أدى ضيوف الرحمن أمس ثاني صلاة جمعة لهم بعد أدائهم مناسك الحج، في رحاب المسجد النبوي الشريف، إذ أم المصلين وخطبهم فيهم الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الذي حذر في خطبته من الاختلاف والتفرق الذي يقود الأمة نحو التفكك والتمزق. وقال الدكتور الحذيفي: "في هذا العصر كثرت الآراء والأهواء وانتشر الاختلاف وانعكس أثره وضرره على المسلمين بالضعف والتفرق وقطع الروابط وكل ناصح يوجه الأمة أن تعالج أدواءها بالتمسك بالهدي النبوي وتبتعد عن أسباب الاختلاف المذموم"، مضيفاً "لقد حذرنا الله تعالى من الاختلاف والأهواء، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستختلف فحذرنا مما وقع فيه من كان قبلنا، والأهواء لا حصر لها واختلاف الآراء لا يوحد مسارها إلى الحق، ولا يهدي إلى الصراط المستقيم خلا الكتاب والسنة". واستطرد: "إن هذه الأمة سيصيب آخرها بلاء بسبب الإعراض عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وتشعب الأهواء وإيثار الدنيا. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الأمة جعل الله عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء تأتي الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، ثم تأتي الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأت منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"، مستدركاً "ألا وإن الأهواء شر كلها وإن الاختلاف والتفرق مرض على أمة الإسلام في دينها ومصالحها يضعف قوتها ويفرق جمعها وتلتبس مع الاختلاف الحقائق فلا تظهر لكل أحد وقد يرى الحق باطلا والباطل حقا ولا عصمة من مضلات الفتن إلا بالاعتصام بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسؤال أهل العلم فيما خفي من الأمور المختلف فيها". وأدى حجاج بيت الله الصلاة في كل راحة وطمأنينة وسط منظومة خدماتية متكاملة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، فيما تهيأ البعض منهم إلى مغادرة الأراضي المقدسة والعودة إلى بلاده، وآثر آخرون أن يقضوا أياماً مجاورين لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ينهلون من فيض الحسنات والبركات يلازمون الروضة الشريفة ويسلمون على النبي الأكرم وصاحبيه رضي الله عنهما. وبذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ميادين وأسطح وممرات، في حين جندت أمانة المنطقة جل طاقاتها للاهتمام بالخدمات البلدية والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمطاعم، واستعدت الشؤون الصحية بكل طاقاتها لاستقبال أي حالة طارئة للحجاج الذين يحتاجون إلى عناية طبية، ووفرت المستلزمات الطبية لهم، إضافة إلى دعم المراكز الصحية بالكوادر الطبية والفنية اللازمة. واستعدت الجهات الأمنية وفروع الوزارات المدنية، لاستقبال حجاج بيت الله كل وفق اختصاصه، سيراً على الخطة التي وضعت مسبقاً سعياً لتطبيقها بحرفية ومهنية تكفل للحاج الراحة والطمأنينة والعودة إلى بلاده وهو ينقل أجمل الصور وأنصعها. ووفقا لتقرير سكرتارية لجنة الحج فإن إجمالي قدوم الحجاج للمدينة المنورة 178703 حجاج وإجمالي الحجاج المغادرين من المدينة المنورة 60453 حاجاً وإجمالي الحجاج المتبقين بالمدينة المنورة 118242 حاجاً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمساكن 30 في المئة حتى أمس (الجمعة)، أما نسبة الحجاج من حيث جنسياتهم فإن الجنسية الإيرانية هي الأكثر تواجداً بواقع 14240 حاجاً يليها الجنسية البنغلادشية بواقع 11681 حاجاً ثم الجنسية المصرية 9810 حاجاً.
مشاركة :