وجميع أفراد العائلة أيضاً عروضاً ترفيهية وتعليمية غنية وممتعة، مثل عرض «الفراشات»، فضلاً عن عروض المرايا، والعروض الترفيهية والأكروباتية على المسرح وفي أرجاء الحديقة. ألعاب شعبية كما تحيي «ليالي حتا الثقافية» ذاكرة التراث في ركن للألعاب الشعبية الإماراتية، مثل «الأنبار واللقفة والكرابي وعربانة الحديد»، وغيرها من الألعاب التي تغرس في نفوس الأطفال الكثير من المبادئ والسلوكيات المرتكزة على الشجاعة والفروسية والذكاء وحب الجماعة، إضافة إلى مكتبة حتا التي تحتضن ورش عمل للأطفال تشمل أشغالاً يدوية ممتعة، مثل صنع الطائرة الورقية، وفن قص وتشكيل الورق، وتعلم الألوان، وأغانٍ للأطفال، فضلاً عن الرسم على الوجوه والرسم بالحناء، والمسابقات التراثية، وغيرها.
مشاركة :